معزل قرية دوما الترامبي
آخر تحديث GMT 18:41:05
 فلسطين اليوم -

معزل قرية دوما الترامبي

 فلسطين اليوم -

معزل قرية دوما الترامبي

عبدالناصر النجار
بقلم : عبدالناصر النجار

قرية دوما الفلسطينية الواقعة شرقي محافظة نابلس مثلها مثل مئات القرى الفلسطينية الهادئة البعيدة عن الأضواء، لا تلاقي الاهتمام إلا من ساكنيها أو المتعاملين معها تجارياً أو زراعياً. هذه القرية المنكوبة بالاستيطان تعود إلى واجهة الأحداث دون مقدمات جراء معاناتها من مرض الاحتلال. دوما كانت على موعد مؤلم غير مسبوق فجر الـ 31 تموز من العام 2015 عندما تربعت على عناوين الأحداث المحلية والعالمية، وأصبحت محور نقاش بدءاً بالأمم المتحدة وليس انتهاء بكل طفل فلسطيني بعد كشف النقاب عن الإرهاب اليهودي الاستيطاني المنظم.

في فجر ذلك اليوم تسللت مجموعة إرهابية يهودية من مستوطنة مجاورة وأضرمت النار بمنزل عائلة دوابشة التي كل ذنبها أنها فلسطينية.. النيران التهمت أجساد أفراد العائلة المستغرقين في نومهم، ما أدى إلى استشهاد الرضيع "علي" على الفور ليستشهد والده "سعد" بعد أسبوع متأثراً بحروقه ثم والدته "ريهام"، فيما بقي الطفل "أحمد" الذي أصيب بحروق صعبة على قيد الحياة يعاني اليتم وجروحه وشاهداً على جريمة من جرائم العصر التي يرتكبها آخر احتلال في هذا العالم.

الإرهابيون الذين حطموا القيم الإنسانية وانحطوا إلى درجة الحيوانية بل إلى أدنى من ذلك، أفلتوا من العقاب بعد اعتقالهم جراء ضغط اليمين الاستيطاني العنصري على حكومة الاحتلال والقضاء الإسرائيلي. اقتحام القرى الفلسطينية وارتكاب جرائم القتل العمد بدأت ما قبل النكبة وخلالها وفي خمسينيات القرن الماضي ولم تتوقف إلى اليوم. ومنها مجزرة قبيا التي نفذت تحت قيادة أرئيل شارون، أو مجزرة كفر قاسم في 29 تشرين الثاني من العام 1956 التي راح ضحيتها 94 فلسطينياً بينهم 23 طفلاً خلال عودتهم من حقول الزيتون..

وأفلت القتلة من العقاب بل حكم على قائد الجنود القتلة بدفع قرش واحد كغرامة على قتل 94 بريئا؟  عودة الى دوما التي بدأت تعود لواجهة الأحداث من جديدـ ولكن هذه المرة بنكبة جديدة في العام 2020، نكبة حملتها صفقة ترامب. سلطات الاحتلال واستعجالاً لضم الأغوار الفلسطينية والمستوطنات وأجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية المصنفة "ج" بدأت شق طرق استيطانية جديدة مخصصة فقط للمستوطنين ضمن نهج سياسة الفصل العنصري.

إحدى الطرق الاستيطانية التي شرع الاحتلال بشقها تربط مستوطنات جنوب نابلس بمستوطنات الأغوار بشكل مباشر. الطريق الجديدة ستبتلع آلاف الدونمات الزراعية الخصبة من أراضي دوما وتلفيت وقريوت والمغير حتى قرية فصايل في الأغوار الوسطى. ومن سخرية الزمن الرديء أن أهالي المغير منعوا مؤخراً من الوصول إلى أراضيهم الزراعية بعد تفعيل الاحتلال قراراً اتخذه الانتداب البريطاني قبل 70 عاماً اعتبر فيه أن أراضي المغير تحتوي على آثار .. واليوم يحيي الاحتلال القرار الميت للاحتلال الإنجليزي.

الطريق الاستيطانية الجديدة بدئ العمل فيها الأسبوع الماضي ليلاً بعشرات الآليات الإسرائيلية ودون سابق إنذار أو إخطار زائف لا يسمن الاعتراض عليه ولا يغني.الطريق العنصرية ستعزل قرية دوما بشكل كامل عن محيطها الفلسطيني ما يجعلها محاصرة من كل الجهات إما بمستوطنات أو شوارع استيطانية ما يعني خلق معزل جديد بل سجن كبير لأهالي القرية. قرية دوما التي يبلغ عدد سكانها اليوم نحو 3000 نسمة وتبلغ مساحتها الإجمالية 17350 دونماً ومساحتها العمرانية 200 دونم فقط ستضيع معظم أراضيها بناء على نكبة العصر.

هل سيتحول معزل دوما إلى منطقة حكم ذاتي تابعة لسلطة الاحتلال أم ستلحق سكانياً بالمعازل الأخرى.. أما الأرض فلا جدال عليها، فهي تحت السيطرة والمصادرة الإسرائيلية لصالح الاستيطان العنصري. معزل دوما لن يكون وحيداً بل ستلحقه عشرات المعازل الفلسطينية لأن خطة ترامب تحول الضفة الغربية إلى قطعة جبن سويسرية ممتلئة بالمعازل. وحتى تصل سلطات الاحتلال إلى هذا الوضع فإنها ستواصل شق الطرق الاستيطانية بطول 300 كيلو متر على مساحة 25 ألف دونم دون حساب الأراضي التي سيتم الاستيلاء عليها لقربها من الطرق الاستيطانية أو المستوطنات.

قرية دوما هي مثال مصغر "ميني ترامب" على صفقة الاستسلام الأميركية. التي ستؤدي إلى فصل عنصري غير مسبوق تاريخياً حتى في جنوب إفريقيا وبدعم من القوة الأميركية.. فهل من يحمل قصة دوما إلى صاحب الصفقات ترامب.

قد يهمك أيضا : 

  صفقة الضم

  صفقة ترامب تخلخل القانون الدولي والعلاقات الدولية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معزل قرية دوما الترامبي معزل قرية دوما الترامبي



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday