غزة في رمضان حين يفيض الألم من اليابسة للبحر
آخر تحديث GMT 20:25:23
 فلسطين اليوم -
أشرف حكيمي يوقع عقدًا جديدًا مع باريس سان جيرمان يمتد حتى عام 2029 هجوم صاروخي ومسيّر يستهدف القاعدة الأميركية في حقل كونيكو بريف دير الزور وسماع انفجارات قوية الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل رقيب من "لواء جفعاتي" خلال معارك شمالي قطاع غزة الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل اختراقه الأجواء الإسرائيلية المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان انتقادات حادة من منظمة الصحة العالمية لإسرائيل بسبب عرقلة عمل فرقها الطبية في غزة وحرمان مستشفى كمال عدوان من الإمدادات القوات اليمنية تستهدف سفينة في البحر الأحمر وتؤكد استمرار العمليات ضد السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي تصاعد حملات الاعتقال الإسرائيلية بالضفة أكثر من 11,700 مواطن قيد الاعتقال وسط تنكيل وتدمير واسع النطاق شرطة الاحتلال يعتقل 20 عاملا فلسطينيا من الأراضي المحتلة عام 48
أخر الأخبار

غزة في رمضان... حين يفيض الألم من اليابسة للبحر...!

 فلسطين اليوم -

غزة في رمضان حين يفيض الألم من اليابسة للبحر

أكرم عطا الله
بقلم : أكرم عطا الله

هي غزة التي تتألم ومع كل شهر رمضان ...تطفو معالم البؤس من جديد ..أنظر إلى وجهها الحزين.. أتحسس حرارة دمعتها التي لم تتوقف المقل عن سكبها في مجرى حياة لم تعرف سوى الشقاء والبكاء الذي يرافق تاريخها بلا استراحة تمن عليها بفسحة أمل بين مآسٍ لم تتوقف عن التساقط تباعا كأنها خلقت للعذاب. غزة التي أهدت الفلسطينيين يوما أملا كبيرا بحجم الكون استولده ابنها ياسر عرفات من أزقتها الصغيرة تتحول مع رمضان الجميل إلى كابوس لأمهات لم يعدن ينتظرن عودة الأزواج على عتبة الدار محملين بطقوس الفرح.

فلم يعد الرجال قادرين على الحفر في صخور الحياة أكثر فقد تكسرت كل معاول الارادة أمام مطرقة الواقع الثقيلة، ولم يعد الأطفال يغنون في الشوارع فقد انطفأت كل الفوانيس حزنا. هل لنا أن نتصور بؤسا ينبعث من أسرة تلوك جوعها قبل رمضان ليباغتها هذا الشهر الفضيل كما منذ سنوات في ذروة انكسارها وتوقها لكسرة حياة ولعام أفضل ورمضان أكثر دفئا وليوم أقل جوعا ولساعة يتوقف فيها الألم عن احتلال قلوب لم تعد تعرف الهم ولعنة العمر الذي ألقى بالناس في هذا المكان، لأن سياط الفقر لم تتوقف عن جلدهم أمام مرأى ومسمع القريب والغريب.

ذات مرة كتب الصديق الشاعر خالد جمعة أن غزة ولدت على شاطئ البحر فاحضروا لها عرافة لتقرأ مستقبلها، كانت غزة الوليدة طفلة مشاكسة لا تتوقف عن البكاء وتضرب أيديها في الهواء وبحركة عشوائية غاضبة من يدها اقتلعت عين العرافة فقالت لها «كوني ملعونة أبد الدهر»، وقد كانت ....دون أن يحنو عليها أحد حتى ذوو القربى كانوا أشد مضاضة من أعدائها وهم يتفرجون على مأساتها الدائمة.

غزة تطل بفقرها كل عام تتصدى لأنياب تمددت في أحشاء عائلات لم تعد تجد ما تأكله بفعل الانهيار الذي يحصل منذ سنوات منذ أن مارس أبناؤها ترف الاقتتال على حكمها لينتهي بها الأمر في مستودع مغلق بلا أمل، يقول إن الغد أجمل وكلما شارفت على الحلم لا تعرف من أين تأتيها الكوابيس لتذكرها بالبؤس الذي قرر أن يساكن أهلها للأبد.

هل يتصور أحدنا أن تصحو امرأة لتعد السحور لأطفال ينامون على انقطاع الكهرباء؟ وهل يتصور أحدنا أن لا تجد تلك المرأة ما تعده سوى علبة فول وبعض الخبز لعائلة ربما كانت كريمة يوماً ما قبل أن ينقلب الزمان ويلقي بالبشر على أرصفة الحرمان في هذه المنطقة التي شاء قدرهم أن يولدوا فيها، أي حياة تلك ؟. في غزة أطفال انتزعوا من براءتهم وباغتتهم الحياة بشقائها قبل أن تبدأ عيونهم بالتفتح، ولا ذنب لهم سوى أنهم من هذه المنطقة التي تبدو كأن التاريخ يصفي حساباً قديماً معها ولن يغلق، أو كأن كل هموم الكرة الأرضية وضعوها في كيس كبير وألقوا به في غزة ثم أغلقوا البوابات وراءهم، أي عقل ممكن أن يتصور أن يعيش البشر حياة كهذه؟

وأي عقل يتصور أن ينتهي الفلسطينيون في المنطقة الأكثر حيوية الفائضة بالحلم والأمل الى المنطقة الأكثر حزناً، فقد فاضت اليابسة على بحرها دموعاً لم تتوقف عن حفر مجراها في رمال غزة التي تشكو همها للسماء وحدها. في غزة شعب آن الأوان له أن يحيا كباقي البشر، في غزة مدينة الساحل والجميلة أناس ومجتمع وعائلات وعشاق وأطفال ونساء وعجائز، لهم ذاكرة وذكريات لم يورثوا أحفادهم سوى مفتاح الدار وقسوة الحياة، في غزة الناس نادمة لأنها تزوجت وأنجبت كأنها سبب لمعاناة آخرين ولا أبالغ بذلك لم تعد هناك شهية للحياة لدى كثيرين لأن الحياة نفسها غادرت تلك البقعة.

إلى متى ستستمر الحياة بلا حياة في غزة؟ إلى متى سيستمر الناس الذين لم تتسع روايات فيكتور هوغو وصفاً لآلامهم، فقد وصل صراخها المكتوم حد السماء وليس هناك من يمسح دمعها ولا يلملم جراحها، الأعداء والأصدقاء وذوو القربى والتاريخ والجغرافيا الصغيرة والفقيرة والبحر، وهي تشكو بصمت حتى لا يسمع الأعداء ما فيها من خزف مكسر أصبحت كل أطرافه جارحة ودامية.

كيف كانت شراسة الأعداء أقل قسوة من جهل أبنائها الطافحين بالطيبة عليها؟ وكيف لهذا الجهل وتوق الحكم أن يطيح بإنسانية البشر في ظل من يتربص بها وينتظر الفرصة لإذلالها لأنها أول من علقت الجرس لتتفتح عهداً من الكبرياء قبل أن يخرج لها التاريخ الماكر لسانه في رحلة الذل الحاصلة الآن، وتتحول الى كتلة من المتسولين أمام أمة أصيبت بالتخمة.

رمضان ينكأ الجروح لأن التزاماته أكبر ولأن الأطفال الجائعين طوال اليوم لا تسد رمقهم وجبة تقف على سلم الفقر، ولأن العائلات بحاجة الى أن تشعر بأن لها الحق في الحياة ولأن كل المساهمين بجهلهم في صناعة هذا الواقع لا يشعرون بمأساتها، ولأنها جزء من الشعب الفلسطيني ومسؤولية السلطة الفلسطينية التي يجب ألا تترك غزة ينهشها الحرمان بعد كل هذه السنوات. فلم يرتكب سكان غزة تلك الشرور كي يكون هذا مصيرهم لأعوام طويلة مغلقة ولأعوام طويلة جائعة حد التسول ولأعوام طويلة تبحث في شوارع العمر عن حياة وفي كل عام ترفع أيديها للسماء كي يكون الغد أجمل ولكنه يزداد بؤساً، فأي عالم هذا وأي جنون أن يستمر الألم إلى ما لا نهاية، هناك شيء ما، أو أشياء تواطأت لتنتج هذا القدر من الألم، لها الله...!

قد يهمك أيضا :   

العالم الذي سيختلف كثيرا...!

نتنياهو على حافة الهاوية والجنرال في متاهته...!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة في رمضان حين يفيض الألم من اليابسة للبحر غزة في رمضان حين يفيض الألم من اليابسة للبحر



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday