إجراءات ضم الأغوار بدأت فعلياً
آخر تحديث GMT 06:05:23
 فلسطين اليوم -

إجراءات ضم الأغوار بدأت فعلياً

 فلسطين اليوم -

إجراءات ضم الأغوار بدأت فعلياً

عبدالناصر النجار
بقلم : عبدالناصر النجار

كان أهالي قرية كردلة في الأغوار الشمالية يستعدون لسقف مدرسة الصمود والتحدي، وإذ بسلطات الاحتلال تعيد خلاطات الباطون وتمنعها بالقوة من الوصول إلى القرية، في رسالة واضحة، لن يكون هناك بناء فلسطيني جديد في المنطقة... أما جارتها بردلة فقد طالبت سلطات الاحتلال مجلسها القروي بإنزال العلم الفلسطيني من على مقره لأن المنطقة باتت خاضعة للقوانين والسيطرة الإسرائيلية.
كردلة وبردلة القريبتان من الحدود الأردنية وقعت عليهما مصائب الاحتلال منذ الخامس من حزيران ٦٧، حين بدأت الاعتداءات الإسرائيلية من خلال إجراءات العزل وفرض حظر التجوال والتهجير القسري.
إجراءات الاحتلال تصاعدت أيضاً بعد اتفاق أوسلو، فقد حوصرت المنطقة ديموغرافياً وجغرافيا وزراعياً.. سكان القريتين غير قادرين حتى على وضع حجر على حجر لإقامة مساكنهم، حتى الخيام غير مسموح بنصبها.
منذ أسابيع صعدت قوات الاحتلال من اعتداءاتها على كردلة وشقيقتها بردلة وبلدات الجفتلك بشكل خاص والأغوار الشمالية بشكل عام، تصعيد غير مسبوق، فالمنطقة تشهد يومياً عمليات مطاردة ودهم ثم قرارات سريعة بهدم المساكن، وأصبحت معدلات الهدم هي الأعلى يومياً دون رادع.
حتى قبل أشهر كانت إدارة الاحتلال تراقب البناء وتمنع أي تطور عمراني حتى لو كان مسجداً صغيراً أو روضة أطفال أو غرفة صفية من الزينكو.. وكان رجال ما يسمون لجان التنظيم والبناء التابعة لإدارة الاحتلال المدنية يراقبون ويخطرون بالهدم … وفي بعض الأحيان يتركون الفرصة ليتوجه السكان إلى محاكم الاحتلال التي أيضاً كانت تستكمل دائرة الهدم والتهجير بحقهم.
باتت لجان تنظيم الاحتلال لا تفارق المنطقة، على مدار الـ ٢٤ ساعة، تراقب كل حركة، ولا تكتفي بالإخطارات، وإنما تعمد إلى الهدم الفوري دون إنذار… والفئات الأكثر تعرضاً لسياسة التهجير والتطهير العرقي هم الرعاة والعائلات البدوية محدودة العدد التي تقيم في مجموعة من الخرب في المنطقة.
حتى حقول القمح والشعير لم تسلم من جرائم الاحتلال، فالجيش يتعمد إجراء مناوراته العسكرية في المناطق المأهولة والرعوية مستخدماً الذخيرة الحية، وخلال الأسبوع الماضي أحرقت قوات الاحتلال ما يزيد على ١٢ ألف دونم من أراضي الأغوار الشمالية… ومنعت سيارات الإطفاء الفلسطينية من الوصول للمنطقة إلى أن أتت النيران على المحاصيل.
ما يريده قادة الاحتلال هو رؤية الحقول المحترقة لإجبار المزارعين والرعاة على الرحيل.
قبل أيام أيضا، بدأت سلطات الاحتلال إجراءات جديدة منها إزالة اللافتات الحمراء عن المفترقات التي كانت تحذر الإسرائيليين من دخول القرى الفلسطينية، كما أزالت المكعبات الإسمنتية التي تغلق بعض الشوارع الفرعية أو الترابية، اللافتات التي كانت تحمل عبارة مناطق السلطة الفلسطينية أصبحت في خبر كان، بمعنى أن الوجود الفلسطيني غير قائم في المنطقة.
جنود الاحتلال وجهوا تعليمات جديدة لسائقي سيارات النقل العمومي وحتى الخاصة محذرين من أنه مع بداية الشهر المقبل ستكون هناك إجراءات جديدة للحركة والتنقل… وربما الذين لا يحملون بطاقة هوية تؤكد أن مكان إقامتهم هو قرى الأغوار لن يتمكنوا من الوصول أو الدخول لهذه المنطقة.
ضم الأرض دون سكان بمعنى أن السكان سيكون لهم فقط حق الإقامة في المساحات الضيقة لقراهم، بل أكثر من ذلك، وكما تقول مصادر صحافية إسرائيلية فإن الأراضي الفلسطينية الخاصة.. ستصنف تدريجياً أملاك غائبين، ليتم الاستيلاء عليها كما حصل في القدس الغربية وحتى في قرى الجليل والمثلث والنقب عقب النكبة، على الرغم من أن أصحاب الأرض والعقارات موجودون ولكنهم في نظر سلطات الاحتلال غائبون… وبالتالي تتم عمليات المصادرة لصالح سلطات الاحتلال التي ستمررها للمستوطنين فيما بعد أو لإقامة مستوطنات جديدة.
الاحتلال يستخدم سياسة الخطوة خطوة وهي سياسة متبعة منذ العام 67.. يبدأ بإجراءات الضم أو المصادرة مع إعطاء هامش من التحرك، ثم يبدأ تضييق هذا الهامش حتى يصل للمرحلة الأخيرة من السيطرة التامة والتهجير، وخير دليل على ذلك جدار الفصل العنصري، الذي بدأ بمقولة كاذبة تحت مصطلح السياج الأمني ثم مصادرة مساحات شاسعة من الأراضي، ثم السيطرة على مصادر المياه وضمها داخل الجدار، ثم السماح للمزارعين بدخول أراضيهم بتصاريح، ثم تحديد عمر المزارعين المسموح لهم بالدخول وتحديد الأيام المسموحة.. وفي النهاية منع الأهالي من الوصول ثم المصادرة النهائية.
الأغوار بدأت فيها الخطوات الأولى للضم.. وقد يسمح لسكانها أو حتى للعاملين من الخارج بالتحرك المقيد، ثم لن يسمح للسكان من الخارج بدخولها.. ثم تضيق الدائرة على سكان القرى تميداً لتهجيرهم.
قادة الاحتلال يتحدثون اليوم عن ضم 30٪ من مساحة أراضي الضفة أو ما يعادل 50٪ من الأراضي المصنفة «ج» فيما سيمنع أي نشاط أو توسع فلسطيني وخاصة في مجال البناء في النصف الآخر من منطقة «ج».
ومع فرض سياسة الأمر الواقع، فإن جيش الاحتلال وعلى رأسه غانتس يستعد لمواجهة أي تحركات فلسطينية، بمعنى آخر فإن هناك خطة عسكرية موازية لخطة الضم السياسية.. في الوقت الذي لا توجد لدينا نحن الفلسطينيين أي خطة حقيقية للمواجهة.
الرد الفلسطيني يجب أن يكون قوياً، لا كما يدعي عراب صفقة القرن الرئيس ترامب (الذي ستسبب قراراته بإحراق المنطقة عاجلاً أم آجلاً) أن كثيرون يحذرونه من أن أمراً سيئاً سيحدث.. ولكن سارت الأمور بشكل جيد كما حصل في نقل السفارة والاعتراف بالعاصمة الموحدة للاحتلال أو ضم الجولان. ولم يحدث شيء.
مشروع الضم إذا ما طبق فإنه يعني تغيير المعادلة مع الاحتلال بشكل مطلق، مع التأكيد على فقدان سلتنا الغذائية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إجراءات ضم الأغوار بدأت فعلياً إجراءات ضم الأغوار بدأت فعلياً



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday