سلام يا ألبرت سلام
آخر تحديث GMT 11:56:14
 فلسطين اليوم -

سلام يا ألبرت سلام

 فلسطين اليوم -

سلام يا ألبرت سلام

رامي مهداوي
بقلم : رامي مهداوي

كان أول من قابلته عند دخولي جامعة بيرزيت وأنا أبحث عن دائرة القبول والتسجيل ليقول لي النصيحة الأولى بعد أن أرشدني على الطريق، "التعليم في كل مكان واحد ..الرياضيات هي الرياضيات وكتاب الهندسة واحد في كل الجامعات وتدريس اللغات يشبه بعضه ... إحنا هون في بيرزيت بنخرجك بأكثر من شهادة إذا بتحب.. بيرزيت بتعطي مفتاح للعقل والشاطر من يستخدمه.. بيرزيت ما

بتخرج طلاب، بيرزيت بتخرج روّاد في مختلف المجالات". هو ذلك الإنسان الذي لا تنساه إن اجتمعت معه ولو مصادفة، سيترك شيئا ما في عقلك وقلبك وتمضي معجبا به وبمهاراته ولغته وطاقاته المتعددة والأهم بوطنيته المنبثقة من حجارة القدس وبالتحديد من الحي الأرمني. برائحة دخان غليونه تستطيع تتبع أثره أينما ذهب في الجامعة، وعندما تجد مجموعة من الأجانب يلتفون حول شخص

يكون هو ذلك الشخص، في الأزمات يكون هو العلاج، في الفرح تُميز ضحكته، وفي الفكر تُميز تمرده، وفي مواجهة الظلامية يكون عقله النور. سأعترف بأنه كان المعلم والمساند الدائم لي في الجامعة، هو من أعاد صقلي وغير أشياء كثيرة بفهمي للحياة، اعتنى بي كابن له، أسأل فيُجيب، يتحدث فأستمع، أرافقه بفخر عندما تأتي الوفود للجامعة، كل جولة كانت تختلف بالمضمون مع أن

الجامعة هي الجامعة!! يمزج بين السياسة والاقتصاد والفن ونبض الجامعة، يتحدث عن الأديان والتنمية والتاريخ وفضاء بيرزيت. العام 1998 طلبت منه أن يغادر مكتبه مع زملائه في دائرة الإعلام والعلاقات العامة لأننا سنغلق مبنى إدارة الجامعة بالجنازير بسبب رفع أسعار الأقساط، احمرّ وجهه لدرجة الغليان ليرفع صوته عالياً "يا مهداوي يا مهداوي غلط اللي بتعملوه"، أجبته بصوت

مرتفع: "إحنا بنحمي بيرزيت من الرأسمالية، بيرزيت مش للطابق الفوق ــــ أقصد الإدارة ــــ ... بيرزيت النا وهي علمتنا كيف نحميها". ابتسم مُعلمي ابتسامته الشهيرة ليخرج معي وعند درجات مبنى الإدارة صاح قائلاً، "احموها ما تخربوها". في أحد الفصول الصيفية، قام بتدريس مادة الدراسات الثقافية العربية التي تعرف باسم "CS"، وأخيراً التقينا كمعلم وطالب في محاضرة داخل الصف، كان

فكره يفوق الكتاب الذي يدرسه لدرجة أننا كنّا نستمتع ونحن نستمع له أكثر من قراءة النص، يحاورنا دائماً بالقول، أريد التفكير خارج إطار ما هو مكتوب، تعلموا ما هو غير موجود في الكتاب، علينا تشريح العقل العربي من أجل محاولة فهم لماذا تمت كتابة هذا النص!! كان يعلمنا النقد وتفكيك النصوص وليس حفظها!! ليس المهم ما قاله طه حسين أو أمين معلوف، المهم هو لماذا كتب هذا النص

وما هو نقدك ووجهة نظرك؟
مشروع تخرجي كان حول "دور دائرة العلاقات العامة والإعلام في جامعة بيرزيت في نقل رسالتها" ليكون هو رئيس لجنة المناقشة، ويحتد الحوار في جلسة النقاش بخصوص النتائج التي وصلت لها في بحثي بأن هناك نجاحا في صورة بيرزيت خارجياً لكن داخلياً الدائرة بحاجة إلى مزيد من الجهد وخصوصاً بين العاملين والأساتذة والإدارة، مساء ذلك اليوم احتفل بي أكثر مما أنا احتفلت بذاتي

ليأخذني الى مطعم زرياب في رام الله. بعد تخرجي، كنّا نلتقي مصادفة في المؤتمرات التي يتواجد بها كونه المترجم، يتفاخر بأنه ترجم كلمة ما بطريقة أدت الهدف المراد منه وليس بالنص الحرفي، نتحدث عن واقع البلد يتحدث هو بحزن عن القدس، نذهب إلى المقهى معاً يدخن أرجيلة "التمباك" نشرب قهوتنا ثم نجدد فنجانا آخر، نودع بعضنا البعض، "سلام يا مهداوي"، "سلام يا ألبرت سلام".

قد يهمك أيضا :

  توقيع مذكرة تفاهم لتدريب 40 خريجًا من بيت لحم كمرحلة أولى

  العناقيد والإحباط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلام يا ألبرت سلام سلام يا ألبرت سلام



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday