غزة تحت تصنيف «الله يستر»
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

غزة تحت تصنيف «الله يستر»!!

 فلسطين اليوم -

غزة تحت تصنيف «الله يستر»

عبد الناصر النجار
بقلم : عبد الناصر النجار

وباء كورونا يعيد «تنظيم» العالم بشكل غير متوقع، لكنه ترتيب قائم على انهيار اقتصادي ومالي وحجر على ملايين البشر وإغلاقٍ لعديد الدول حتى في وجه يحاول النجاة بنفسه. الإجراءات العالمية تراوحت بين الاستهتار والجدية، ولنا في الصين وإيطاليا مثال واضح.. الصين تعاملت مع المرض منذ أن تأكد الحزب الشيوعي الصيني أن البلاد أمام جائحة خطيرة بمنتهى الجدية وبتدابير نستطيع القول إنها عسكرية، لا تسامح ولا استثناءات، ولا مجال لمخالفة الإجراءات.

القبضة الحديدية الصينية جاءت بنتائج مثمرة وناجحة، على الرغم من الثمن الاقتصادي الكبير الذي دفعته، والذي سيؤثر على النمو والتنمية فيها على المدى القصير.في المقابل، أسفر التراخي الإيطالي، بل واستهزاء المسؤولين الشعبويين بالإجراءات الوقائية وحتى تحديها عن كارثة وطنية، وانتشار سريع ووفيات كثيرة ومن ثم إعلان الحجر على الشعب كله، وانهيار في معظم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.في فلسطين جاءت الإجراءات سريعة وقوية في آن، واستطاعت الحكومة أن تنجح بامتياز في هذا الامتحان حتى الآن، على الرغم من الخسائر الاقتصادية التي تكبدها قطاع الخدمات الفلسطيني وفي المقدمة منه المطاعم والمقاهي وأماكن الترفيه علاوة على الشلل في بعض مناحي الحياة، ومنها عدم القدرة على إيجاد بديل مقنع لإغلاق المدارس ووقف المسيرة التعليمية في ظل أن مفهوم التعليم عن بعد ما زال يحبو عندنا دون أفق واضح يجعله ذا قيمة ومعنى قريباً.. وطلبة الثانوية حائرون.. والآن وزارة التربية والتعليم مطالبة باتخاذ إجراءات لإعادة سكة التعليم إلى مسار قريب من مسارها المعتاد عبر التواصل مع الطلبة وخاصة «التوجيهي» والصفوف الدنيا.

الإجراءات الفلسطينية ساهمت في الحد من انتشار الوباء، ومن دون هذه الإجراءات الصعبة، ربما كنا نعاني مثل إيطاليا لا سمح الله.
على الصعيد الشعبي الفلسطيني، فإن الوباء أصبح مثل لعبة «البينغ بونغ» هناك من يأخذ الأمور على سبيل التندر بحيث أصبح المرض بوابة لمئات النكات، وحتى الشائعات. ولكن أيضاً هناك جدية في التعامل معه على المستوى الصحي والأمني والخاص.ولكن هناك إشكالية أخرى فلسطينياً وهي الأوضاع في قطاع غزة. علماً أن البعض هناك حاول عدم تطبيق إجراءات الحكومة مثل تعطيل المدارس والجامعات، بحجة أنه لا توجد إصابات في القطاع، على قاعدة أنه بعد ظهور الإصابات سيتم تطبيق الإجراءات … أي منطق هذا.
في غزة الوضع مخيف، وأكثر من عبر عن ذلك سلطات الاحتلال وجهاز المخابرات الإسرائيلي، فقد انشغلت القيادات السياسية والأمنية في دولة الاحتلال بإيجاد الرد على فرضية ماذا لو انتشر الوباء في قطاع غزة؟
دولة الاحتلال هي من تتحمل المسؤولية أمام العالم، فهي من تحاصر القطاع، وهي من تمنع دخول المساعدات الطبية والأدوية، وهي من تمنع تحرك الكوادر الطبية، وهي التي تغلق الحواجز أمام المرضى. لذلك تضع سلطات الاحتلال السيناريو الأسوأ، ماذا لو تحرك مئات آلاف الفلسطينيين نحو الحدود، لأن الاحتلال هو سبب الكوارث والأوبئة.
هذا الطرح يبدو عبثياً عند المسؤولين في غزة، الذين ما زالوا يصرون على أن القطاع خال من الإصابة.. نعم القطاع نظيف من الإصابات لكنه ليس بعيداً عنها، وفي ظل الأوضاع الاجتماعية والكثافة السكانية وضعف بنى الخدمات الصحية وغيرها، فإن أي ظهور للوباء سيكون كارثياً ومأساوياً.
مخابرات الاحتلال تضع غزة تحت عنوان «الله يستر»، ونحن بحاجة الآن للنظر بجدية أكبر وأكثر واقعية، واتخاذ إجراءات وقائية حقيقية بعيداً عن المناكفات السياسية مثل محاولة فتح المدارس، ولولا مواقف وكالة الغوث لكان الأمر مختلفاً.
إذن، هو تحذير للبدء بإجراءات وقائية، دون سخرية أو استهزاء في ظل ظروف خاصة يعيشها قطاع غزة.. فهل من مستمع!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة تحت تصنيف «الله يستر» غزة تحت تصنيف «الله يستر»



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday