نحو التوازن بين الملفين الصحي والاقتصادي
أخر الأخبار

نحو التوازن بين الملفين الصحي والاقتصادي

 فلسطين اليوم -

نحو التوازن بين الملفين الصحي والاقتصادي

صلاح هنية
بقلم : صلاح هنية

لا يُعقل أن نظل نراوح مكاننا، تخفيفات حتى تعود الحياة الى طبيعتها دون أي التزامات على ارض الواقع، لدينا بروتوكول إجراءات طبية للتعامل مع الوباء والوقاية منها، ونخفف بناء على معاييره وحجم الإصابات، على ارض الواقع لا يوجد أي انعكاس لهذه الشروط الصحية للوقاية، وهذا ليس حديثنا، بل هو حديث وزارة الصحة وجهات مسؤولة أخرى.

نقلنا الناس من «ابقوا في منازلكم» الى السوق، ومنهم من عاد الى العمل دون أي تهيئة أو تعليمات واضحة، وحتى من تطوع من البلديات الى نشر تعليمات، واحدة منها أن بيع القطايف ضمن التعليمات فقط للمحال المتخصصة بالقطايف، فما بالنا نرى السوبرماركت يبيعها وغيره، قلنا للناس: ضعوا الكمامات والبسوا القفازات، وهو مطلب محق، ولكن هل استجبتم لملاحظات جمعية حماية المستهلك بخصوص التغوّل بأسعارها؟ هل يُعقل ان نشتري العلبة بثلاثة أضعاف سعرها قبل الوباء وتصبح الوحدة الواحدة بأربعة شواكل ويزيد، والانواع الأخرى مرتفعة والكل يمارس لعبة البينغ بونغ، الصيادلة والمستودعات وتجار النثريات.. لماذا لم تحلوا تلك المعضلة.

الإجراءات الصحية ضمن التسهيلات والضغوط تشمل استعادة قطاعات عملها مثل المقاولات، خصوصاً ان مشاريع يجب تسليمها ليقبض المقاول أمواله، وفجأة يلتقطون الصور في مبنى مدرسة متلاصقين دون إجراءات وقاية. أصاب الناس الامتعاض من لعبة المؤثرين على الفيسبوك وهم يمارسون لعبة الاختيارات، أي قطاع تريدون ان يُفتح؟ جاء دور الصالونات «عشان منظرنا»، بعدها «اشتقنا لتناول طعام السحور على الأرصفة»، وكأن الأمور هكذا تسير وتتم، وهذا ليس منطقياً، ولا يستقيم مع خطاب وزيرة الصحة في الإيجاز الصحافي اليومي.

يجب ان نعترف ان قطاعات تضررت وهي متفاوتة بإمكانية تعافيها من قطاع لآخر. هناك قطاعات إذا توفرت السيولة النقدية لدى الزبائن المتسوقين ستتعافى بعد فترة نتيجة حركة الشراء والإنفاق، وهذه السيولة غالبا ستبتلعها قطاعات السوبرماركت واللحوم والدواجن والمخابز والصيدليات، وما يفيض قد يذهب صوب الملابس والأحذية والدراي كلين، هؤلاء المرتبة الثانية، وحتما فإن سلوكيات الناس الاستهلاكية تغيرت اليوم، بالتالي الاعتماد على المطاعم حتى للطلبات الخارجية سيكون حتماً اقل دون نقاش باستثناء الحمص والفول والفلافل.

وهناك قطاعات سيكون صعباً عليها استعادة عافيتها او تعويض خسائرها، وبعضه لديه رصيد سابق يساعده، والبعض الآخر لا يوجد لديه هذا الرصيد لصغر حجم مشاريعه مثل القطاع السياحي بمكوناته كافة من المستحيل تعافيه هذا الصيف بالمطلق، ومن ثم تأتي القطاعات المرتبطة به مثل استوديوهات التصوير وشركات تنظيم الاحتفالات وصالات الأفراح وقاعات الاجتماعات والمؤتمرات، وتلك قطاعات بحاجة لنظرة مختلفة طويلة الأجل.

الأهم اليوم ان نفصل الملفين عن بعضهما البعض. الملف الأول: الوقاية والإجراءات الصحية وهذا شأن لا يجوز أن يتأثر بالمطالبات الاقتصادية والضغوط أو التفكير الاقتصادي المستنير لاستعادة بعض القطاعات خصوصاً التي لا تتنافى مع الإجراءات الصحية، ويجب ان تظل مستندة للبروتوكول، ونحن أمانة في رقابهم وصحتنا لا مجال للتفاوض عليها.

الملف الثاني: استعادة الحياة الى طبيعتها وهذا معياره مالي اقتصادي تقوده جهات أخرى غير صحية، ولكنها ملزمة بالكامل بالإجراءات الصحية وعدد الإصابات. لا يجوز ان يطغى أي ملف على الآخر، ولكن ارحمونا، من «خليك في البيت» الى «خليك في السوق» وعودة الى العمل بناء على قرار وزير يعود 300 موظف ليتكدسوا في الوزرات او الهيئات غير الوزارية، في غياب حركة مواصلات وفي غياب اتاحة فتح القرى على مركز المحافظة، وان حدث تجاوز للموظفين في هذه الوزارة او تلك سيؤثر سلباً على الانضباط، لأن البقية تريد ان تخرج لعملها أيضاً، وأين هي الضمانات الصحية إن عدنا دون الإجراءات الصحية،

وخرجنا الى السوق دون أي تباعد أو كمامات ودون استخدام عمال ومستخدمي السوق لمتطلبات الوقاية؟ وأيضا هل وُضعت معايير للذين يعتمدون على التوصيل كي نضمن جودة ما يصل للزبون؟
قد يكون لنا قريب او صديق في هولندا وألمانيا واليونان يفيدنا ان الحياة عادت تدريجياً عندهم، فنهب لنقول: العالَم عاد. ونقرأ نصف الحقيقة عن آليات التباعد والكمامات وبرنامج الدوام ولغاية أي ساعة.
لم يعد مفيداً شعار البقاء في البيت، ولم يعد منطقياً أن نخرج على هوانا أو على رغبة مسؤول يريد إرجاع الحياة الى طبيعتها بمعايير، ولكن الواقع لا يعتمد المعايير.

قد يهمك أيضا :

   حالة الطوارئ لا تحتمل المزاح

  «كوفيد 19» وسلوكنا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو التوازن بين الملفين الصحي والاقتصادي نحو التوازن بين الملفين الصحي والاقتصادي



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 14:31 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 00:05 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الجمهور يتغزل في إطلالة كارول سماحة الكلاسيكية السوداء

GMT 22:28 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

فوائد البامية

GMT 04:13 2016 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نبيل شعث يعلن أن برنامج "فتح" يواجه الاحتلال

GMT 21:14 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الإعلان عن قميص مبابي في باريس سان جيرمان

GMT 23:51 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

سعد المجرد الأول في قائمة يوتيوب و دنيا سميرغانم في العاشرة

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday