الرئة الاقتصادية في خطر
أخر الأخبار

الرئة الاقتصادية في خطر!!

 فلسطين اليوم -

الرئة الاقتصادية في خطر

رامى مهداوى
بقلم : رامى مهداوى

مع تركيز العالم على الرئة الصحية للإنسان بسبب تفشي الفيروس التاجي الجديد (COVID-19) لأنه خطر فعلي على حياة الإنسان في جميع أنحاء العالم وتم الاعتراف به على ما هو عليه (حالة طوارئ صحية عالمية)، فإن السؤال الآن هو ما إذا كان يمكن حماية الأرواح وحماية الرئة الاقتصادية في ذات الوقت؟

الفيروس التاجي يخنق الرئة الاقتصادية العالمية. في غضون أسابيع لم تتجاوز الشهرين دفع "كورونا" العالم إلى حافة ركود أشد من الأزمة المالية لعام 2008. يعتمد عمق الانكماش ومدته من كل دولة لدولة وخصوصاً الدول النامية وفلسطين تحديداً لخصوصية الاقتصاد تحت الاحتلال على العديد من العوامل: سلوك الفيروس نفسه، واستجابات الحكومات في تحصين الصحة العامة، والتدخلات الاقتصادية.

نحن نعلم من التاريخ أنه عندما يواجه الاقتصاد العالمي تهديدا مشتركا، فإن الإجراءات السريعة والمنسقة والحاسمة تحدث كل الفرق. هذا بدأ يحدث ولو متأخراً في العديد من البلدان من خلال برامج تحفيز، وخفض الكثير منها أسعار الفائدة، وكشفت مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي عن حزم دعم مالي ضخمة لمساعدة البلدان للتغلب على الأزمة الصحية والحد من الأضرار الاقتصادية.

تابعنا ونتابع من خلال الإعلام الدولي ما قامت به الحكومات من تجميد النشاط الاجتماعي والاقتصادي بشكل فعال في كل أو أجزاء من بلدانها لاحتواء تفشي الفيروس، وإغلاق الشركات غير الضرورية وأمر السكان بالبقاء في منازلهم لأسابيع أو أشهر. وبنهاية شهر آذار كان مليارات الأشخاص حول العالم يخضعون لنوع ما من الإغلاق تم تسميته "الحجر المنزلي".

كانت جميع العيون تنظر الى الرئة الصحية وتناسوا الرئة الاقتصادية، أو بعبارة أدق كان الأمل هو أن الاقتصادات يمكن أن تتوقف عن العمل دون التسبب في اضطرابات شديدة، مثل التوقف التجاري الواسع النطاق أو ارتفاع نسبة البطالة، ثم يعود الاقتصاد بسرعة بعد انحسار المرض. في الأسابيع القادمة، ستحتاج جميع البلدان ـــ حتى تلك التي ليس لديها مريض واحد مصاب بالفيروس التاجي ــــ إلى اتخاذ خطوات سياسية ملموسة لحماية شعوبها والحد من الضرر لاقتصاداتها.

الرئة الاقتصادية بحاجة الى نوعين من التدخلات لإنقاذها متمثلة في تدخلات آنية وأخرى استراتيجية، لهذا وبشكل سريع يتطلب التخفيف من تأثير هذه الصدمة الشديدة بتقديم الدعم لأكثر الفئات ضعفاً. التجربة الصينية كانت من خلال استهداف صانعي السياسة الأسر الضعيفة وبحثوا عن طرق جديدة للوصول إلى الشركات الأصغر على سبيل المثال، من خلال التنازل عن رسوم الضمان الاجتماعي، وفواتير الخدمات.

ومن بين التدابير الأخرى، تضمن ذلك توجيه البنوك للعمل مع المقترضين المتضررين من تفشي المرض؛ تحفيز البنوك على الإقراض للشركات الصغيرة من خلال تمويل خاص من البنك المركزي؛ وتوفير تخفيضات محددة الهدف لاحتياجات البنوك. ويترتب على ذلك آثار مثيرة للقلق بالنسبة للاقتصاد الفلسطيني النامي والتبعي لدولة الاحتلال: من شأن تشديد شروط الائتمان، وضعف النمو، وتحويل الموارد الحكومية لمكافحة التفشي أن تقلل الأموال المتاحة لأولويات التنمية الرئيسية.

كما أن الركود الاقتصادي سيعيق الحرب ضد الفقر المدقع، وقف مساعدات الدول أو تقليصها لدعم الموازنة الفلسطينية سيؤثر على كافة القطاعات التنموية. لذلك من الضروري أن يدرك صانعو السياسة الاقتصادية في فلسطين كيف يمكن أن ينتقل الضرر الاقتصادي من دولة إلى أخرى، وبحالتنا ليس فقط الدول الصديقة وربما أولاً دولة الاحتلال للخصوصية التبعية لها.

قد يهمك أيضا :

قراءة في أوراق الطبيب

بانتظار الفيلم الأميركي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئة الاقتصادية في خطر الرئة الاقتصادية في خطر



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

الملكة رانيا تتألق بعباءة وردية مطرزة بلمسات تراثية تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ فلسطين اليوم
الإطلالات التراثية الأنيقة المزخرفة بالتطريزات الشرقية، جزء مهم من أزياء الملكة الأردنية رانيا ترسم بها هويتها في عالم الموضة. هذه الأزياء التراثية، تعبر عن حبها وولائها لوطنها، وتعكس الجانب التراثي والحرفي لأبناء وطنها وتقاليدهم ومهاراتهم في التطريز الشرقي. وفي احدث ظهور للملكة رانيا العبدالله خلال إفطار رمضاني، نجحت في اختيار إطلالة تناسب أجواء رمضان من خلال تألقها بعباءة بستايل شرقي تراثي، فنرصد تفاصيلها مع مجموعة من الأزياء التراثية الملهمة التي تناسب شهر رمضان الكريم. أحدث إطلالة للملكة رانيا بالعباءة الوردية المطرزة بلمسات تراثية ضمن اجواء رمضانية مميزة يملؤها التآلف، أطلت الملكة رانيا العبدالله في إفطار رمضاني، بعباءة مميزة باللون الوردي تميزت بطابعها التراثي الشرقي بنمط محتشم وأنيق. جاءت عباءتها بتصميم فضف�...المزيد

GMT 08:00 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إدوارد يكشف سبب رفضه البطولة المطلقة
 فلسطين اليوم - إدوارد يكشف سبب رفضه البطولة المطلقة

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 07:07 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء إيجابية ومهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:12 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

جاستين بيبر يغنى للمارة في كندا عام 2007 قبل الشهرة

GMT 23:20 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السورى يستعيد قرية جب عوض وتلة الشيخ محمد

GMT 22:47 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد الأحمد سعيد بحصوله على جائزة عمر الشريف

GMT 17:08 2017 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

كاظم الساهر يؤكد لمن يشوهون صورته سعيه لخدمة وطنه

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday