ما الذي يمنع إسرائيل من ضم مناطق فلسطينية
أخر الأخبار

ما الذي يمنع إسرائيل من ضم مناطق فلسطينية؟

 فلسطين اليوم -

ما الذي يمنع إسرائيل من ضم مناطق فلسطينية

أشرف العجرمي
بقلم : أشرف العجرمي

تتضارب تقديرات المحللين والخبراء الإسرائيليين حول نوايا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في تطبيق إعلانه المتكرر بشأن ضم مناطق فلسطينية لإسرائيل وترسيم الحدود من جانب واحد، وهو ما وعد به جمهور ناخبيه من اليمين الإسرائيلي في حملاته الانتخابية الثلاث الأخيرة. فمنهم من يقول إنه سيشرع في تنفيذ سياسته المعلنة بهذا الشأن في شهر تموز القادم، وإنه من ناحية إجرائية يستطيع فعل ذلك ولديه أغلبية في الكنيست والحكومة للمصادقة على مثل هذا القرار، وهو سيستند إلى دعم كتلة اليمين التي تشكل 59 مقعداً، بالإضافة إلى حركة «تيلم» بزعامة موشي يعلون و»إسرائيل بيتنا» بزعامة أفيغدور ليبرمان، فهؤلاء يؤيدون من حيث المبدأ فكرة فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن والمستوطنات، إن لم يكن جميعها فعلى الأقل الكتل الاستيطانية الكبيرة. وهناك من يقول إن الموضوع أعقد بكثير من تصريحات تطلق بغرض الإعلام وكسب الرأي العام، ويمكن أن يترتب على هكذا خطوة ثمن باهظ وتداعيات خطيرة إسرائيل في غنى عنها في هذه المرحلة.

وبالرغم من أن مسألة الضم أدرجت في برنامج الحكومة بشكل واضح، إلا أن المسألة ليست تلقائية وهي مرتبطة بمجموعة من العوامل المساندة التي لا يمكن بدونها الإقدام على إعلان الضم. فما الذي يمنع الحكومة الإسرائيلية من القيام بهذه الجريمة؟

في الواقع هناك أكثر من مانع يمكنه أن يؤثر على القرار الإسرائيلي، أولها بدون شك الموقف الأميركي. فلو قالت الولايات المتحدة لإسرائيل أن تتريث ولا تقدم على الضم سيكون صعباً جداً على الحكومة أن تفعل هذا بدون الضوء الأخضر الأميركي. مع أن هناك من يقول إن الإدارة الأميركية قد أعطت الضوء الأخضر الفعلي من خلال تصريح وزير الخارجية مايك بومبيو الذي قال إن اتخاذ قرار بشأن ضم أجزاء من الضفة الغربية يعود في نهاية المطاف لإسرائيل. ولكنه في نفس التصريح قال إن الإدارة الأميركية ستبلغ إسرائيل بموقفها بشكل غير معلن، بمعنى أنه قد يكون هناك موقف مغاير أو متحفظ. وعلى الأغلب سيتأثر الموقف الأميركي بعوامل داخلية واعتبارات انتخابية وعوامل تتعلق بمصالح الولايات المتحدة الخارجية وربما بعض حلفائها في المنطقة.

العامل الثاني الذي قد يردع نتنياهو من الاستعجال في اتخاذ قرار بالضم هو تيقنه من تداعيات خطيرة على علاقاته مع العالم العربي، وخاصة مع الدول التي لها اتفاق سلام مع إسرائيل وبالذات الأردن. فهناك تهديد أردني بتجميد الاتفاق مع إسرائيل في حال أقدمت على ضم غور الأردن، وليس واضحاً كيف يمكن أن يكون الموقف الأردني بعد أزمة «كورونا» والمشاكل الاقتصادية الكبرى التي يعاني منها الأردن وعدد من دول المنطقة.
والعامل الفلسطيني قد يكون مؤثراً في حال توصل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى تقدير موقف جدي بأن خطوة الضم قد يترتب عليها انهيار للوضع الأمني القائم، بما يشكل خطراً حقيقياً على إسرائيل وحالة الاستقرار التي تعيشها خصوصاً في ظل مرحلة «الكورونا» والأزمة الاقتصادية التي تعصف بها مع ازدياد معدلات البطالة والركود الاقتصادي. وللأسف فتصريحات ومواقف السلطة لم تعد موضع خشية لدى الأجهزة السلطوية الإسرائيلية، ولم يعد هؤلاء يأخذونها على محمل الجد. بل إن التخوف الحقيقي هو من انهيار السلطة الفلسطينية وحدوث حالة فوضى أمنية عارمة.

أما العامل الدولي، فلم يعد مؤثراً في السياسة الإسرائيلية لأن حكومة نتنياهو تعودت على لغة الشجب والاستنكار والرفض التي لا يترتب عليها اي ثمن تدفعه إسرائيل نتيجة لممارساتها الاحتلالية وانتهاكها الفظ لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقضية الفلسطينية. وبالرغم من الرفض الدولي الواضح والقاطع لفكرة ضم إسرائيل لمناطق فلسطينية من جانب واحد، إلا أنه لا يبدو أن العالم سيتخذ خطوات فعلية ضد هذه السياسة، وربما تلجأ بعض الدول لرفع مستوى تمثيل دولة فلسطين. ولكن من المستبعد على سبيل المثال أن يقوم الاتحاد الأوروبي بخطوة كبيرة وجماعية بهذا الاتجاه أو باتجاه فرض عقوبات على إسرائيل.
والأقرب للواقع أن حكومة إسرائيل ستحاول استغلال فرصة وجود دونالد ترامب في رئاسة الولايات المتحدة لتنفيذ حلمها بالتخلص من حل الدولتين مرة وإلى الأبد، بعملية تقضي على أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً وقابلة للحياة على الأراضي المحتلة منذ العام 1967  وعاصمتها القدس الشرقية. وقد تلجأ إلى ضم رمزي لبعض المستوطنات أو الكتل الكبيرة.

مع ذلك لا تزال لدينا فرص لا بأس بها للعمل على إضعاف هذه الاحتمالية وقطع الطريق عليها. وهذا يمكن أن يحصل إذا استطعنا أن نعيد هيبتنا وجدارتنا، وجدية مواقفنا. وهذا يبدأ بوضع خطة مستعجلة وجدية للخطوات التي سننفذها فعلياً رداً على الضم، وتكون متناسبة مع حجم هذه الجريمة وعملياً توضح بشكل قاطع أن ما بعد الضم يختلف بشكل كامل ومطلق مع ما قبله، وترسل هذه الخطة إلى كل الجهات الإقليمية والدولية بما فيها الدول العربية وأوروبا والأمم المتحدة وكذلك إسرائيل. وعندما تتيقن كل الجهات بأن الفلسطينيين سيقلبون الطاولة سيبدأ تحرك جدي وستأخذ الحكومة الإسرائيلية الأمور على محمل الجد، وعندها نراهن على ردنا وليس على احتمالات قد لا تحدث.

قد يهمك أيضا : 

    «كورونا» لا يردع التطرف الإسرائيلي

حكومة الطوارئ الإسرائيلية: الضم والعنصرية ونتنياهو

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي يمنع إسرائيل من ضم مناطق فلسطينية ما الذي يمنع إسرائيل من ضم مناطق فلسطينية



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 07:42 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحتاج إلى الانتهاء من العديد من الأمور اليوم

GMT 10:33 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 10:08 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

ديكور شرقي وكلاسيكي في منزل نجوى كرم في لبنان

GMT 12:49 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تعرف على موعد عرض مسلسل "شديد الخطورة" على" watch it"

GMT 19:50 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

هاجر سامي تعبر عن مشاعر رقيقة في إليك

GMT 03:11 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

ديكورات خشبية مميزة وتصاميم عصرية لعام 2018

GMT 12:09 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

ارفعوا أياديكم عن محمد صلاح

GMT 09:06 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المشاجرة بين الأم وأولادها المراهقين ظاهرة صحية

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday