بقلم : صلاح هنيه
يهل علينا شهر رمضان المبارك في زمن "كوفيد ــ 19" في ظل آثار اقتصادية واجتماعية وصحية ونفسية تركت بصماتها على العالم اجمع وعلى فلسطين بشكل خاص، يدخل المستهلك شهر رمضان في ظل متغيرات شاملة طالت بالأساس قدرته الشرائية خصوصا تلك الفئة التي انكشفت جراء الجائحة سواء عمال المياومة او أصحاب المصالح الصغيرة ومتناهية الصغر والأعمال المنزلية، ويترافق هذا مع أعداد الأسر المشمولة في مساعدات وزارة التنمية الاجتماعية وإضافة اسر جديدة جراء الوباء.
وللمرة الأولى، يستقبل المجتمع الفلسطيني الشهر الفضيل وهو يتساوى في الأوضاع من حيث ان الجميع يخضع لذات الإجراءات الصحية والأمنية والحد من الحركة وعدم السفر وانعدام فرص التوجه الى مناطق 1948، ولسنا بحاجة ان نقول، "لا ولائم ولا عزائم" و"لا تتسببوا بفائض الطعام الذي يتم إتلافه".
اليوم، رسائلنا مختلفة تماما عما كانت عليه، اليوم، سنشد على يد حملات تخفيض الأسعار في المحلات التجارية وعروض الأسعار، الأمر الذي يثبت انتماء المستهلك للسوق الفلسطينية ويلتزم به بعد انقضاء الوباء بإذن الله. وسنعزز انتماء المستهلك والتاجر للمنتجات الفلسطينية التي التقطت الفرصة التي لا زالت متاحة أمامها من حيث ثقة المستهلك وزيادة حصتها في سلة المستهلك وعلى رفوف التجار من خلال المزيد من التركيز على الجودة، وربط السعر بالكمية المعروضة للبيع للمستهلك بشكل منطقي بحيث لا يكون سعر الـ 250 غراما من المنتج الفلسطيني مرتفعا، وهي وحدة لا يعتمدها المستهلك بالتالي هو يبحث عن الكمية الأكبر والتي يصبح سعرها مرتفعا ويفوق قدرته الشرائية فيعزفون عنها ما يتسبب بضرر للمنتجات الفلسطينية، وضرورة تسعير الشركات على المنتج نفسه خصوصا في ظروف الوباء لتوفير حماية للمستهلك.
رسالتنا، اليوم، لتجارنا: كنتم دائما نِعم السند والظهير القوي سواء من خلال تحملكم لمسؤولياتكم في التكافل الاجتماعي ونحن نرى ذلك ونتابعه، ومشاركتكم مع لجان الطوارئ ولجان الأحياء في مواجهة "كوفيد ــ 19"، وهناك نماذج حية سجلتموها في القطاع الصحي والتكافل الاجتماعي.
وجب، اليوم، ان نستعرض بعض المظاهر السلبية التي ظهرت من خلال شكاوى المواطنين لجمعيات حماية المستهلك ومتابعتنا لهذه الشكاوى سواء من خلال رفع الأسعار بشكل غير مقبول على قاعدة بعض المحلات "اننا نقدم خدمة مميزة عن البقية"، وهذا ليس مبررا مقبولا بالمطلق لكي تضاعف الأسعار أو تضرب في ثلاثة أحيانا، وقيام بعض المتاجر بتثبيت سعر على المنتج اكثر من سعر العرض الذي طرحته الشركة المستوردة او المنتجة او كلاهما، وظاهرة السعي لإخفاء العروض من خلال فصل الهدية عن المنتج لكي تباع الهدية كمنتج مستقل وهي ضمن مكون العرض وليست للبيع المستقل، ونقوم بلفت نظر الشركات لتصرفات التجار المضرة بالعروض المقدمة من الشركات الى المستهلك مباشرة.
ولا بد من التأكيد على أهمية شحذ همة المستهلك بتقديم الشكوى لأننا سنتابعها سواء بشكل مباشر أو من خلال وزارات الاختصاص او الضابطة الجمركية، خصوصا ان حالة الطوارئ تستدعي وعيا من المستهلك وسلوكا افضل من قبل التاجر وصرامة في الإجراءات تتوافق مع إشهار أسماء المخالفين، فقد بتنا نقوم بنشر أسماء وصور المخالفات عبر مواقعنا كجمعيات لنؤثر ونضغط ونجعل التاجر والشركات والمستوردين يعلمون ان المستهلك ليس الحلقة الأضعف، اليوم.
وفي رمضان، يحضر بقوة القطاع الزراعي والمزارعون والأرض والارتباط بها ودور الزراعة في مواجهة خطة الضم الاحتلالية وتثبيت الناس وصمودهم على ارضهم، ففي زمن الـ"كورونا" وفي شهر رمضان، يصبح القطاع الزراعي بمكوناته النباتية والحيوانية مكونا أساسيا ويجب ان نعظم مظاهر العودة للأرض ونطور القطاع الزراعي ونزيد المساحات المزروعة ونزيد إنتاجيته وندعم مزارعنا من خلال دعم مدخلات الإنتاج الزراعي، والاسترداد الضريبي، والتعويضات عن الأضرار السابقة، وتعزيز مفهوم المشاركة في المخاطر مع صغار المزارعين خصوصا ما يعزز صمودهم وبقاءهم.
كل رمضان وانتم بخير، ولنعمل معا على حماية حقوق المستهلك الذي يشكل كل مواطن فلسطيني يدفع قرشا مقابل خدمة أو سلعة وبالتالي هم قطاع عريض واسع وحقوقهم واضحة، وبات ملحا التشاركية في هذه الحماية من المستهلك نفسه والحكومة بجهات اختصاصها والتجار والشركات والمستوردين، فادفعوا عنكم الوباء بالتخفيف عن المواطن ولن يذهب المستهلك الى أي سوق آخر بل هو عندكم في سوقكم فقط، لم يعد هناك اتجاه صوب منتجات أخرى غير الفلسطينية والمستوردة عبر مستورد فلسطيني معروف.
قد يهمك ايضا :
ملاحظات على الهامش
الانفكاك استراتيجية أم ردة فعل؟