فـي ظـلال الـهـزيـمـة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

فـي ظـلال الـهـزيـمـة...!

 فلسطين اليوم -

فـي ظـلال الـهـزيـمـة

أكرم عطا الله
بقلم : أكرم عطا الله

لم تكن نتائج حزيران 67 مجرد نكسة كما أطلق عليها من أراد التخفيف من وطأة المأساة، بل كانت نكبة ربما أكبر من تلك التي حدثت قبلها بعشرين عاماً عندما تم احتلال الجزء الأكبر من فلسطين، ففي النكبة الأولى لم تكن هناك دول عربية وجيوش عربية تخوض معاركها المستقلة وتمنع طرد الفلسطينيين إذ كانت تلك الدول حينها تحت الاستعمار أو الوصاية.
لكن السؤال الذي أصاب من عايشوا تلك الأيام الأكثر سواداً في تاريخهم كما يصفهم الصديق نبيل عمرو في روايته الرشيقة «وزير إعلام الحرب» الذين انتقلوا خلال ثلاثة أيام من النشوة ثم للشك ثم الوقوع في بئر الإحباط، أيام لم تكن كافية للسقوط من نشوة النصر لقاع الهزيمة، هو السؤال الذي ظل حائراً كيف تمكنت دولة صغيرة حديثة العهد كتلتها البشرية لم تكن قد اكتملت بعد من هزيمة ثلاثة جيوش عربية تساندها قطاعات من جيوش أخرى في ظرف أيام؟
والسؤال الآخر الآن بعد صدمة الهزيمة واقتطاع تلك الدولة الصغيرة لمساحات شاسعة من الدول العربية رفعت تلك الدول شعارات كبيرة أولها إزالة آثار العدوان وثانيها تحقيق التوازن الاستراتيجي وقد سخرت كل إمكانياتها على امتداد عقود.
وأما آثار العدوان فقد ترسخت وأعيدت فقط سيناء وهي تلك المساحة الهائلة التي بالقطع لم يكن لدى إسرائيل جيش لتغطيها، لكن الجولان بقيت في قبضة إسرائيل بل ضمتها بعد خمسة عشر عاماً من الاستيلاء عليها.
أما القدس فلم تعد مادة للنقاش بينها وبين الدول العربية أو حتى مع الفلسطينيين والضفة الغربية  تستعد إسرائيل لضمها بمعنى أن آثار العدوان ترسخت وسقط شعار العرب الأول ميدانياً وبقوة الفعل.
وكذلك شعار التوازن الاستراتيجي لا يتسع المقام هنا لمزيد من الهزيمة للقول إن إسرائيل أصبحت الرقم الأهم في معادلة الشرق الأوسط وبين الدول العربية، بل إن الدول التي حلمت يوماً أن تبني توازناً مقابلها لاستعادة فلسطين باتت تتقرب من إسرائيل مع ترسخ أقدام حزيران بل إن إسرائيل سبقت العرب في هذا التوازن وبات من الواضح بعد ثورة المعلومات والتكنولوجيا أن الهوة ازدادت بعشرات السنين بينها وبين العرب ولا أمل باللحاق.
وهنا ربما يمكن الإجابة عن السؤالين بتفسير واحد لأن سبب الهزيمة هو ذاته الذي يتمدد على مساحة تاريخنا، وهي طبيعة الدولة العربية التي أنشئت بعد الاستعمار وهي التي لا تزال قائمة ببنيتها البدائية البعيدة عن مفهوم الدولة الحديثة وبالنسق القبلي البعيد عن بنية المؤسسة، تلك المؤسسة وحدها القادرة على منع الهزائم أو إزالة آثارها إن تمت وكذلك ملاحقة التطور والاختراعات والتكنولوجيا والعلم وكل شيء.
وهو نفس العقل العربي والبنية العربية الجاهزة للهزيمة في كل وقت عندما نطل على شكل البناء السياسي القائم مقارنة بما هو قائم في إسرائيل من مؤسسة ندرك تماماً ليس فقط لماذا انهزم العرب، بل ندرك أيضاً لماذا يقف العرب جاهزين لأي هزيمة قادمة وهو ما رأيناه في الإقليم الذي اهتز في العقد الأخير ليطيح بدول ترنحت أمام عصابات وليس أمام جيوش.
اكتشاف سر النكبة أو النكسة أبعد من قدرات عسكرية أو أعداد جيوش لأن الفعل العسكري للدول هو نتاج أو انعكاس لباقي قطاعات الدولة من صحة وتعليم وتكنولوجيا ومؤسسة وقانون يحاسب حتى الرئيس ورئيس الوزراء، ومجتمع يشعر بأن الدولة هي دولته وليست دولة الحزب الحاكم وهنا حين يصبح الفرد في المجتمع لديه هذا الشعور يدافع عن نفسه، وهناك فرق بين أن يدافع عن دولة هو غريب فيها أو عنها أو يشعر بانعدام الأمن والعدالة والمساواة كمواطن أو دولة للحزب الحاكم ثم يصبح مطلوباً منه أن يدافع عن ذلك.
ربما تقدم التظاهرات في الولايات المتحدة صورة عن أزمة الدولة العربية وبنيتها. فقد اندفعت كل الولايات الأميركية للشوارع سلباً ونهباً والبعض حمل الأسلحة وقام بعمليات تخريب لا مثيل لها وكان شكل الدولة أو المؤسسة لافتاً في التعاطي مع التظاهرات، وهو أن الشرطة لم تبطش بالمتظاهرين هذا أولاً وأن بعض حكام الولايات رفضوا الاستجابة لأوامر رئيس أحمق تسبب بزيادة العنصرية بنشر الجيش وأن الجيش حتى عندما انتشر في بعضها لم يقم بعمليات قمع كالتي حدثت في الدول العربية. هذا الأمر مدعاة للتفكير مطولاً فلماذا؟
السبب يكمن في دولة المؤسسات وأن الشرطة هي شرطة الشعب وليست شرطة الرئيس أو الحزب الحاكم، وأن الجيش هو جيش الشعب وليس جيش الرئيس وأن المؤسسة مؤسسة الشعب بكل إمكانياتها.
هل هذا يكفي لأن يدافع المواطن عن دولته؟ وهل ما لدينا من بنى قديمة يكفي لمسلسل الهزائم الذي بدأ في حزيران وأسس لحزيرانات لم تنتهِ بعد وما زالت ترافقنا؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فـي ظـلال الـهـزيـمـة فـي ظـلال الـهـزيـمـة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday