الدفيئة
آخر تحديث GMT 11:44:06
 فلسطين اليوم -

الدفيئة

 فلسطين اليوم -

الدفيئة

غسان زقطان
بقلم : غسان زقطان

التفسير الوحيد المتوفر لسلسلة التجاوزات التي اتخذت شكلا جماعيا في الأيام التي تلت الإعلان عن تجديد الإجراءات الوقائية في مواجهة تفشي الوباء، هو افتقار "السلطة" للإرادة  في حماية الإجراءات المعلنة من قبلها، واكتفاؤها بالمناشدة والاسترضاء وإحصاء عدد الحالات وتصنيفها حسب المحافظة.

في شروط تشبه الشروط التي يعيشها الفلسطينيون في الضفة الغربية، تحديدا ضعف الإمكانيات، سواء في آلية وأدوات الكشف عن الحالات ورسم سلاسل المخالطين ومطاردة الأعراس والمطربين، وانتظار الضحايا العائدين من الأفراح على حدود المنطقة "سي"، أو في توفير مشافي العلاج وأماكن الحجر، بما يعنيه ذلك من ضغوط مضاعفة على الجهاز الطبي الذي يكاد يقف وحيداً في الخط الأمامي، بينما تتفكك خلفه الجبهة الداخلية بمكوناتها من وعي الناس ودعمهم ودور الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية، والافتقار إلى خطة وطنية لتنسيق كل هذه الجهود في المواجهة.

الجهاز الطبي الفلسطيني وطواقم من الدفاع المدني يشكلان بشجاعة، تكاد تكون استثنائية، الخط الهش الذي يفصلنا عن الكارثة، وهو خط يخسر يوميا من طاقته وتستنزف إمكانياته ويصاب أفراده، بينما تتشكل فجوة كبيرة وراء ذلك الخط من الجهل الذي ينفي وجود الوباء ويتعامل معه بصفته مؤامرة على الوطن، إلى التجهيل ووضع إجراءات الوقاية في موقع المؤامرة على العقيدة والدين ودور العبادة والمتعبدين، الى "ثقافة الاستخفاف" ونزعة التمرد التي تضع الإجراءات في تعارض مع لقمة العيش، إلى أصحاب المصالح الكبرى الذين تضررت تجارتهم، ومن بينهم من يدفع بإجراءات مضادة لتعزيز نزعة التمرد وتغذيتها، ومنحنى هذه الشريحة يبدأ من مطرب أعراس مرورا بمقاول العمال ومهرب البضائع الفاسدة والألعاب النارية من المستعمرات.

تكاد تكون مهمة هذه الشرائح هي تجاهل وصايا الجهاز الطبي الذي يحمل عبء المواجهة، وتبهيت التحذيرات التي يطلقها من موقعه في المقدمة حيث تتفاقم الضغوط وتتضاعف الإصابات وتتوسع مناطق الإصابة ويسجل الوباء نقاطا جديدة، وتهيئة أرقام جديدة من المصابين وضخها نحو أسرة المشافي وأجهزة التنفس القليلة.
تلك هي الدفيئة التي يتحصن فيها الفيروس ويتغذى، قبل أن يخرج نحو الشوارع والبيوت في موجات لن تتوقف إلا بتجفيفها وإغلاق منافذها.

دون ذلك ستواصل "الدفيئة" عملها، وستواصل "السلطة" استرضاءها، وسيواصل الوباء بناء أذرع وأقدام.
يمكن، وإن بصعوبة، تفهم "ديبلوماسية" بعض التصريحات السياسية، أو الرسائل حمّالة الأوجه، أو سياسة "النأي" عن صراعات المنطقة.

يمكن تحليل الصمت والانتظار والتجاهل ولين الرد، ضمن حدود لا تمس الجوهري في الموقف الوطني، ولكن سيكون من الصعب تطبيق ذلك على الخطاب مع "وباء" يجتاح المخيمات والقرى ومراكز المدن، ويسجل مع كل إصابة مؤكدة خمس إصابات محتملة في اليوم التالي.

قد يهمك أيضا : 

  في تذكر الانقلاب والمصالحة

  حين فقدت أعدائي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدفيئة الدفيئة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday