الاستيطان الصامت والبصاق العنصري في زمن «كورونا»
أخر الأخبار

الاستيطان الصامت.. والبصاق العنصري في زمن «كورونا»

 فلسطين اليوم -

الاستيطان الصامت والبصاق العنصري في زمن «كورونا»

عبدالناصر النجار
بقلم : عبدالناصر النجار

المشاهد التي التقطت لجنود الاحتلال في شوارع الخليل ليلة الجمعة، وهم يتعمدون البصق على أبواب السيارات المتوقفة تثير الاشمئزاز وتعبر عن انحطاط أخلاقي غير مسبوق.
ما هي الرسالة التي يريد جنود الاحتلال إيصالها من خلال هذه الأفعال الشاذة والحقيرة.. هل يريدون التأكيد أنهم يرغبون في إصابة الفلسطينيين بالوباء، في زمن «الكورونا»، وهم يعلمون أن الفيروس ينتقل بشكل أساسي من خلال اللعاب والبصاق.

بلدية الخليل، منذ اللحظة التي اكتشفت فيها الفعلة الإجرامية سارعت إلى الإيعاز إلى طواقمها بتعقيم المنطقة التي لوثها جنود الاحتلال. حتى الآن لا يوجد تعقيب من سلطات الاحتلال على تصرفات جنودها، كيف لا وهي تتمنى أن تضيع هذه الأفعال بين تطورات «كورونا» المتلاحقة، بحيث لا تثير الرأي العام العالمي في خضم هذا الوباء العصيب.

لكن تصوروا لو أن كاميرات المراقبة الإسرائيلية المنتشرة في كل مكان رصدت مجموعة من العمال الفلسطينيين في تل أبيب مثلاً تبصق على مقابض أبواب المحال التجارية أو الصرافات الآلية.. ماذا سيكون رد الفعل، وكيف ستخرج عناوين وسائل الإعلام الإسرائيلية؟؟! وما هي العقوبات التي كانت ستفرض على الفلسطينيين، وكيف كانت ستنشر هذه الصور في أنحاء العالم؟!

بالنسبة للفلسطينيين على وزارة الخارجية، ومختلف المؤسسات الفلسطينية الفاعلة إيصال هذه التسجيلات إلى المجتمع الدولي، للكشف عن كيفية تصرف جنود الاحتلال في زمن «الكورونا» … وعلى وسائل الإعلام الفلسطينية والصحافيين أيضاً فضح هذه الممارسات العنصرية والخطيرة. في الجانب الآخر من زمن «الكورونا» نلاحظ الحملات الاستيطانية الشرسة والصامتة في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في الأغوار الشمالية، حيث يعمل المستوطنون على الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي هناك، وتصعيد الاعتداءات على المواطنين والرعاة القابضين على الجمر.

حكومة الاحتلال تستغل انشغال العالم بالوباء لتنفيذ مشاريع استيطانية ضخمة كبناء ١٩ ألف وحدة في القدس المحتلة. بما في ذلك منطقة مطار قلنديا، حيث أعلنت سابقاً عن نيتها إقامة وحدات استيطانية لمجموعات من المتدينين اليهود. لكن الأخطر أيضاً هو البدء بالخطوات الفعلية للبناء في منطقة (إي 1) التي كانت دول العالم كلها تمارس ضغطاً على حكومة الاحتلال لعدم الاقتراب استيطانياً منها، لأنها تقتل أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.. ولكنها اليوم تدير ظهرها للعالم، وتبدأ تنفيذ المشاريع الاستيطانية في المنطقة.

في الوقت نفسه، تكثف سلطات الاحتلال العمل لربط مستوطنة «معاليه أدوميم» بالمستوطنات الأخرى جنوب القدس، وأصبح واضحاً أن سلطات الاحتلال ستعزل القدس بشكل كامل عن محيطها الفلسطيني، بعد إقامة جدار إسمنتي بدل الأسلاك الشائكة في منطقة الشيخ سعد وصور باهر جنوب القدس المحتلة. في الوقت نفسه، نشهد تكثيفاً في عمليات الهدم والتدمير للمنازل والمساكن الفلسطينية خاصة في المناطق المجاورة للمستوطنات، أو تلك التي تقع في مناطق «ج»، حيث تحاول سلطات الاحتلال السيطرة عليها وضمها في المستقبل القريب.

عمليات الهدم تتم دون سابق إنذار كما كان الوضع سابقاً، ولا تعطي حتى مجالاً للذهاب للقضاء الإسرائيلي على الرغم من العلم المسبق أن هذا القضاء جزء من الآلة العنصرية الإسرائيلية.
إذن، هي إجراءات للتخلص من أكبر قدر ممكن من المنازل والمساكن والحظائر والمشاغل في المناطق المصنفة «ج» في مقدمة للاستيلاء عليها. أيضا، خلال الأسابيع الماضية كثف المستوطنون اعتداءاتهم على الأراضي الزراعية والممتلكات الفلسطينية في كل منطقة يمكنهم الوصول إليها دون رادع مستغلين الوضع الذي تمر به المنطقة جراء وباء «كورونا».

ومن جرائم المستوطنين خلال الأيام الماضية قطع أكثر من ١٢٠٠ شجرة زيتون وكرمة في منطقة الخضر ووادي فوكين جنوب بيت لحم، وهي أراض يحاول المستوطنون منذ سنوات طويلة الاستيلاء عليها ولا يتركون شكلاً من أشكال الاعتداءات إلا ويستخدمونه في سبيل تهجير المزارعين لتسهيل عملية السيطرة عليها. جرأة المستوطنين ازدادت بشكل كبير بحماية من قوات الاحتلال حيث هدموا منزلاً قيد البناء في بورين في منطقة «ب» وهذه سابقة خطيرة، إضافة إلى تدمير وتفكيك خيام وبركسات عائلات بدوية في خرب ابزيق وعين الحلوة والبقيعة والديوك في الأغوار التي تخطط سلطات الاحتلال لضمها بحسب صفقة القرن المشؤومة.

أمام هذا الوضع الخطير مطلوب من الجماهير والسلطة وضع خطة عاجلة للتصدي لهذا الانفلات الاستيطاني والعنصري الإسرائيلي، الذي يحاول استغلال الوضع بشكل خبيث.
حتى في زمن إعلان الطوارئ وعدم القدرة على الحركة، لا بد من إيجاد مقاومة خلاقة للتصدي لهذا السرطان الاستيطاني، علماً أن «زمن كورونا» لم يعد معروفاً متى سينتهي، هل خلال شهر أو سنة، ولا يمكن الارتهان سوى على ذاتنا من أجل مواجهة الاستيلاء على أراضينا بصمت.

قد يهمك أيضا : 

  صفقة الضم

   صفقة ترامب تخلخل القانون الدولي والعلاقات الدولية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستيطان الصامت والبصاق العنصري في زمن «كورونا» الاستيطان الصامت والبصاق العنصري في زمن «كورونا»



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 07:33 2025 الأحد ,20 إبريل / نيسان

محمد إمام خارج منافسات عيد الأضحى
 فلسطين اليوم - محمد إمام خارج منافسات عيد الأضحى

GMT 16:57 2020 الأربعاء ,12 آب / أغسطس

الموت يغيب الفنان المصري سناء شافع

GMT 19:35 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

"مايكروسوفت" تحذر من خطر يهدد ملايين الحواسب

GMT 23:35 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

العلاقة الطيبة مع الجيران تنقذك من الموت بأزمة قلبية

GMT 09:43 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

يوسف شعبان

GMT 01:01 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة الراحلة زبيدة ثروت تطلب دفنها بجوار عبد الحليم حافظ

GMT 09:44 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

اتيكيت استقبال شهر رمضان

GMT 22:53 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

دي إس تستحدث موديلات كهربائية من "DS3" و"DS7"

GMT 08:29 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قوة العمارة الجيدة تبدو واضحة في منزل بني على قبو سجن قديم

GMT 00:49 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

عبير صبري تكشف سعادتها بردود الفعل تجاه الطوفان

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday