قلبي لم يطمئن
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

قلبي لم يطمئن

 فلسطين اليوم -

قلبي لم يطمئن

سما حسن
بقلم :سما حسن

لا أحبذ ولا أبتلع ولا أتجرع فكرة أن يظهر الفقراء على الملأ، مهما كانت الأسباب والمبررات، وفي الحقيقة أن الإسلام قد حدد قواعد التصدق بألا تعرف اليد اليسرى بما قدمته اليد اليمنى، فكيف والعالم كله يرى ويسمع ويتابع من خلال الأعمال الخيرية التي تذاع في شهر رمضان.

يبدو الحديث عن ذلك متأخراً، وسط إعجاب كثرة الناس بهذه البرامج، ولذلك فقد قررت أن اكتب وأتحدث وأنا أتوقع الاعتراض والاستهجان، ولكن لنسأل أنفسنا سؤالاً مهماً: هل استنفدت تلك البرامج كل طرق المساعدة وهذه البرامج خلفها مؤسسات إغاثية كبيرة بميزانيات واسعة، لكي تتبع هذا الأسلوب الذي لا يخلو من الدعاية والتربح، لأني تابعت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك" حيث تخصص هذه الصفحة مبيعات لشعار الحملة ولصاحبها وللقائمين عليها على شكل بلوزات وأكواب وميداليات، يعني أن التربح موجود، ولا يمكن أن أصدق و"يدخل مشطي" أن البرامج هذه لا تجني أضعاف ما تقدمه للمحتاجين الذين تهتك ستر فقرهم وتعريهم، وتضطرهم للبكاء على الملأ.

لا يمكن أن أصدق أن هذه البرامج والمؤسسات خلفها لا تستفيد، فإذا كان برنامجا مثل برنامج المقالب" رامز مجنون رسمي" يجني الأرباح من الإعلانات التي تسبقه وتليه وتتخلله على الأقل، علاوة على بيع الحلقات للقنوات المتعددة، فكيف ببرنامج خيري يستدر الدموع والتعاطف مثل قائمة من البرامج التي نتابعها منذ سنوات خلال شهر رمضان بالتحديد.

لفتتني مبادرة شبابية بالمقابل لشباب من غزة يقودهم صحافي شاب أو ربما هو صاحب الفكرة، وهو يعمل على أرض الواقع وبشيء ملموس وجدي ومفيد، هو لا يقدم وجبة طعام سوف يلتهمها الفقير في يوم ويجوع باقي الأيام، ولا يقدم ملابس وأحذية فيما يخر السقف ماء المطر شتاء، هو يفعل شيئاً مفيداً للمحتاج مثل تصليح حمام لسيدة مسنة بحيث يصبح مناسباً لاستخدام ظرفها الصحي، ولم يقم بالطبع بتصوير السيدة ولا دموعها ولا فرحتها.

لا أدري سر ولع الناس بدموع المحتاجين، ولا سر ولع البرامج بدموع الفقراء ولا حتى فرحتهم، ولا فغرة أفواههم من المفاجأة، وأن البعض يرى أن الإفصاح عن المحتاجين هو لكي نحميهم من ظنون الناس بأنهم قد تكسبوا من الحرام، فهذا أمر وارد لو أصبح الفقير الذي يعيش في بيت من الزينكو يمتلك شقة في يوم وليلة، ولذلك فلم لا يكون هناك برنامج مسابقات يقدم أسئلة سهلة ويجيب عنها طفل فقير ويحصل على مبلغ من المال، أو على شقة مثلاً، هل نحن بذلك نحميه؟ بالطبع نعم، وفي نفس الوقت لم نعرّه، لم نر بيته المتهالك الذي ربما عيرته به زميلته في الجامعة حين يكبر لأنها شاهدت الحلقة وتقول له: نسيت بيتك اللي من الزينكو، أو أن تقول له: أنت كبرت علينا وتعبيرات كهذه.

فدعونا نخفِ المرحلة الانتقالية، لماذا نصر على نشر البيوت التي لا تصلح لسكن البشر ونقول هؤلاء يعيشون هنا، لماذا لا نخفي البيت الذي لا يصلح للبشر ونسحب الصغير أو الفتاة لمسابقة أو حتى لإظهار موهبة مقابل جائزة كبيرة.

الله ينسى والناس لا تنسى، تخيلوا البنت التي كانت صغيرة حين تكبر ويذكرها زوجها كيف كانت تقف بجوار أمها بشعر منكوش وثياب مهلهلة قبل عشر سنوات وهم ينتظرون مقدم برنامج ما ليطرق بابهم وينتشلهم من الفقر، سوف يقول لها في أول مشاجرة: انتي نسيتي اصلك.
أخفوا الأصل يا أصحاب الأفكار الرائدة الخيرية، أخفوا ما ستره الله، وتفننوا في تقديم المساعدات، قدموا لنا الحكاية المحبوكة حتى لا نبكي قليلاً ثم نحسد ونتنمر، فالله ينسى ويسامح والبشر لا ينسون ولا يسامحون.

قد يهمك أيضا :    

تحية للوزيرة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلبي لم يطمئن قلبي لم يطمئن



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday