عن الاستفادة من التجربة الأردنية في مواجهة الجائحة
آخر تحديث GMT 05:19:09
 فلسطين اليوم -

عن الاستفادة من التجربة الأردنية في مواجهة الجائحة

 فلسطين اليوم -

عن الاستفادة من التجربة الأردنية في مواجهة الجائحة

محمد ياغي
بقلم : محمد ياغي

في بداية أزمة جائحة كورونا، اتخذ الأردن وفلسطين تقريبا نفس الإجراءات لمنع الفيروس من الانتشار. كان هناك تعطيل للمدارس، لعمل المؤسسات الحكومية والخاصة، منع للصلاة الجماعية في المساجد، إغلاق ومنع للحركة بين المدن، ومنع أيضا للتجوال.
هذه الإجراءات مكنت البلدين من الحد من انتشار الفيروس ومحاصرته وهو ما أدى لاحقا في الأردن وفلسطين للتخفيف من القيود التي وضعاها في بداية الأزمة.
على عكس فلسطين، الأردن وبسبب خشيته من عودة الفيروس للانتشار، لم يعد الأوضاع الى ما كانت عليه قبل ظهور الفيروس والاهم من ذلك أنه كان يقوم ولا يزال بإعادة الحياة لطبيعتها بالتدريج لمراقبة تأثير قرار إعادة «فتح البلد» على انتشار الفيروس.
الأردن انتقل من منع التجول الشامل الى منع التجول من السادسة مساء وحتى العاشرة صباحا، وخلال الساعات التي سمح فيها بالتجوال، لم يسمح للسيارات بالحركة. ثم تمت زيادة ساعات التجوال ولكن بقيت حركة السيارات ممنوعة خلالها.
المحال التجارية الكبيرة التي يمكن أن يتجمع الناس فيها، أبقاها الأردن مغلقة وسمح فقط للمحال التجارية الصغيرة بأن تفتح. وعندما قرر السماح للمتاجر الكبيرة بالعمل، فرض عليها شروط السلامة: أن يلبس الجميع كمامات، أن تعقم هذه المحال نفسها بشكل دائم، أن تنظم عملية الدخول إليها لضمان التباعد بين الناس. هذه الإجراءات لم تتغير الى اليوم.
وعندما قرر الأردن إلغاء حظر التجول، أبقى الحركة بين المدن مغلقة، ونظم في البداية عملية حركة السيارات بحيث تتحرك السيارات التي تحمل أرقاما زوجية وفردية بالتناوب أي ان يكون هناك يوم للسيارات ذات الأرقام الزوجية ويوم للسيارات ذات الأرقام الفردية.
الأردن الى يومنا هذا لم يفتح مطاراته، وتصريحات مسؤولية تؤكد بأن المطارات لن تفتح قبل نهاية الشهر الحالي وعندما يُتخذ قرار فتحها فإن مواطني عدد محدود من الدول سيسمح لهم بالدخول واستناداً الى خلو أو على الأقل ضعف انتشار الفيروس في هذه الدول.
الأردن لم يطلب من جميع موظفي دوائره الحكومية الى يومنا هذا العودة للعمل وطلب فقط عودة الموظفين الذين تتوقف خدمة الجمهور على وجودهم على رأس عملهم أما بقية الموظفين فإن القسم الأكبر يعمل من بيته.
والأردن لا يزال يحظر الأعراس والتجمعات في الأتراح ويمنع ورشات العمل والمؤتمرات التي يؤدي عقدها لتجمع عدد كبير من الأفراد.
وهو لا يزال الى يومنا هذا يفرض منع التجول من منتصف الليل وحتى السادسة صباحاً.
هذه الإجراءات هي التي أدت الى خلو البلد تقريبا من الفيروس، رغم ظهور حالة محلية واحدة خلال العشرة أيام الأخيرة.
لكن في فلسطين الوضع كان مختلفا.
الإجراءات الصارمة التي تم اتخاذها بداية الأزمة والتي أنقذت الفلسطينيين من الخطر، تم التخلي عنها دفعة واحدة وليس بالتدريج كما فعل الأردن.
ندرك جيداً بأن صلاحيات السلطة محدودة على الأرض. وأن المنطقة الجغرافية التي يمكن للسلطة أن تتحرك فيها محدودة أيضا. وأنه لا سيطرة لها على المعابر وأن هناك عشرات الآلاف من العمال الذين يذهبون يوميا للعمل في إسرائيل ويعود البعض منهم حاملاً الفيروس.
لكن هذا لا يعني أن السلطة عاجزة.
ما الذي يمنع السلطة من منع الأفراح والأتراح وحتى الصلاة في المساجد؟ أليست أماكن التجمع هذه هي من يتسبب في الانتشار المرعب للفيروس في فلسطين، اليوم.
كل ما هو مطلوب أن يقوم المحافظون بزيارات للقرى والتجمعات في المدن والالتقاء بالجهات المحلية المسؤولة وإعلامها بقرارهم.
والجهات المسؤولة في الحالة الفلسطينية هي الشرطة المحلية، قيادات التنظيمات الفلسطينية الموالية والمعارضة، والنخب الموجودة في هذه القرى والأحياء السكنية في المدن.
ما الذي يمنع السلطة من منع حركة السيارات في مدنها وفرض التنقل على الأقدام داخل المدن للحد من الحركة غير الضرورية.
المدن الفلسطينية صغيرة جدا ولا يحتاج الناس فيها للسيارات للحركة: من آخر شارع الإرسال في رام الله (آخر حدود المدينة شمالا) الى سميراميس (أول حدود القدس جنوبا) لا تتجاوز المسافة خمسة كيلومترات؟!
ما الذي يمنع منع الحركة بين المدن الفلسطينية وقراها: حاجز واحد عليه اثنان من الأمن الوطني يحل المشكلة.
السلطة عليها أن تتعامل مع جائحة كورونا على أنها الخطر الأكبر الذي يهدد حياة الفلسطينيين، اليوم.
يُحظر الاستسلام لفكرة أن الإمكانيات محدودة. أن مواجهة الجائحة في ظل الاحتلال غير ممكنة. أن هناك ضائقة اقتصادية لا تمكن السلطة من القيام بما عليها القيام به.
الإمكانيات المحدودة يجب توجيهها جميعا للحد من انتشار الفيروس والسيطرة عليه.
الاحتلال يجب التعامل معه على أنه ناقل للفيروس للمدن والقرى الفلسطينية،  وعليه يجب عدم السماح للعمال بالتوجه للعمل في إسرائيل ومقابل ذلك العمل على توفير احتياجاتهم الأساسية الى أن يختفي الخطر.
الضائقة الاقتصادية تعني أن هذا ليس هو الوقت الذي يسمح فيه للتاجر لتحقيق الأرباح المبالغ فيها، وأن هذا ليس وقت صرف أي مبالغ مالية في غير محلها أو ليس وقتها. هذا وقت التكافل والتضامن الاجتماعي.
بالعودة لتجربة الأردن، ليس من الضروري إغلاق المحال التجارية ولكن تنظيم ساعات فتحها وطريقة عملها والاهم منع السيارات من الحركة لأنها تتسبب في زيادة أعداد الناس في المحال والشوارع دون سبب لذلك.
هذا ليس وقت الاستسلام أو الحديث عن «قوى أكبر من طاقاتنا»، ولكنه وقت العمل ووقت تحمل المسؤولية والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة في ظرف الجميع فيه في العالم أجمع يواجه نفس المأساة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الاستفادة من التجربة الأردنية في مواجهة الجائحة عن الاستفادة من التجربة الأردنية في مواجهة الجائحة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 03:57 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

إسماعيل هنية يحذر من المساس بنائبه العاروري

GMT 02:53 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

منى ممدوح تبدي سعادتها بدورها في "كفر دلهاب"

GMT 18:09 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

فوز الشباب على حساب الظفرة بفضل سعد خميس

GMT 04:21 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

طباعة جلد الفهد تغزو موضة أزياء السيدات الموسم الجاري

GMT 11:15 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الإعلان المبكّر عن رئيس "الموساد" الجديد؟!
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday