في تذكر الانقلاب والمصالحة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

في تذكر الانقلاب والمصالحة

 فلسطين اليوم -

في تذكر الانقلاب والمصالحة

غسان زقطان
بقلم : غسان زقطان

بعد الفشل الذريع الذي منيت به أحلام ورغبات الفلسطينيين والتدحرج المتلاحق لمطالبهم الصغيرة في الوحدة، لا نتحدث عن «المشروع الوطني الفلسطيني»، ولا نتحدث عن «الوحدة» بمعناها العميق وظلالها الواسعة، يمكن استخدام الوارفة، نتحدث عن الفكرة البسيطة للتواصل وعدم الانفصال، بعد رحلة طويلة من الخداع والمرارات والتضليل وتساقط الخطابات، وابتزاز الناس في خبزهم وحريتهم والعبث بوعيهم.

يمكن لمؤسسي الانقلاب في غزة أن يحتفلوا بالذكرى الـ 13 لعملية قتل أكثر من 400 فلسطيني وتشويه أكثر من 1700، ويمكن تسمية تلك المجزرة «الحسم العسكري»، سيمنح المصطلح أولئك الذين أطلقوا النار على رؤوس إخوتهم وسحلوهم وألقوهم من الطوابق العليا في الأبراج المطلة على البحر، الملثمين الذين دخلوا غرفة نوم ياسر عرفات في المنتدى، ومزقوا فراش السرير العسكري الفقير الذي كان ينام فيه بين عمل وعمل، الفتية الذين تصوروا وهم يدوسون صورته بعد استشهاده بسنوات، تحديداً الملثم الذي جلس على مكتبه، صفة «المخلصين» وينقذهم من صفة قابيل «قاتل أخيه»، المصطلح الذي يشي بالانتصار، القادم من نفاد الصبر واستنفاد المحاولات في صراع طويل لم يكن من الممكن تفاديه، سينظف أيديهم من دماء إخوتهم وضمائرهم من خيانة وطنهم وخديعة شعبهم، وسيمنحهم «بطولة» تضاف إلى الراتب والسطوة والملابس العسكرية والسلاح الذي يرفعهم درجات عن بقية الناس.

الانقلاب الذي نفذ بهذه البشاعة وعلى مرأى من السياج وأبراج جيش الاحتلال وفي مرمى بصر الجنود ومدى البنادق الخفيفة، بكل ما سبقه من تحركات سياسية وتعبئة وضخ للكراهية، وشيطنة لمنظمة التحرير وفتح، هذه البشاعة هي تنفيذ أمين لاستراتيجية تفكيك واستبدال منظمة التحرير القائمة منذ سبعينيات القرن الماضي، التي كانت هدفا أبديا، لم يتحقق، لـ»أرئيل شارون» عبر غزو لبنان وحصار بيروت ومجزرة المخيمين «صبرا» و»شاتيلا».

وهو نفس الهدف الذي سعى إليه حافظ الأسد عبر اختراق فتح والمنظمة.
وحشية انقلاب «حماس» لم تكن لتنتهي بـ»مصالحة» كم جرى إيهام الناس طوال الـ 13 عاماً الماضية، ولكنها استثمرت وبقوة حاجة السلطة لوهم من نوع «المصالحة» تجري دحرجته نحو الناس كقنبلة دخانية تحجب النية الراسخة في عدم تحقيقها.

«المصالحة» هي المصطلح الذي تناوب مع «الحسم العسكري» في رعاية الانفصال وتفتيت فلسطين، الناس والأرض.
تحت لافتة المصالحة جرى تقاسم المقسم المتبقي من فلسطين.

وجرت مضاعفة حصار غزة عبر القبضة الأمنية لحماس والحصار الاحتلالي والإرهاب في سيناء.
وتم إضعاف منظمة التحرير والاستفراد بالضفة الغربية وإفقارها والسيطرة على مقدراتها وتمزيق وحدتها وصولاً إلى مصادرتها بالقطعة.
تحت تكريس وهم «عبء غزة» تم تحويل السلطة الوطنية إلى عبء على كاهل شعبها.

قد يهمك ايضا :   

حول «وقفة عز» والمبادرات المجتمعية

  لست نادماً على ذلك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في تذكر الانقلاب والمصالحة في تذكر الانقلاب والمصالحة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday