ياباني أصلي
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

ياباني أصلي

 فلسطين اليوم -

ياباني أصلي

سما حسن
بقلم : سما حسن

اخترتُ لنفسي ولأولاد الحجر المنزلي، رغم عدم تسجيل أي حالات إصابة بفيروس كورونا في غزة حتى الآن. قررت أن أتبع أسلوب الوقاية خير من العلاج، وهكذا شدتني هذه الأيام نحو جهاز التلفزيون، وقررت متابعة فيلم عربي، هو فيلم "ياباني أصلي".تبدأ أحداث الفيلم بزوجة يابانية لشاب مصري يعيش في حارة شعبية، والحارة هي صورة مجسمة للتخلف الذي تعيشه الكثير من المناطق العربية التي لا تزال ترى أن الفوضى هي عنوان الحياة، يقل شيئاً فشيئاً شغف وانبهار السيدة اليابانية بالحارة الشعبية العربية، وللعلم فكل الحارات العربية تتشابه، فهناك الأصوات العالية والمقاهي الشعبية والاكتظاظ واختلاط النساء والأطفال والرجال في أماكن بيع الخضار وعلى الشرفات، وغيرها من العلامات المسجلة لكل حارة، ولا يمكن أن يكون هناك حارة دون سيدة تضرب طفلها وتلاحقه في الشارع مثلاً أو تدعوه بأفظع الألقاب، ولا يمكن ان تكون هناك حارة شعبية صميمة بلا سيدة تسكب ماء الغسيل من الشرفة او من فرجة باب بيتها نحو الشارع، او نحو المارة بالتحديد.

وهكذا انطفأ شغف السيدة التي أصبحت أماً لطفلين توأمين، وتحايلت كما تفعل كل الزوجات الاجنبيات بحجة زيارة أهلها في وطنها الأم وهربت بالطفلين إلى اليابان، بعد أن طلقت نفسها من الزوج المكلوم، وقد اشترطت عليه حقها في تطليق نفسها بنفسها.قصة الفيلم تتناول قضيتين، وهي زواج العربي بأجنبية، كون الشاب العربي لا يمتلك مهراً ولا تكاليف زواج.القضية الثانية والمهمة التي تناولها الفيلم هو الهوة الشاسعة بين حضارة اليابان وتقدمها التكنولوجي وبين البلاد العربية، فقد عاد الطفلان لمسقط رأس أبيهما، وقد تبين لهما منذ اللحظة الأولى هذا الفرق الواسع، ولكن الغريب أن المؤلف كان مصمماً على إظهار استمتاع الطفلين بحياة الحارة، رغم ان هناك الفاظاً بذيئة وأساليب نصب ظاهرة في تعامل الناس مع بعضهم، مثل التعامل مع الميكانيكي ومن يقوم بإصلاح الأجهزة الكهربائية.

على الجانب الآخر فالسفارة اليابانية راقبت الوضع، ورأت ما قام به الأب وأهل الحارة من أخطاء فادحة لا تليق بأن تكون في بيئة طفلين، وتقرر سحبهما من والديهما، ولكن الأب يتنازل هذه المرة عن الطفلين، وأهل الحارة يقررون ان يغيروا حياتهم من أجل ان يبقى الطفلان في مصر وفي الحارة.يقرر أهل الحارة أن يتخلوا عن الفوضى والقذارة والعشوائية والغوغاء، وأن يتعاملوا بنظام وترتيب وذوق، وتختفي الضوضاء من الحارة ويعم الهدوء وتنتشر مظاهر النظافة في كل مكان، وتصبح الحارة كأنها "حارة في ريف لندن"، ولكن الأب يصر على تسليم الطفلين لأمهما، لأنه يرى ان التغيير يجب أن يشمل كل الوطن، فولداه لن يبقيا في الحارة طيلة حياتهما.
رأى الأب أن التغيير يجب ان يكون إلى الأبد، وليس لفترة معينة، فهو لديه يقين أن الحارة سوف تعود لسابق عهدها، كما لا يثق بأن بلده مناسب للعيش.
ربما اليأس وعدم الثقة كانا سبباً لتخلي الأب عن ولديه، ولكنهما اختارا الأب وتركا الأم، والسبب أن الحياة في اليابان تكاد تتحول لحياة آلية، والطفلان كانا سعيدين بعمتهما وزوجها ومشاعرهما البسيطة غير المتكلفة.
ربما لو ببعض الأمل سوف تتغير حارتنا الشعبية، سوف نتغير ليس لأن في حارتنا طفلين من كوكب اليابان، ولكن هناك وباء قد بدأ يزحف وهو يهزنا بعنف قبل أن يصلنا، نأمل أن يتوقف، ولكن نأمل أن هزته لنا تبقى عنيفة ولا ننساها، فهل ننسى؟؟؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ياباني أصلي ياباني أصلي



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday