الرئة الاقتصادية في خطر
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

الرئة الاقتصادية في خطر!!

 فلسطين اليوم -

الرئة الاقتصادية في خطر

رامى مهداوى
بقلم : رامى مهداوى

مع تركيز العالم على الرئة الصحية للإنسان بسبب تفشي الفيروس التاجي الجديد (COVID-19) لأنه خطر فعلي على حياة الإنسان في جميع أنحاء العالم وتم الاعتراف به على ما هو عليه (حالة طوارئ صحية عالمية)، فإن السؤال الآن هو ما إذا كان يمكن حماية الأرواح وحماية الرئة الاقتصادية في ذات الوقت؟

الفيروس التاجي يخنق الرئة الاقتصادية العالمية. في غضون أسابيع لم تتجاوز الشهرين دفع "كورونا" العالم إلى حافة ركود أشد من الأزمة المالية لعام 2008. يعتمد عمق الانكماش ومدته من كل دولة لدولة وخصوصاً الدول النامية وفلسطين تحديداً لخصوصية الاقتصاد تحت الاحتلال على العديد من العوامل: سلوك الفيروس نفسه، واستجابات الحكومات في تحصين الصحة العامة، والتدخلات الاقتصادية.

نحن نعلم من التاريخ أنه عندما يواجه الاقتصاد العالمي تهديدا مشتركا، فإن الإجراءات السريعة والمنسقة والحاسمة تحدث كل الفرق. هذا بدأ يحدث ولو متأخراً في العديد من البلدان من خلال برامج تحفيز، وخفض الكثير منها أسعار الفائدة، وكشفت مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي عن حزم دعم مالي ضخمة لمساعدة البلدان للتغلب على الأزمة الصحية والحد من الأضرار الاقتصادية.

تابعنا ونتابع من خلال الإعلام الدولي ما قامت به الحكومات من تجميد النشاط الاجتماعي والاقتصادي بشكل فعال في كل أو أجزاء من بلدانها لاحتواء تفشي الفيروس، وإغلاق الشركات غير الضرورية وأمر السكان بالبقاء في منازلهم لأسابيع أو أشهر. وبنهاية شهر آذار كان مليارات الأشخاص حول العالم يخضعون لنوع ما من الإغلاق تم تسميته "الحجر المنزلي".

كانت جميع العيون تنظر الى الرئة الصحية وتناسوا الرئة الاقتصادية، أو بعبارة أدق كان الأمل هو أن الاقتصادات يمكن أن تتوقف عن العمل دون التسبب في اضطرابات شديدة، مثل التوقف التجاري الواسع النطاق أو ارتفاع نسبة البطالة، ثم يعود الاقتصاد بسرعة بعد انحسار المرض. في الأسابيع القادمة، ستحتاج جميع البلدان ـــ حتى تلك التي ليس لديها مريض واحد مصاب بالفيروس التاجي ــــ إلى اتخاذ خطوات سياسية ملموسة لحماية شعوبها والحد من الضرر لاقتصاداتها.

الرئة الاقتصادية بحاجة الى نوعين من التدخلات لإنقاذها متمثلة في تدخلات آنية وأخرى استراتيجية، لهذا وبشكل سريع يتطلب التخفيف من تأثير هذه الصدمة الشديدة بتقديم الدعم لأكثر الفئات ضعفاً. التجربة الصينية كانت من خلال استهداف صانعي السياسة الأسر الضعيفة وبحثوا عن طرق جديدة للوصول إلى الشركات الأصغر على سبيل المثال، من خلال التنازل عن رسوم الضمان الاجتماعي، وفواتير الخدمات.

ومن بين التدابير الأخرى، تضمن ذلك توجيه البنوك للعمل مع المقترضين المتضررين من تفشي المرض؛ تحفيز البنوك على الإقراض للشركات الصغيرة من خلال تمويل خاص من البنك المركزي؛ وتوفير تخفيضات محددة الهدف لاحتياجات البنوك. ويترتب على ذلك آثار مثيرة للقلق بالنسبة للاقتصاد الفلسطيني النامي والتبعي لدولة الاحتلال: من شأن تشديد شروط الائتمان، وضعف النمو، وتحويل الموارد الحكومية لمكافحة التفشي أن تقلل الأموال المتاحة لأولويات التنمية الرئيسية.

كما أن الركود الاقتصادي سيعيق الحرب ضد الفقر المدقع، وقف مساعدات الدول أو تقليصها لدعم الموازنة الفلسطينية سيؤثر على كافة القطاعات التنموية. لذلك من الضروري أن يدرك صانعو السياسة الاقتصادية في فلسطين كيف يمكن أن ينتقل الضرر الاقتصادي من دولة إلى أخرى، وبحالتنا ليس فقط الدول الصديقة وربما أولاً دولة الاحتلال للخصوصية التبعية لها.

قد يهمك أيضا :

قراءة في أوراق الطبيب

بانتظار الفيلم الأميركي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئة الاقتصادية في خطر الرئة الاقتصادية في خطر



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday