مشروع الضم القادم الحاجة إلى هجوم مضاد
أخر الأخبار

مشروع الضم القادم: الحاجة إلى هجوم مضاد

 فلسطين اليوم -

مشروع الضم القادم الحاجة إلى هجوم مضاد

أشرف العجرمي
بقلم : أشرف العجرمي

ليس واضحاً ما الذي ستفعله الحكومة الإسرائيلية في تطبيق خطة ضم أراضٍ فلسطينية، فحتى اللحظة لا يوجد ضوء أخضر أميركي، وهناك معارضة دولية متعاظمة لمبدأ ضم أي جزء من الأراضي المحتلة بشكل أحادي الجانب وبدون اتفاق مع الفلسطينيين، والتخوفات من أن يؤثر قرار الضم على علاقات إسرائيل مع الدول العربية وخاصة تلك التي لها اتفاقات سلام مع دولة الاحتلال وفي مقدمتها الأردن، كما أن المعارضة الإسرائيلية في أوساط النخب القيادية خارج الكنيست تزداد وضوحاً وقوة  وتتبدى في سلسلة من المقابلات والمقالات والدراسات التي نشرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية، بما فيها الحركة الشعبية التي توجت بتظاهرة قوى السلام الحاشدة في تل أبيب في السادس من الشهر الجاري. ويرجح قسم من المحللين السياسيين أن يقوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بضم جزئي لبعض الكتل الاستيطانية. ولكن لا أحد حتى الآن لديه معلومات بشأن ما يعتزم نتنياهو فعله، وهذا ينطبق على وزراء حكومته وعلى أجهزته الأمنية. وربما نتنياهو نفسه لم يقرر بصورة نهائية ماذا يريد أن يفعل بانتظار الاتفاق مع الإدارة الأميركية. ولكن - حسبما يقول- فإنه لا يريد تفويت الموعد المقرر لبدء عملية الضم في الأول من تموز، حتى لو كان ذلك بشكل رمزي.

على كل حال لا يبدو أن الحكومة الإسرائيلية ستتراجع عن الضم وأن المسألة مرتبطة فقط بالتوقيت والحجم. وهذا يفرض على الفلسطينيين البحث في خياراتهم في مواجهة هذا المشروع. صحيح أن الرئيس أبو مازن والقيادة اتخذوا قراراً بالتحلل من الاتفاقات مع إسرائيل. ولكن لا توجد خطة فلسطينية مفصلة لما يتوجب فعله تبعاً لهذا الموقف. فهناك أسئلة كثيرة ينبغي الإجابة عليها في هذا السياق، وهي أسئلة محقة وتتعلق بمصالح الناس الحيوية اليومية وبمستقبل القضية، وجزء منها يتعلق بآليات التعامل مع الوضع الجديد الناشئ. وهناك سؤال جوهري يتعلق بالانقسام: ما الذي يجب فعله لإنهاء الانقسام وتوحيد الشعب والقيادات والوطن في مواجهة مشروع الضم الاستيطاني المجرم. وكيف يمكننا أن نواجه خطراً بهذا الحجم في ظل مشاريع مختلفة ومتناقضة، بعضها يريد دولة في الوطن المحتل وبعضها يضرب فكرة الدولة ويبحث عن كيانات منفصلة. هذا الكلام يبدو مكرراً مرة تلو الأخرى ولكن مسؤولية القيادات هي إيجاد الحلول حتى لو لم تستطع معالجة كل شيء بصورة كاملة بناء على الإمكانيات المتاحة.

بعض القادة صرحوا بأنه في حال أقدمت إسرائيل على الضم سنعلن عن دولة فلسطينية تحت الاحتلال في الأراضي المحتلة منذ الرابع من حزيران عام 1967، وسنقوم بإنشاء مجلس تأسيسي وأمور من هذا القبيل، والسؤال هنا: ما التغيير الذي سيطرأ على وضع الحكومة والوزارات والمؤسسات، هل ستبقى تقوم بوظائفها الحالية؟ وكيف يمكن أن يتحمل الاحتلال المسؤولية عن احتياجات المواطنين الفلسطينيين في دولة فلسطين المحتلة؟ وكيف يمكن أن نجبر إسرائيل على العودة لتولي مسؤولياتها كسلطة احتلال؟.

نحن نرفض خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بكل تفاصيلها، فهي وبحق لا تصلح حتى للنقاش كفنتازيا عبثية، ومجرد قبول الحوار على أساسها هو في حد ذاته يمثل خسارة كبيرة لا يمكن القبول بها. ولكن هناك حاجة لوضع خطة تفصيلية بديلة، بحيث لا تكون خطة ترامب هي المشروع الوحيد على الطاولة. وفي هذا قد يقول قائل إن موقفنا واضح وقد تم التعبير عنه في الكثير من المناسبات وهو ينطلق من المبادرة العربية للسلام، كما أن الإدارات الأميركية السابقة تعلمه بوضوح في جولات المفاوضات العديدة. وهذا صحيح، ولكن عندما تطرح خطة جديدة وعندما يدير أمور السياسة في الولايات المتحدة أناس جاهلون ولا علاقة لهم بهذا الإرث الطويل من الحوارات والمفاوضات السياسية منذ مؤتمر مدريد وحتى اليوم، وعندما تتبدل الأمور في عدد لا بأس به من دول العالم بما فيها الشقيقة والصديقة، تبرز ضرورة طرح مشروع فلسطيني بديل خلاق يجيب عن كل القضايا المطروحة ويفند الخطة التي لا تقترب بأي حال من الحد الأدنى المطلوب لعملية سلام جدية.

أصدقاؤنا في العالم بمن فيهم بعض الدول الأوروبية المهمة التي ترفض مشروع الضم وخطة ترامب، وتوجه إنذارات لإسرائيل بأنها ستتحمل تبعات خطوات أحادية الجانب، تطالبنا بوضع خطة فلسطينية بديلة حتى لا تكون خطة ترامب الوحيدة على الطاولة وفي الفراغ السياسي الكبير الذي حصل منذ تولي نتنياهو رئاسة الحكومة قبل أكثر من عشر سنوات. ربما تكون هناك حاجة حقيقية للخروج من حالة الرفض السلبي إلى هجوم إيجابي مسلح بخطة واقعية تتحدث بالتفصيل الممل عن رؤيتنا لكيفية تحقيق الحل السلمي المنشود، حتى لو كنا ندرك أنه لا يمكن أن يتم قبولها، وعندما يطلب من أحد أن نتفاوض على خطة ترامب نقول: هذه خطتنا التي نحن مستعدون للتفاوض على أساسها.

الهجوم المضاد ضرورة، ليس لأن الموقف الفلسطيني خاطئ، بل على العكس لتسليح القيادة والشعب بأدوات للدفاع الجيد عن النفس، وكما يقولون "الهجوم خير وسيلة للدفاع"، وأيضاً لتسليح حلفائنا وأصدقائنا بموقف يساعدهم في رفض خطة ترامب وتقديم البديل الواقعي. 

قد يهمك أيضا :

إنهاء الاتفاقات مع إسرائيل: ما هو وضع غزة؟

هل يتحول الضمّ إلى لعنة على إسرائيل؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشروع الضم القادم الحاجة إلى هجوم مضاد مشروع الضم القادم الحاجة إلى هجوم مضاد



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أناقة ياسمين صبري على الشاطئ من الأبيض الكلاسيكي إلى الألوان المبهجة وجولات الموضة لا تتوقف

القاهرة ـ فلسطين اليوم
النجمة المصرية ياسمين صبري مع كل ظهور لها عبر حسابها على انستجرام، تنجح في لفت الانتباه بإطلالاتها الجذابة التي تبدو خلالها أنيقة واستثنائية، كما أن إطلالاتها على الشاطئ تلهم المتابعات لها باختيارات مميزة يسرن من خلالها على خطى نجمتهن المفضلة، فدعونا نرصد أجمل الأزياء التي ظهرت بها ياسمين على الشاطئ من قبل وتناسب الأجواء النهارية والمساء أيضًا. إطلالات باللون الأبيض تناسب أجواء الشاطئ من وحي ياسمين صبري النجمة المصرية خطفت الأنظار في أحدث ظهور لها خلال تواجدها في المالديف؛ بإطلالة ناعمة للغاية ظهرت فيها بفستان أبيض بتصميم عملي ومجسم ووصل طوله حتى منطقة الكاحل، مع الحمالات الرفيعة وفتحة الصدر غير المنتظمة، وتزين الفستان بفتحة ساق جانبية طويلة، كما أكملت أناقتها باكسسوارات ناعمة وأنيقة اللون الأبيض حليف ياسمين صبري في ...المزيد

GMT 08:54 2025 الإثنين ,07 إبريل / نيسان

مي عمر تكشف أسرار مشاهد رقصها في "إش إش"
 فلسطين اليوم - مي عمر تكشف أسرار مشاهد رقصها في "إش إش"

GMT 08:16 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

موقع "تويتر" يفضح مستخدميه وينتهك خصوصيتهم

GMT 14:26 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 00:38 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

مجموعة من أجمل أماكن السياحة في باريس للعائلات

GMT 13:03 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس البرلمان العربي يهنئ السودان برفع العقوبات

GMT 22:00 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

هاني شاكر يفتتح مهرجان الموسيقى العربية بأجمل أغانيه

GMT 15:50 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

مشاكل عصبية الأطفال والتعامل معها

GMT 08:12 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

مادة في سموم الحشرات تعالج الصدفية غير قابل الشفاء

GMT 11:33 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

توقيف 16 شخصًا في قضية سرقة كيم كارداشيان في باريس

GMT 05:12 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ممثلة أميركية تقضي أعياد الميلاد مع اللاجئين لنصرة قضيتهم

GMT 01:01 2015 الأحد ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنتظر أسطورة محمد رمضان

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday