الاستيطان الصامت والبصاق العنصري في زمن «كورونا»
آخر تحديث GMT 19:08:29
 فلسطين اليوم -

الاستيطان الصامت.. والبصاق العنصري في زمن «كورونا»

 فلسطين اليوم -

الاستيطان الصامت والبصاق العنصري في زمن «كورونا»

عبدالناصر النجار
بقلم : عبدالناصر النجار

المشاهد التي التقطت لجنود الاحتلال في شوارع الخليل ليلة الجمعة، وهم يتعمدون البصق على أبواب السيارات المتوقفة تثير الاشمئزاز وتعبر عن انحطاط أخلاقي غير مسبوق.
ما هي الرسالة التي يريد جنود الاحتلال إيصالها من خلال هذه الأفعال الشاذة والحقيرة.. هل يريدون التأكيد أنهم يرغبون في إصابة الفلسطينيين بالوباء، في زمن «الكورونا»، وهم يعلمون أن الفيروس ينتقل بشكل أساسي من خلال اللعاب والبصاق.

بلدية الخليل، منذ اللحظة التي اكتشفت فيها الفعلة الإجرامية سارعت إلى الإيعاز إلى طواقمها بتعقيم المنطقة التي لوثها جنود الاحتلال. حتى الآن لا يوجد تعقيب من سلطات الاحتلال على تصرفات جنودها، كيف لا وهي تتمنى أن تضيع هذه الأفعال بين تطورات «كورونا» المتلاحقة، بحيث لا تثير الرأي العام العالمي في خضم هذا الوباء العصيب.

لكن تصوروا لو أن كاميرات المراقبة الإسرائيلية المنتشرة في كل مكان رصدت مجموعة من العمال الفلسطينيين في تل أبيب مثلاً تبصق على مقابض أبواب المحال التجارية أو الصرافات الآلية.. ماذا سيكون رد الفعل، وكيف ستخرج عناوين وسائل الإعلام الإسرائيلية؟؟! وما هي العقوبات التي كانت ستفرض على الفلسطينيين، وكيف كانت ستنشر هذه الصور في أنحاء العالم؟!

بالنسبة للفلسطينيين على وزارة الخارجية، ومختلف المؤسسات الفلسطينية الفاعلة إيصال هذه التسجيلات إلى المجتمع الدولي، للكشف عن كيفية تصرف جنود الاحتلال في زمن «الكورونا» … وعلى وسائل الإعلام الفلسطينية والصحافيين أيضاً فضح هذه الممارسات العنصرية والخطيرة. في الجانب الآخر من زمن «الكورونا» نلاحظ الحملات الاستيطانية الشرسة والصامتة في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في الأغوار الشمالية، حيث يعمل المستوطنون على الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي هناك، وتصعيد الاعتداءات على المواطنين والرعاة القابضين على الجمر.

حكومة الاحتلال تستغل انشغال العالم بالوباء لتنفيذ مشاريع استيطانية ضخمة كبناء ١٩ ألف وحدة في القدس المحتلة. بما في ذلك منطقة مطار قلنديا، حيث أعلنت سابقاً عن نيتها إقامة وحدات استيطانية لمجموعات من المتدينين اليهود. لكن الأخطر أيضاً هو البدء بالخطوات الفعلية للبناء في منطقة (إي 1) التي كانت دول العالم كلها تمارس ضغطاً على حكومة الاحتلال لعدم الاقتراب استيطانياً منها، لأنها تقتل أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.. ولكنها اليوم تدير ظهرها للعالم، وتبدأ تنفيذ المشاريع الاستيطانية في المنطقة.

في الوقت نفسه، تكثف سلطات الاحتلال العمل لربط مستوطنة «معاليه أدوميم» بالمستوطنات الأخرى جنوب القدس، وأصبح واضحاً أن سلطات الاحتلال ستعزل القدس بشكل كامل عن محيطها الفلسطيني، بعد إقامة جدار إسمنتي بدل الأسلاك الشائكة في منطقة الشيخ سعد وصور باهر جنوب القدس المحتلة. في الوقت نفسه، نشهد تكثيفاً في عمليات الهدم والتدمير للمنازل والمساكن الفلسطينية خاصة في المناطق المجاورة للمستوطنات، أو تلك التي تقع في مناطق «ج»، حيث تحاول سلطات الاحتلال السيطرة عليها وضمها في المستقبل القريب.

عمليات الهدم تتم دون سابق إنذار كما كان الوضع سابقاً، ولا تعطي حتى مجالاً للذهاب للقضاء الإسرائيلي على الرغم من العلم المسبق أن هذا القضاء جزء من الآلة العنصرية الإسرائيلية.
إذن، هي إجراءات للتخلص من أكبر قدر ممكن من المنازل والمساكن والحظائر والمشاغل في المناطق المصنفة «ج» في مقدمة للاستيلاء عليها. أيضا، خلال الأسابيع الماضية كثف المستوطنون اعتداءاتهم على الأراضي الزراعية والممتلكات الفلسطينية في كل منطقة يمكنهم الوصول إليها دون رادع مستغلين الوضع الذي تمر به المنطقة جراء وباء «كورونا».

ومن جرائم المستوطنين خلال الأيام الماضية قطع أكثر من ١٢٠٠ شجرة زيتون وكرمة في منطقة الخضر ووادي فوكين جنوب بيت لحم، وهي أراض يحاول المستوطنون منذ سنوات طويلة الاستيلاء عليها ولا يتركون شكلاً من أشكال الاعتداءات إلا ويستخدمونه في سبيل تهجير المزارعين لتسهيل عملية السيطرة عليها. جرأة المستوطنين ازدادت بشكل كبير بحماية من قوات الاحتلال حيث هدموا منزلاً قيد البناء في بورين في منطقة «ب» وهذه سابقة خطيرة، إضافة إلى تدمير وتفكيك خيام وبركسات عائلات بدوية في خرب ابزيق وعين الحلوة والبقيعة والديوك في الأغوار التي تخطط سلطات الاحتلال لضمها بحسب صفقة القرن المشؤومة.

أمام هذا الوضع الخطير مطلوب من الجماهير والسلطة وضع خطة عاجلة للتصدي لهذا الانفلات الاستيطاني والعنصري الإسرائيلي، الذي يحاول استغلال الوضع بشكل خبيث.
حتى في زمن إعلان الطوارئ وعدم القدرة على الحركة، لا بد من إيجاد مقاومة خلاقة للتصدي لهذا السرطان الاستيطاني، علماً أن «زمن كورونا» لم يعد معروفاً متى سينتهي، هل خلال شهر أو سنة، ولا يمكن الارتهان سوى على ذاتنا من أجل مواجهة الاستيلاء على أراضينا بصمت.

قد يهمك أيضا : 

  صفقة الضم

   صفقة ترامب تخلخل القانون الدولي والعلاقات الدولية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستيطان الصامت والبصاق العنصري في زمن «كورونا» الاستيطان الصامت والبصاق العنصري في زمن «كورونا»



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday