تحية للوزيرة
آخر تحديث GMT 15:46:26
 فلسطين اليوم -

تحية للوزيرة

 فلسطين اليوم -

تحية للوزيرة

سما حسن
بقلم : سما حسن

"الفاضي بيعمل قاضي"، ولأني مولَعة بالأمثال الشعبية فقد افتتحت مقالي بمَثل.
نعم، "هم" في حالة فراغ كبير، و"هي" مشغولة، مشغولة لدرجة كبيرة. أتذكّر أن أبي رحمه الله في وقت الامتحانات النهائية في المدرسة كان ينشغل كثيرا، وهو متأكد أن التلاميذ الملاعين الصغار يجوبون شوارع وأزقة المخيم وهم يلعبون ويشاكسون حتى "طوب الأرض"، ولكنه كان ينشغل وزملاؤه أيضا، لدرجة أن جاء أحدهم إلى المدرسة صبيحة أول أيام الامتحانات وهو يرتدي بلوزته "الكاشمير" "بالمقلوب"، فغرق الفصل كله بالضحك، ولم يقدروا انشغال المعلم الذي يجهز للامتحانات، وهو يشغل في الوقت نفسه منصب وكيل الناظر، بكل ما يعنيه ذلك من أعباء.

وهكذا لم يشعر التلاميذ بتعب وانشغال المعلم، مثلما لم ولن يشعر مواطنون كثيرون بانشغال المسؤول في ظرفنا الحالي، ماذا يعني ان تكون وزيرا للصحة في بلد محدود الإمكانيات، ولكنك تحقق نجاحا لافتا في مواجهة الوباء، بكل هذه الإمكانيات البسيطة قياسا للدول العظمى. ويكون عليك أن تخرج لكي تطمئن الناس وتنفي الشائعات التي تنتشر على مدار الساعة.

لو كانت السيدة وزيرة صحتنا في دولة أجنبية لسمعنا تعليقات على غرار ما نسمع عن مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل، والتي تغنى رواد المواقع التواصل الاجتماعي العرب قبل الأجانب بتواضعها وخروجها للتسوق بمفردها دون حراسة، وبأنها ترتدي ملابس سبق ان ارتدتها قبل سنوات، ولا تهتم بالماكياج ولا صيحات الموضة، ولكن وزيرة الصحة الفلسطينية التي تكرس كل وقتها لمتابعة ما يحدث في اصغر مستوصف في البلد، تتعرض لشيء من التنمر، وتسمع تعليقات ساخرة، لا تعبر إلا عن أن الناس الفاضية قد تحولت كلها إلا قضاة.

سيدة بسيطة متواضعة، وتاريخها مشرف، وهي طبيبة بالطبع، ولها بصماتها في المجال الصحي في فلسطين، وأيضا هي ليست من عاشقات الموضة ولا المساحيق، تتحدث ببساطة وتلقائية، وبالنسبة لي أشعر ببساطتها عندما تضع لي "لايك" على منشور بكل بساطة، ولم تتغير عنها قبل سنوات ومنذ أن أرسلت لي طلب صداقة في وقت الحرب الأخيرة على غزة، واليوم، عندما أصبحت وزيرة، هي لم تتغير ولم تغلق حسابها الشخصي، ولم تتوقف عن نشر صور أحفادها الصغار كما كانت تفعل من قبل.

لماذا كل هذا السخف بحق الوزيرة التي تسهر على راحتنا، وفيما يمضى معظم الناس أوقاتهم في البيوت فهي تنتقل من مستشفى لمستشفى، وتدور على مراكز الحجر الصحي ومعرضة نفسها لخطر العدوى بالطبع، وكلنا يعرف ان المسؤولين والكوادر الطبية قد تعرضوا للإصابة بفيروس كورونا لأنهم كانوا في الخط الأول للجبهة.

يحق لنا أن نقدم اعتذارا للوزيرة الدكتورة مي كيلة، ويحق لنا أن نحترم ما تقوم به من جهود، وأن نحترم خصوصيتها وحريتها، سواء تمثلت بأنها لا تحب المساحيق أو أنها ترتدي ملابس عادية بسيطة وليس ماركات عالمية باهظة الثمن.
يحق لنا أن نخجل ونحن نرى سيدة ليست في سن الشباب وفي نفس الوقت تعمل على مدار الساعة لكي تطل علينا لدقائق لكي تنشر الطمأنينة في قلوبنا، قلوبنا القاسية الفارغة حين وجدت من شكل فلان أو شعر علان أو طوله الفارع أو قصره، مادة للتهكم والتنمر والسخرية.

ليتكم تتخيلون أنفسكم خارج بيوتكم وفي مستشفى أو مركز يعج بالمصابين، تخيلوا كيف سيكون الوضع النفسي لأحدكم، وتخيلوا أنكم لن تشعروا بالخوف على أنفسكم، ولكنكم قطعا تشعرون بالخوف على أحبتكم حين تعودون إلى بيوتكم، مثلما تشعر الدكتورة كيلة وغيرها من المسؤولين والملزمين بالخروج من البيوت التي أصبحت هي المكان الوحيد الآمن من العدوى حتى الآن.

قد يهمك أيضا :  

الحياة الجميلة قادمة

  كعك بيتي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية للوزيرة تحية للوزيرة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday