المدرسة وأيام الشتاء الجميلة
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

المدرسة.. وأيام الشتاء الجميلة

 فلسطين اليوم -

المدرسة وأيام الشتاء الجميلة

سما حسن
بقلم : سما حسن

يؤسفني أن أسمع عن الإعلان عن تعطيل الدوام المدرسي بسبب الأحوال الجوية، حيث تشتد البرودة وتهطل الأمطار، يؤسفني أن يتوقف التعليم في ظل هذه الأجواء ولو ليوم واحد، لأن العطلة من المدرسة بسبب الجو البارد والماطر هي خسارة للتلاميذ أولاً، ولأنه يزرع في نفوسهم روح التراخي، وينزع من قلوبهم روح المغامرة والتحدي والإصرار على التعليم رغم كل الظروف.
تخيلوا وتذكروا معي كيف كنا نذهب إلى مدارسنا في ثمانينات القرن الماضي أو قبل ذلك بسنوات قليلة، وكيف تعلم آباؤنا وأمهاتنا في مدارس لم تكن مهيئةً ولا مجهزة للدراسة، وكان التلاميذ يغرقون مع المعلمين، ولكن رغم ذلك لم يكن أحد يتغيب عن المدرسة.

تذكروا وتخيلوا كيف كانت مدارس الأونروا في زمننا وقبل ذلك، حيث كانت في أوضاع أسوأ، وكانت الفصول مسقوفةً بالقرميد والذي كان يتهشم ويتساقط فوق رؤوسنا ولكننا كنا نتعلم.
لا أدري أين هي المشكلة او أين هو الخلل؟ لماذا كنا نطير إلى المدارس في الصباح الباكر وماء المطر يغمرنا والشوارع موحلة وغير مرصوفة، وحيث كانت الباصات والسيارات قليلة، فقلةٌ من كانوا يصلون إلى مدارسهم بالسيارات أو الباصات، ولكننا اليوم نشتكي ونتذمر لو تأخر الباص على أولادنا او تعطلت سيارة الأب أو الأم واضطر الأبناء للذهاب راجلين إلى مدارسهم؟

لا ادري ولا أتخيل كيف تعلمنا في هذه الظروف وكنا نحب المدرسة، وكنا نتنقل من صف إلى صف لأن الصف الآخر كان صالح السقف، ولم نكن نغرق بماء المطر فتضطر المعلمة وبأمر من الناظرة ان تدمج فصلين في فصل واحد، تخيلوا ان يحتوي الفصل الواحد على مائة تلميذة صغيرة، ورغم ذلك كنا ننتبه ونركز ونقرأ ونكتب ونحل المسائل على السبورة ونستمتع مع المعلمة ونصغي لها ولا شيء يشغلنا عنها.

 لم نكن نعرف الدراسات العلمية الحديثة التي أكدت ان قدرة الانسان على التركيز تزداد في الأجواء الباردة، وأن ملامسة ماء المطر لجسم الإنسان يمنحه الطاقة الإيجابية ويزيد من نشاطه.
أيام الشتاء هي أيام جميلة يجب ألا نحبس فيها أولادنا بخوفنا عليهم، ولا ننتظر الإعلان عن إجازة من المدرسة، ولا ننتظر أن يتم تأجيل الدوام للموظفين، ولو كان التأجيل سيتم مع كل هطول للمطر معنى ذلك أن أياماً كثيرة ستفوت على الطلاب وعلى المراجعين للدوائر الحكومية، وسوف تتعطل مصالح الناس وأشغالهم.

يجب ان نسأل عن حال الطلاب في بلاد الثلج، وهل يحصلون على إجازات من المدارس طيلة العام، وهل أجواء بلادنا الباردة تقاس بأجواء بلادهم، وحيث تنزل درجات الحرارة إلى أدنى من الصفر بدرجات بعيدة، في حين ان بلادنا لا تتجاوز الصفر إلا نادراً ولو بدرجة أو درجتين. يجب ألا نعلم أولادنا الكسل، ولا نطلب منهم ان ينتظروا الإجازات لأن الإجازة بسبب البرد والمطر، يعني ان يتعلم الطفل منذ صغره التهرب من المسؤولية ومن العمل حين يصبح موظفاً، وسوف يمتهن التسويف والمماطلة ولن يحترم المواعيد ولا القوانين.

أيام المطر الجميلة، تلك الأمسيات التي تجمع العائلة حول الموقد، يجب أن تجمع العائلة في الصباح وهي تتجه لأعمالها، فلا مجال للكسل وأمامنا العلم، ولا مجال للنوم وأمامنا أبواب المستقبل تنادينا وهي مشرعة للجد والاجتهاد. نأسف أن يطالب الآباء والأمهات على مواقع التواصل الاجتماعي بالإجازات بدلاً من الأبناء، ويجب أن يحكوا لأطفالهم عن ذكرياتهم أيام الطفولة، وكيف كانوا يهرعون للعلم تحت المطر وهم لا يرتدون هذه الملابس الثقيلة والأحذية المصفحة، بل على العكس كانت ملابسنا بسيطة وأحذيتنا رخيصة الصنع، وحقائبنا حدِّث ولا حرج، فهي ليست مدعمة ولا جديدة، فالتلميذ المحظوظ من يظفر بحقيبة جديدة كل سنة ورغم ذلك فالجميع كان يحب المدرسة.

قد يهمك أيضا :  

تعليم غزة"" تناقش معايير اختيار المعلمين للوظائف للعام 2020

التعليم العالي" تعلن توفر منح دراسية في ماليزيا وبولندا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدرسة وأيام الشتاء الجميلة المدرسة وأيام الشتاء الجميلة



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday