خطة الضم  وجبهتنا الداخلية
أخر الأخبار

خطة الضم .. وجبهتنا الداخلية

 فلسطين اليوم -

خطة الضم  وجبهتنا الداخلية

عبد الناصر النجار
بقلم : عبد الناصر النجار

أسابيع ليس إلا، وتعلن حكومة الاحتلال المهجنة من الليكود وانفصاليي أزرق - أبيض ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى دولة الاحتلال، قد يشمل تجمعات استيطانية كبيرة إضافة إلى الأغوار.
نتنياهو الغارق في مشاكله الداخلية يرى في الضم فرصة ذهبية لنجاته الشخصية أكثر من كونه مصلحة إسرائيلية كما يقول كثير من المحللين الإسرائيليين.
خطط الضم نوقشت بشكل مكثف بين نتنياهو (الذي سيتسلم رئاسة الحكومة في الفترة الأولى التي قد تمتد إلى ١٨ شهراً على قاعدة أن فترة الحكومة ستكون ٣ سنوات فقط) وبين غانتس، حيث تم الاتفاق على البدء بضم الأراضي الفلسطينية ابتداء من تموز المقبل.
قرار الاحتلال ربما كان الأخطر في سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية منذ توقيع اتفاق أوسلو.. أو بمعنى آخر هو اغتيال إسرائيلي مع سبق الإصرار لكل الاتفاقات السياسية مع منظمة التحرير.
فلسطينياً، ماذا نحن فاعلون؟ ما هي خططنا لمواجهة قرار الضم الذي يعني فعلياً قتل أي فرصة حقيقية لحل سياسي قائم على حل الدولتين؟ هل السلطة الوطنية أعدت العدة للمواجهة وكيف سيكون شكلها؟!!
المواجهة المقبلة مع الاحتلال لن تكون على جبهة واحدة هي الجبهة الداخلية، ولكن على جبهات خارجية متعددة.
على صعيد الجبهة الداخلية، هنا نتحدث ليس عن موقف السلطة بل أيضاً عن الموقف الجماهيري المساعد.
بداية لا بد من ترميم الثقة المهلهلة بين الجمهور ومكونات السلطة الوطنية، هذه الثقة التي كلما اعتقدنا أنه تم ترميمها على قاعدة المصير المشترك، وعلى قاعدة المواجهات الشعبية لإفشال الاعتداءات الإسرائيلية.. نلاحظ وبشكل فجائي وجود أدوات هدم غير مرئية، وغير مفهومة الدوافع تقوم بنسف كل ما تم ترميمه.
الحرب على «كورونا» كانت فرصة ذهبية لمشاركة جمعية بين السلطة ممثلة بذراعها الأساسية الحكومة بما فيها الأجهزة الأمنية وبين القاعدة الجماهيرية، هذه المشاركة ظهرت جلية وواضحة بتقدير كل الخطوات التي تم اتخاذها لمواجهة كورونا ابتداء من قرار الرئيس بإعلان حالة الطوارئ والاستجابة الجماهيرية الكاملة لموقف الرئاسة بل والتشديد عليه، وتأكيد الغالبية المطلقة على دعم هذه القرارات والوقوف خلفها.. ثم جاءت قرارات الحكومة المنفذة لتوجيهات الرئاسة لتجد التفافاً جماهيرياً كاملاً وتضحيات كبيرة على الرغم من الثمن الاقتصادي الباهظ الذي دفعته قطاعات واسعة من الشعب.
ربما لأول مرة منذ سنوات طويلة تظهر استطلاعات رأي وحتى تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الالتفاف الكبير والثقة العالية بالسلطة ابتداء من الرئاسة وامتداداً لكل موظف أو رجل أمن ساهم في مواجهة الوباء.
وفجأة ودون مقدمات، جاءت هزات غير متوقعة لتؤدي إلى اهتزاز ما رمم خلال الأسابيع الماضية، ووجد البعض فيها فرصة للانقضاض على إنجازات السلطة في زمن كورونا.
في ظل هكذا واقع مهتز هل يمكن السير قدماً لمواجهة قوية وغير مسبوقة لإفشال مخططات الضم الإسرائيلية.
قوة علينا أن نعيد ترميمها بأقصى سرعة ممكنة قبل أن يقع المحظور.
جبهتنا الداخلية أيضاً متصدعة بفعل الانقسام اللعين، وعدم قدرة كثير من قادة الفصائل وعلى رأسهم قادة «حماس» على تقدير خطورة الموقف، وملاحظة الهجمة الشرسة من أطراف متعددة على قضيتنا، في وقت ما زال هؤلاء يبحثون عن منافع حزبية، وسيطرة وحكم لا قيمة لهما، يبحثون عن تخفيف الحصار دون أن يلاحظوا أن القضية الفلسطينية على فوهة بركان.
السؤال، هل تعود «حماس» إلى بيت الطاعة الوطني وتكون جزءاً منه، لها ما له وعليها ما عليه، أم أن شهوة السلطة والحكم والمنافع الحزبية، ستظل تنخر في جبهتنا الداخلية.
على الصعيد الخارجي، نحن بحاجة أيضاً إلى قوة دفع، فهناك ثلاثة محاور لا بد من تفعيلها. المحور الأول أوروبي، في ظل موقف أوروبي متقدم على كثير من المواقف الدولية الأخرى. وقد لاحظنا مجموعة من اللقاءات الفلسطينية - الأوروبية، وبيانات الاتحاد الأوروبي وحتى مواقف سفراء بعض الدول الأوروبية الكبرى وتحذيرها الحكومة الإسرائيلية من عملية الضم.
أما على صعيد المحور الثاني.. فيبدو الموقف العربي موحداً ظاهرياً إلا أنه على العكس من ذلك خلف الكواليس، فالمواقف فيه ضبابية، وعلى الرغم من ذلك يجب ألا نترك الموقف العربي رهينة للآخر.... حتى وإن كانت هناك بعض التصدعات لأسباب نحن في غنى عن ذكرها.. وعلى الرغم من تلك الهجمات الإلكترونية من أشخاص ليست لهم قيمة كبيرة، بل هم على هامش المجتمعات العربية.
المحور الثالث هو المحور الدولي، سواء المحور الإسلامي أو محور الدول المؤثرة مثل روسيا والصين واليابان أو دول عدم الانحياز، والمطلوب هو تحرك سريع وفاعل في ظل هيمنة إسرائيلية على كثير من الدول وخاصة الإفريقية.
من خلال ما تقدم، فإن المواجهة قادمة لا محالة، ونحن سنحارب على جبهات عدة، وما لم تكن جبهتنا الداخلية قوية ومتماسكة، ونعمل بجد لترميم مختلف «التصدعات» بسرعة فإن النتائج ستكون كارثية.
على الشعب الفلسطيني أن يكون واعياً لكل السلبيات ومن حقه الإشارة إليها ونقدها بهدف الإصلاح وليس الهدم المقصود منه وغير المقصود!!!

قد يهمك أيضا :   

 غزة تحت تصنيف «الله يستر»!!

العالم يتغير ويتجه للعزلة

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطة الضم  وجبهتنا الداخلية خطة الضم  وجبهتنا الداخلية



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 11:50 2020 الإثنين ,13 إبريل / نيسان

أجمل 5 شواطئ في المملكة العربية السعودية

GMT 19:04 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

كيف تعلمي طفلك الصبر؟

GMT 09:43 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

مرسيدس تطلق سيارتها "سي إل أس"الجديدة والمميزة

GMT 19:49 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

أرامكو تنفذ صفقة الاستحواذ على 70% من سابك

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 09:38 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 05:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

أزمة المياه؟!

GMT 09:11 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

أسباب نجاح مسلسلات السيرة الذاتية لكثير من الشخصيات المهمّة

GMT 22:38 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

هل يمكن تنفيذ التعليم الاستيعابي الجيد بتكلفة بسيطة؟

GMT 14:48 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:19 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ترامب يكشف الحقيقة‎

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday