التنمر على الثقافة
آخر تحديث GMT 16:30:17
 فلسطين اليوم -

التنمر على الثقافة

 فلسطين اليوم -

التنمر على الثقافة

غسان زقطان
بقلم : غسان زقطان

لا يمكن فصل اعتقال سلطات الاحتلال لسهيل خوري، مدير معهد إدوارد سعيد للموسيقى، ورانيا الياس، مديرة مركز يبوس، وداود الغول منسق شبكة شفق في القدس، واقتحام المؤسسات الثقافية ومصادرة أجهزة الكومبيوتر، والهواتف الشخصية ووثائق المشاريع، عن ملاحقة المسرح الوطني (الحكواتي) من قبل بلدية الاحتلال ومحاولات إغلاقه المتواصلة بمختلف الحجج والمكائد، من تكديس الضرائب إلى تهمة «الأنشطة الممنوعة»، وقبل ذلك تهجير مسرح «القصبة» والاستيلاء عليه ودفع الكثير من المشاريع والفعاليات الثقافية خارج القدس عبر التضييق والضغط والملاحقة والمصادرة، والتي تأتي في سياق سياسة «الترانسفير» الثقافي الذي يسعى إليه الاحتلال في المدينة، الحملة التي تصاعدت بعد إغلاق «بيت الشرق» متخذة مسارات ووسائل وخدائع سواء في الجهاز التعليمي أو الحضور الثقافي الفلسطيني، لا يمكن فصل ذلك عن سلوكيات من نوع وقف عرض «عشتار معلم» الراقص في جامعة النجاح، والتنمر على الفنانة «أميرة حبش» بعد مطالبتها بدعم العاملين في الحقل الثقافي، ووقف عروض سينمائية وفنية في غير مدينة في الضفة الغربية لأسباب واهية وغير حقيقية، أو فصله عن استفراد الممولين بمصائر المشاريع والمؤسسات الفلسطينية و»تحديث» شروط التمويل وقيودها المتواصل.

الاحتلال يفرغ القدس من هويتها الثقافية من جهة، ويستثمر جيداً في الجهل ويغذي التخلف في مجتمعنا من جهة أخرى، وكلاهما الاحتلال والجهل يجدان في الثقافة الفلسطينية هدفا سهلا لأسباب كثيرة أهمها تجاهل المؤسسة الرسمية لحاجات ودور الثقافة، وبسبب غياب الجهة التمثيلية النقابية الفاعلة التي تدافع بقوة وضمن رؤية واضحة عن حقوق القطاع الثقافي.

دون بناء مؤسسة نقابية فاعلة ودون تغيير حقيقي في وعي المؤسسة الرسمية حول الدور الأساسي للثقافة في المواجهة وتجاوز لغة الإنشاء والتغني، دون ذلك، في الأقل، سيتواصل تفكيك المشروع الثقافي التي راكمه الفلسطينيون عبر تجارب عظيمة حافظت على الهوية الوطنية وأغنتها على مدى عقود، تجربة قدمت الكثير لفلسطين وللثقافة الإنسانية، ووقفت بشجاعة وإبداع في مواجهة الرواية الصهيونية ومحاولات تذويب الهوية الوطنية للفلسطينيين، وحافظت بقوة على حضور فلسطين في وعي العالم.

ببساطة هذا الإرث العظيم هو المستهدف الآن، وهو ما يحاول العدو تفكيكه سواء عبر وسائله المباشرة، أو عبر توظيف الجهل والناطقين باسمه في مجتمعنا.

المطلوب، بعيداً عن التحليل والتشكي ووصف الأحوال، نقل «بند الثقافة» من ذيل جدول اهتمامات الحكومة إلى بنود العمل الطارئ، والخروج من سياسة التعامل مع الشأن الثقافي بـ»المفرق»، وإخراج الثقافة من الهامش الذي ألقيت فيه لأكثر من عقد من السنوات العجيبة، وإطلاق خطة تنمية ثقافية حقيقية عبر ائتلاف عريض وحي يضم المؤسسة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والمحلي.

قد يهمك أيضا : 

حين فقدت أعدائي

  الدفيئة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التنمر على الثقافة التنمر على الثقافة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday