ياباني أصلي
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

ياباني أصلي

 فلسطين اليوم -

ياباني أصلي

سما حسن
بقلم : سما حسن

اخترتُ لنفسي ولأولاد الحجر المنزلي، رغم عدم تسجيل أي حالات إصابة بفيروس كورونا في غزة حتى الآن. قررت أن أتبع أسلوب الوقاية خير من العلاج، وهكذا شدتني هذه الأيام نحو جهاز التلفزيون، وقررت متابعة فيلم عربي، هو فيلم "ياباني أصلي".تبدأ أحداث الفيلم بزوجة يابانية لشاب مصري يعيش في حارة شعبية، والحارة هي صورة مجسمة للتخلف الذي تعيشه الكثير من المناطق العربية التي لا تزال ترى أن الفوضى هي عنوان الحياة، يقل شيئاً فشيئاً شغف وانبهار السيدة اليابانية بالحارة الشعبية العربية، وللعلم فكل الحارات العربية تتشابه، فهناك الأصوات العالية والمقاهي الشعبية والاكتظاظ واختلاط النساء والأطفال والرجال في أماكن بيع الخضار وعلى الشرفات، وغيرها من العلامات المسجلة لكل حارة، ولا يمكن أن يكون هناك حارة دون سيدة تضرب طفلها وتلاحقه في الشارع مثلاً أو تدعوه بأفظع الألقاب، ولا يمكن ان تكون هناك حارة شعبية صميمة بلا سيدة تسكب ماء الغسيل من الشرفة او من فرجة باب بيتها نحو الشارع، او نحو المارة بالتحديد.

وهكذا انطفأ شغف السيدة التي أصبحت أماً لطفلين توأمين، وتحايلت كما تفعل كل الزوجات الاجنبيات بحجة زيارة أهلها في وطنها الأم وهربت بالطفلين إلى اليابان، بعد أن طلقت نفسها من الزوج المكلوم، وقد اشترطت عليه حقها في تطليق نفسها بنفسها.قصة الفيلم تتناول قضيتين، وهي زواج العربي بأجنبية، كون الشاب العربي لا يمتلك مهراً ولا تكاليف زواج.القضية الثانية والمهمة التي تناولها الفيلم هو الهوة الشاسعة بين حضارة اليابان وتقدمها التكنولوجي وبين البلاد العربية، فقد عاد الطفلان لمسقط رأس أبيهما، وقد تبين لهما منذ اللحظة الأولى هذا الفرق الواسع، ولكن الغريب أن المؤلف كان مصمماً على إظهار استمتاع الطفلين بحياة الحارة، رغم ان هناك الفاظاً بذيئة وأساليب نصب ظاهرة في تعامل الناس مع بعضهم، مثل التعامل مع الميكانيكي ومن يقوم بإصلاح الأجهزة الكهربائية.

على الجانب الآخر فالسفارة اليابانية راقبت الوضع، ورأت ما قام به الأب وأهل الحارة من أخطاء فادحة لا تليق بأن تكون في بيئة طفلين، وتقرر سحبهما من والديهما، ولكن الأب يتنازل هذه المرة عن الطفلين، وأهل الحارة يقررون ان يغيروا حياتهم من أجل ان يبقى الطفلان في مصر وفي الحارة.يقرر أهل الحارة أن يتخلوا عن الفوضى والقذارة والعشوائية والغوغاء، وأن يتعاملوا بنظام وترتيب وذوق، وتختفي الضوضاء من الحارة ويعم الهدوء وتنتشر مظاهر النظافة في كل مكان، وتصبح الحارة كأنها "حارة في ريف لندن"، ولكن الأب يصر على تسليم الطفلين لأمهما، لأنه يرى ان التغيير يجب أن يشمل كل الوطن، فولداه لن يبقيا في الحارة طيلة حياتهما.
رأى الأب أن التغيير يجب ان يكون إلى الأبد، وليس لفترة معينة، فهو لديه يقين أن الحارة سوف تعود لسابق عهدها، كما لا يثق بأن بلده مناسب للعيش.
ربما اليأس وعدم الثقة كانا سبباً لتخلي الأب عن ولديه، ولكنهما اختارا الأب وتركا الأم، والسبب أن الحياة في اليابان تكاد تتحول لحياة آلية، والطفلان كانا سعيدين بعمتهما وزوجها ومشاعرهما البسيطة غير المتكلفة.
ربما لو ببعض الأمل سوف تتغير حارتنا الشعبية، سوف نتغير ليس لأن في حارتنا طفلين من كوكب اليابان، ولكن هناك وباء قد بدأ يزحف وهو يهزنا بعنف قبل أن يصلنا، نأمل أن يتوقف، ولكن نأمل أن هزته لنا تبقى عنيفة ولا ننساها، فهل ننسى؟؟؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ياباني أصلي ياباني أصلي



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday