فعلها فلسطينيو الداخل وتواصلت مناكفاتنا الرخيصة
آخر تحديث GMT 18:50:45
 فلسطين اليوم -

فعلها فلسطينيو الداخل وتواصلت مناكفاتنا الرخيصة

 فلسطين اليوم -

فعلها فلسطينيو الداخل وتواصلت مناكفاتنا الرخيصة

عبد الناصر النجار
بقلم : عبد الناصر النجار

وأخيراً فعلها فلسطينيو الداخل، وأثبتوا بشكل قاطع أنهم في اللحظات التي يستشعرون فيها الخطر على مكونهم القومي ووجودهم على أرضهم قادرون على التوحد وقلب المعادلات السياسية الإسرائيلية.الإثنين الماضي، استنفر الفلسطينيون في الجليل والمثلث والنقب، لإفشال صفقة القرن، مؤكدين أنها لن تمر على قراهم، ولن يتمكن عرابو الصفقة من تحقيق مرادهم.صناديق الاقتراع كانت شاهدة على الاستنفار غير المسبوق على الرغم من الصعوبات والتعقيدات في الوسط العربي، فعلى سبيل المثال، فإن صناديق الاقتراع وُضعت في مختلف التجمعات اليهودية حتى الهامشية منها، أما في النقب فإن قاطني بعض التجمعات الفلسطينية البدوية كانوا مجبرين على السير أكثر من 50 كيلومتراً للوصول إلى أقرب صندوق. لكنها الإرادة الأقوى من الصعاب، ففي بعض القرى في المثلث، وصلت نسبة التصويت حاجز التسعين بالمائة، وهذا هو صوت الشعب الحقيقي والصادق.

عنصرية نتنياهو انقلبت عليه، وعلى اليمينيين الإسرائيليين الذين شددوا في دعايتهم الانتخابية على التحذير من خطورة العرب، حتى وصل الأمر بنتنياهو في تسجيلاته الصوتية المرسلة إلى الناخبين عبر هواتفهم النقالة إلى القول: إن الأعداء يريدون تدمير دولة إسرائيل وإنه لا مكان لمن يدعم الإرهاب (يقصد العرب) في أي تشكيل حكومي مقبل.الانفلات اليميني العنصري اعترف به الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين عندما وصف الحملة الانتخابية قائلاً: إنها أقذر حملة انتخابية تشهدها الدولة العبرية.

نشوة النصر «النتنياهوية « لم تدم طويلاً، والقبلات الحارة على منصة جمهور «الليكود» بين نتنياهو وزوجته سارة، المتهمَين بالفساد، لم تكن ذات قيمة بعد انقشاع الأجواء الضبابية، وظهور النتائج النهائية لانتخابات الكنيست، فقد ارتدت ادعاءات نتنياهو بأنه لن يسمح للعرب بتشكيل الحكومة مع غانتس إلى عنقه.. ولعل تصريحات أيمن عودة التي جاءت رداً على نتنياهو أبهرت الجميع، عندما أكد أن القائمة المشتركة هي الحائط الذي سيمنع نتنياهو من الاستمرار في الحكم، وأن العرب بثقلهم سيسقطون العنصرية المتجذرة في إسرائيل، وهو ما حصل.

نتنياهو عاجز اليوم عن كسر الجدار المانع العربي لتشكيل الحكومة القادمة، وهو ما أجمعت عليه الصحافة الإسرائيلية، مؤكدة أن مأزق نتنياهو قد بدأ دون نهاية إيجابية. ولعل الكاريكاتير الذي نشرته «هآرتس» بعد يوم من الانتخابات الذي يظهر نتنياهو صاعداً متعباً على جدار وهو ينظر نحو الرقم 60، المطلوب لتشكيل الحكومة، وفي الأسفل يمسك أيمن عودة بملابسه ويجعله غير قادر على الصعود، لهو دليل على أن العرب ربما لن يكون لهم تمثيل في الحكومة المقبلة ولكنهم الصخرة التي تحطمت عليها أحلام نتنياهو.

إذن فعلها الفلسطينيون في الداخل وتجذروا حول حقوقهم، ونالوا اعترافاً لا غبار عليه بأنهم قوة فاعلة وأساسية وكتلة موحدة في الكنيست قادرة على إحداث تغيير.في المقابل، فإن قادتنا الجاثمين على رقابنا يصرون على مناكفاتهم التي تعود من جديد كلما أوهمونا زوراً وبهتاناً أن خلافاتهم شارفت على الانتهاء، وأن الانقسام ما هي إلا لحظات ويصبح من الماضي، وأن الوحدة الوطنية هي الطريق الوحيدة القادرة على التصدي للمؤامرات، لنكتشف أن سياسة تقبيل اللحى مؤقتة للخروج من أزمة ما أو للتخلص من مشكلة آنية، وأن الانقسام هو القاعدة وليس الاستثناء.

نقول ذلك بعد الإعلان رسمياً عن وصول «كورونا» إلى فلسطين، مؤكدين أن الإجراءات الوقائية هي من اختصاص الحكومة وليس التنظيمات أو الأحزاب إلا إذا اعتبرت حماس نفسها هي الحكومة وأن القطاع هو دويلتها الخاصة.الرئاسة أعلنت، مساء الخميس، عن إعلان حالة الطوارئ من خلال مرسوم رئاسي لاحتواء المرض، وكلف المرسوم الحكومة اتخاذ الإجراءات الفورية لمحاصرة المرض الذي يعاني منه العالم. الحكومة اتخذت مجموعة من الإجراءات الوقائية وعممتها لنتفاجأ بموقف غريب وشاذ عندما أعلن ناطق باسم حماس أن الإجراءات لن تنفذ في القطاع بذريعة أنه لا توجد إصابات.. ومن قال إن الإصابات مثلاً في كل محافظات الضفة، فهي لا تزال محصورة بمحافظة واحدة. خطورة الموقف الحمساوي أنه ينسف فكرة الوطن الواحد ويصر على جر القطاع إلى الانفصال فعلاً لا قولاً.

القرار الحمساوي فاجأ أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف شرائحه فأدانوا هذا التصرف الأرعن..كان على قادة حماس أن يقرؤوا خريطة الموقف الجماهيري وليس التمترس الحزبي، الذي يساهم في نكبة جديدة للشعب الفلسطيني إذا ما استمر الوضع على هذا الحال.نعم، من حق كل مواطن أن يكون له رأي، ومن حق كل حزب أن يعبر عن مطالبه بشكل حر وديمقراطي.. قد نكون مقتنعين بأن المرسوم الرئاسي وإجراءات الحكومة مبالغ فيها أو تتضمن بعض الإشكاليات، ولكن ليس من حق أي فرد كان أو جماعة أو حزب أن يرفض تنفيذ مرسوم الرئيس وإجراءات الحكومة، إلا إذا كان مقتنعاً بأنه يملك إقطاعية ورثها عن والده، وأنه الحاكم المطلق بأمر الله.

وكالة الغوث أعلنت أنها ستعطل المدارس بناء على المرسوم الرئاسي وتوجيهات الحكومة فماذا ستفعل حماس؟ هل ستجبر معلمي «الأونروا» على الدوام مثلاً.. وحتى المدارس الحكومية كثير من الآباء أعلنوا أنهم لن يرسلوا أبناءهم للمدارس فماذا ستفعل حماس، وماذا إن لم يستجب معلمو الحكومة الذين يتقاضون رواتبهم من السلطة لدعوات حماس؟ أليس هذا موقفاً شائناً يعيدنا عشرات الخطوات للخلف، وإن كانت هذه هي طريقة حماس لمواجهة صفقة العصر فعلى قضيتنا السلام.الشعب تعب من المناكفات ومن السلطات الوهمية في زمن الاحتلال الاستيطاني.. وأصيب بمرض القرف من هذا الوضع الذي لا مثيل له في تاريخ القضية الفلسطينية.كفى مناكفات ومنازعات وتقاسم سلطات وهمية، فحتى الوباء أقحمتم فيه الانقسام.. تباً تباً!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فعلها فلسطينيو الداخل وتواصلت مناكفاتنا الرخيصة فعلها فلسطينيو الداخل وتواصلت مناكفاتنا الرخيصة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday