صفقة القرن من زوايا أخرى
آخر تحديث GMT 06:05:23
 فلسطين اليوم -

صفقة القرن من زوايا أخرى

 فلسطين اليوم -

صفقة القرن من زوايا أخرى

سامر سلامة
بقلم : سامر سلامة

أعلن الرئيس الأميركي خطته لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والمعروفة بصفقة القرن. ولم تكن الخطة مفاجئة لأن جميع فصولها قد تم تطبيقها فعلياً على أرض الواقع ولم يتبق منها شيء سوى الإعلان الرسمي عن تصفية القضية الفلسطينية. فالتحدي الآن أمام المجتمع الدولي لرفض هذه الخطة من منطلق أنها تتعارض بشكل سافر مع الشرعية الدولية، وأعتقد أن العالم الحر لن يقبل بهذه

الخطة، ليس حباً بفلسطين وإنما خوفاً على انتهاك القوانين الدولية التي ستؤدي إلى فوضى عارمة في العديد من دول العالم، وخاصة تلك التي تعاني من مشاكل حدودية مع جيرانها أو منافسة اقتصادية للاستحواذ على مقدرات الدول الضعيفة. ودعونا ننظر إليها من منظار إقليمي ودولي، ومحاولة تفكيك العلاقة بين الصفقة وفيروس كورونا وحرب الولايات المتحدة الاقتصادية المعلنة مع الصين

وبعض التكتلات الاقتصادية العالمية. فنحن لا نستطيع فصل الأحداث في منطقتنا العربية والشرق أوسطية عن التطورات والصراعات العالمية، وخاصة بين تحالف البريكس (BRICS) المكون من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى. فروسيا تجاوزت بثقة وسرعة مرحلة ما بعد الاتحاد السوفيتي والحقبة الشيوعية، واستعادت قوتها الدولية

ونفوذها في المنطقة، وحققت نجاحاً فريداً على حساب الولايات المتحدة في سورية التي أخذ جيشها يستعيد سيطرته على كامل البلاد. أما الهند فقد دخلت النادي التكنولوجي من أوسع أبوابه، إذ زادت عائداتها الناتجة عن صناعة التكنولوجيا عن 250 مليار دولار في العام الماضي، ومن المتوقع أن تصل إلى 400 مليار دولار في العام 2025، وهذا يشكل منافسة حقيقية للولايات المتحدة. أما

جنوب أفريقيا فقد دخلت نادي الكبار بالرغم من أنها لم تتعافَ نهائياً من تبعات ونتائج نظام بريتوريا العنصري، إلا أنها استطاعت فرض نفوذها السياسي والاقتصادي داخل أفريقيا وخارجها. أما البرازيل فقد بدأت في تخطي أزمتها الاقتصادية والدخول إلى نادي الكبار والاستحواذ على اقتصاد أميركا الجنوبية. كل ذلك قد ساهم ويساهم بشكل كبير في إضعاف سلطة ونفوذ الولايات المتحدة

الأميركية سياسياً واقتصادية، وبالتالي الانتقال تدريجياً من عالم أحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب. وبما أن الصين هي الدولة الأكبر نمواً والأسرع للوصول إلى الأسواق العالمية فإنها تأتي في عين العاصفة مع الولايات المتحدة. ومن المؤشرات على سطوع نجم الصين في مواجهة الولايات المتحدة، فقد أصدرت مجلة فورتشون الأميركية قائمة بأكبر الشركات العالمية للعام 2019، ولأول

مرة لم تستحوذ الولايات المتحدة على أكبر عدد من تلك الشركات، فالمفاجأة جاءت من الصين باستحواذها على 129 شركة من اصل 500 الأكبر عالمياً، بينما الشركات الأميركية انخفضت إلى 121 شركة. فقبل 20 سنة اي في العام 1999 كان للصين 8 شركات فقط في قائمة الشركات الـ 500 الكبرى. ولم ينته الموضوع عند هذا الحد، فإذا نظرنا إلى اكبر البنوك العالمية نجد ان 4 بنوك

من أصل 10 هي بنوك صينية، في حين أن للولايات المتحدة فقط بنكان يأتيان في ذيل القائمة. هذه مؤشرات ينظر إليها الساسة الأميركيون بعين الريبة، بالرغم من أن الرئيس ترامب يحاول دائماً أن يظهر لشعبه أن الولايات المتحدة ما زالت القوة الاقتصادية الأعظم في العالم، بينما الحقيقة تشير إلى أن نجم الولايات المتحدة بدأ في الأفول، وهذا بالطبع له انعكاساته على السياسة الخارجية

الأميركية، لذلك نجد أن الرئيس ترامب ومنذ اللحظة الأولى من توليه الحكم في الولايات المتحدة بدأ حربه الاقتصادية على الصين وضغطه اللامحدود على حلفائه لثنيهم عن التعامل مع الصين بشكل كبير. فالسؤال المطروح هنا، هل ظهور فايروس كورونا القاتل مع بداية شتاء 2020 هو نتاج صدفة طبيعية أو طفرة فايروسية؟ أو لماذا ظهر هذا الفايروس في الصين ولم يظهر في مكان آخر؟!. لا

أستطيع أن أجزم أن كورونا هو من صنيعة مختبرات أسلحة جرثومية ، ولكن المفاجأة جاءت من الصين بإعلانها عن قرب التوصل لعلاج فعال لفايروس كورونا بتخصيص ما يقارب 150 مليار دولار لهذا الغرض، وقيامها بإنشاء مشفى ضخم لمعالجة المرضى في أقل من أسبوعين وتجهيزه بأحدث التجهيزات الطبية وتزويده بأمهر الأطباء. وبالرغم من ذلك فقد خسر الاقتصاد الصيني أكثر

من 400 مليار دولار خلال الشهر الماضي، ومن أمثلة الخسائر انخفاض أرباح شركة علي بابا الصينية بشكل كبير خلال الشهر الماضي، وزيادة أرباح شركة أمازون الأميركية بشكل ملحوظ خلال نفس الفترة.

فما علاقة كل ذلك بصفقة القرن؟

إذا نظرنا إلى هذه العلاقة من منظور الاقتصاد العالمي، آخذين بعين الاعتبار مصالح ترامب - نتنياهو الانتخابية المشتركة وأزماتهما الداخلية أيضاً، فإننا نجد أن هناك علاقة جينية قوية بين كورونا والصفقة. فترامب يريد حسم القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل التي بدأت بشكل علني وسري التقرب من الصين لعلمها أن التنين الصيني قادم من الشرق لا محالة. أضف إلى ذلك فإن الصفقة ستفتح

أبواب الخليج والشرق الأوسط على مصراعيها لإسرائيل والولايات المتحدة، وبالتالي السيطرة الكاملة على مقدرات وثروات الخليج وشمال أفريقيا، وبالتالي حرمان الصين من مصادر الطاقة التقليدية ومستقبلاً المتجددة، وسيقطع «الطريق والحزام» على أفريقيا التي دخلتها الصين من أوسع الأبواب، فصفقة القرن أو تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي على وجه الخصوص،

لا يمكن النظر إليه بعيداً عن مصالح الولايات المتحدة الإقليمية والدولية، ولا يمكن أن نفصلها أبداً عن حرب الولايات المتحدة ضد الصين. فحتى نفهم ما يحدث أو ما يخطط لنا على مستوى المنطقة لا بد من إعادة قراءة التاريخ، والتعمق في فهم ما يجري في العالم، وتتبع الأحداث العالمية وقراءتها بتعمق، وإعادة تشكيل الوعي الذاتي انطلاقاً من تلك الوقائع والأحداث من حولنا لكي لا نبقى على

هامش الأحداث ننتظر قدرنا المحتوم. 

قد يهمك أيضا :  

   وكيل وزارة العمل يلتقي وفد جمعية الموظفين العموميين التعاونية

خطوة متقدمة لدعم التنمية العنقودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفقة القرن من زوايا أخرى صفقة القرن من زوايا أخرى



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday