كيف سنواجه اليوم الأول بعد الضم
أخر الأخبار

كيف سنواجه اليوم الأول بعد الضم؟!

 فلسطين اليوم -

كيف سنواجه اليوم الأول بعد الضم

عبدالناصر النجار
بقلم : عبدالناصر النجار

بدأ العد التنازلي لوعد نتنياهو بضمّ نحو ثلث مساحة الضفة الغربية، وعلى رأسها سلة فلسطين الغذائية "الأغوار" والمستوطنات صغيرها وكبيرها وبؤرها حتى لو كانت خيمة نصبها مستوطن قبل سنوات وتركها ولم يبق منها سوى قطعة قماش ممزقة.

الضم الأولي سواء كان رمزياً أو واسعاً وفق الأنباء المتضاربة سيتحقق بدعم من إدارة ترامب، التي لم تترك شيئاً إلا وقدمته لدولة الاحتلال، فكل شيء مباح تحت مسميات عدة أولها: أمن إسرائيل، دون أن يشرح أحد كيف تكون الأغوار خط دفاع في زمن الصواريخ العابرة للقارات وتكنولوجيا الحرب التي تجاوزت مفهوم الحدود الجغرافية.

فيما تبقى من وقت قبل الإعلان الرسمي عن الضم سنسمع تصريحات كثيرة ترفض الضم وتؤكد خطورته وتهديده لمسيرة السلام" المرحومة"... أصوات ستحذر ولكن في الوقت نفسه هناك أصوات أكثر تأثيراً لها قوة الفعل بدأت ترتفع سواء في دولة الاحتلال أو في الولايات المتحدة، وعلى رأسها اللوبي الصهيوني واليميني الأميركي المتصهين تطالب بالضم الفوري.

السفير الأميركي في القدس المحتلة "عرّاب الضم" الأشد حرصاً على الاستيطان والضم أكثر من غلاة المستوطنين الفاشيين، أكد ألا شروط أميركية على خطوة الضم، وحتى لا شروط أن تكون العملية جزءاً من صفقة القرن كرزمة واحدة، فريدمان مصاب بسعار الضم حتى إنه خلال عودته إلى واشنطن لبحث القضية حمل معه رسالة من مئات الضباط الإسرائيليين اليمينيين تطالب ترامب بالموافقة غير المشروطة على الضم.. أي أنه ذهب إلى واشنطن للاجتماع مع خلية صفقة القرن، وهو مسلح بمواقف إسرائيلية أكثر يمينية من الأحزاب المشاركة في حكومة الاحتلال.

في الولايات المتحدة، هناك اللوبي الصهيوني والسائرون في ظلاله يوقعون الرسائل الموجهة إلى ترامب من أجل إعطاء الضوء الأخضر للضم، بداية الأسبوع المقبل أو خلال أسبوعين كحد أقصى سيعلن ترامب عن موقفه.. وكما حصل سابقاً في قضية السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال والاعتراف بضم هضبة الجولان السورية المحتلة، وطرح صفقة القرن لن يكون هناك تغيير كبير في رؤيته على الرغم من المحاولات الضعيفة الأوروبية والعربية الأكثر ضعفاً لتعديل موقفه.

لكن ما هي الصورة التي ستكون بعد اليوم الأول من الإعلان عن الضم:

أوروبياً، لا يوجد توافق تام بين دول الاتحاد الأوروبي على رد ذي قيمة، خاصة أن دولاً في هذا الاتحاد أقرب إلى إسرائيل من الاتحاد نفسه، بل هي داعمة لتل أبيب بصورة عمياء ومطلقة، وموقفها واضح مع كل ما يصب في مصلحة إسرائيل، وقد أعلنت سابقاً وستعلن لاحقاً رفضها فرض أي عقوبات على دولة الاحتلال، وبالتالي سيخضع الاتحاد الأوروبي في النهاية لابتزاز هذه الدول، أو على أحسن تقدير ستكون هناك إجراءات ثانوية مثل وقف التعاون المشترك في الأبحاث العلمية وما شابه ذلك، أما أن نرى موقفاً أوروبياً مماثلاً لما حصل مع روسيا بعد إعلانها ضم "القرم" فهذا مستحيل، لأن الحديث يدور عن إسرائيل، لا عن روسيا. الأمر الذي يعني صدور بيانات تؤكد عدم شرعية الضم ومخالفته القانون الدولي، وفي الوقت نفسه سترسل أوروبا بعد أسابيع كميات إضافية من الأسلحة والمساعدات لإسرائيل، وبعد أسابيع ستعود الأمور إلى وضعها الطبيعي.

عربياً: ستكون هناك بيانات شديدة اللهجة، تستنكر العدوان الجديد، وربما يكون هناك اجتماع آخر على مستوى وزراء الخارجية العرب، الذي سيخرج أيضاً ببيان يؤكد على الموقف العربي.. ولكن ليس إلى الحد الذي ستقطع فيه كثير من الدول العربية علاقاتها العلنية والسرية مع إسرائيل، فهذه العلاقات أصبحت أهم من القضية الفلسطينية، لأن المصالح مع تل أبيب في التصدي للعدو الإيراني تعلو على قرار الضم، وبعد أسابيع أو أقل ستعود العلاقات العربية الإسرائيلية السرية والعلنية إلى الواجهة، وسنرى الوفود الإسرائيلية في كثير من عواصمنا وكأن شيئاً لم يحصل.

طبعاً الحديث عن موقف عربي قوي هو كالحديث عن حكايات ألف ليلة وليلة، فهناك حرب اليمن وحرب ليبيا وحرب سورية وأزمة لبنان، وهناك سد النهضة الأثيوبي والإرهاب في سيناء، والقائمة تطول.. ففي ظل هذا الوضع غير المسبوق من التردي، تعلم دولة الاحتلال أن الضم فرصة لا تعوض.

فلسطينياً: نحن أيضاً كالعرب، نمر بأزمات مركبة، أزمة مالية خانقة، بعد وقف تسلم المقاصة، وجفاف المساعدات من أكثر من طرف، ولعل عدم الاستجابة لطلب السلطة بقرض مالي عربي خير دليل على عمق الأزمة، ومع دخول الشهر الثاني دون رواتب لموظفي الحكومة تزداد المشكلة حدة.. إلى جانب تفشي وباء "كورونا" بعدما اعتقدنا أننا تمكنا من القضاء عليه، فنزلنا عن الجبل قبل الموعد، وها نحن نعاني من جديد، يضاف إلى ذلك السبب الأخطر وهو جريمة الانقسام.. هذه الأزمات أيضاً سيكون لها تأثير على قوة الرد الفلسطيني، وربما قوة الضغط الإسرائيلي هي التي ستولد الانفجار، وهنا لن يبقى لنا من خيار سوى المواجهة.
نعم سيسقط شهداء، نعم سيصاب كثير من الشباب المنتفض، ولكن الأهم هو مقاومة شعبية قوية مستمرة على كل جبهات الضفة، حتى تتأكد الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية أن جرم الضم له ثمن كبير؟؟؟

قد يهمك أيضا :     

حديث الناس: والضم وبقايا «كورونا»

موجة «كورونا «غير مسبوقة تضرب فلسطين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف سنواجه اليوم الأول بعد الضم كيف سنواجه اليوم الأول بعد الضم



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

الملكة رانيا تتألق بعباءة وردية مطرزة بلمسات تراثية تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ فلسطين اليوم
الإطلالات التراثية الأنيقة المزخرفة بالتطريزات الشرقية، جزء مهم من أزياء الملكة الأردنية رانيا ترسم بها هويتها في عالم الموضة. هذه الأزياء التراثية، تعبر عن حبها وولائها لوطنها، وتعكس الجانب التراثي والحرفي لأبناء وطنها وتقاليدهم ومهاراتهم في التطريز الشرقي. وفي احدث ظهور للملكة رانيا العبدالله خلال إفطار رمضاني، نجحت في اختيار إطلالة تناسب أجواء رمضان من خلال تألقها بعباءة بستايل شرقي تراثي، فنرصد تفاصيلها مع مجموعة من الأزياء التراثية الملهمة التي تناسب شهر رمضان الكريم. أحدث إطلالة للملكة رانيا بالعباءة الوردية المطرزة بلمسات تراثية ضمن اجواء رمضانية مميزة يملؤها التآلف، أطلت الملكة رانيا العبدالله في إفطار رمضاني، بعباءة مميزة باللون الوردي تميزت بطابعها التراثي الشرقي بنمط محتشم وأنيق. جاءت عباءتها بتصميم فضف�...المزيد

GMT 08:00 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إدوارد يكشف سبب رفضه البطولة المطلقة
 فلسطين اليوم - إدوارد يكشف سبب رفضه البطولة المطلقة

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 07:07 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء إيجابية ومهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:12 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

جاستين بيبر يغنى للمارة في كندا عام 2007 قبل الشهرة

GMT 23:20 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السورى يستعيد قرية جب عوض وتلة الشيخ محمد

GMT 22:47 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد الأحمد سعيد بحصوله على جائزة عمر الشريف

GMT 17:08 2017 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

كاظم الساهر يؤكد لمن يشوهون صورته سعيه لخدمة وطنه

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday