محاربة «صفقة القرن» أهمية الصوت اليهودي والإسرائيلي
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

محاربة «صفقة القرن»: أهمية الصوت اليهودي والإسرائيلي

 فلسطين اليوم -

محاربة «صفقة القرن» أهمية الصوت اليهودي والإسرائيلي

أشرف العجرمي
بقلم :أشرف العجرمي

بالرغم من الخطورة الكبيرة التي تمثلها الخطة الأميركية «صفقة القرن» على الحقوق الوطنية الفلسطينية الثابتة والمعترف بها دولياً والمتضمنة في عدد كبير من قرارات الأمم المتحدة، وعلى مستقبل المنطقة برمته، إلا أنها من ناحية أخرى عرت الولايات المتحدة وعزلت موقفها على المستوى الدولي، إلى درجة فاجأت الإدارة الأميركية

وأحبطتها وأحدثت فيها ارتباكات من حجم المعارضة الدولية للخطة التي رفضها الاتحاد الأوروبي ورفضتها الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والقمة الإفريقية، وسترفضها الأمم المتحدة حتى لو أحبطت الولايات المتحدة صدور بيان أو قرار من مجلس الأمن. واللافت للنظر هو موقف اليهود في العالم وحتى في إسرائيل من «

الصفقة»- المؤامرة، فعدد كبير من الشخصيات اليهودية القيادية في الولايات المتحدة رفض الصفقة، بمن فيهم مرشحو الرئاسة عن الحزب الديمقراطي أمثال السناتور بيرني ساندرز الذي قال إن هذه خطة غير مقبولة، ولن تؤدي سوى إلى استمرار الصراع، وأن أي صفقة سلام يمكن قبولها لابد وأن تتسق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

كما اعتبرتها جماعة «إن لم يكن الآن» اليهودية الأميركية «خطة مفلسة تماماً» وهي خطة للاحتلال والسيطرة العسكرية الإسرائيلية الدائمة، وانها ببساطة استمرار لاستراتيجية ترامب منذ توليه منصبه والمتمثلة في حرمان الفلسطينيين من حقوقهم وانكار هويتهم وقمع إرادتهم. ورفضتها منظمة الـ»جي ستريت» واسعة الانتشار في أميركا.

وحتى شخصيات تحدثت ضدها سلفاً في مؤتمر منظمة «الإيباك». وهذه الأصوات مهمة في تعرية موقف الإدارة الأميركية حتى لو لم تكن مواقفها تتطابق مع الموقف الفلسطيني، فعلى الأقل هؤلاء يتحدثون عن حل الدولتين التقليدي حفاظاً على مصالح إسرائيل، ويرون في «صفقة» ترامب تهديداً لوجود إسرائيل كدولة ذات أغلبية يهودية

تحظى بالأمن والاستقرار والاعتراف من جيرانها. وهناك معارضون إسرائيليون بعضهم أرسل رسائل إلى الإدارة الأميركية تعبر عن رفضهم للخطة، وبعضهم أرسل رسائل إلى الاتحاد الأوروبي، ليس فقط ليعبر عن رفض الخطة، بل باتخاذ إجراءات فورية للرد على قيام إسرائيل بضم أراض فلسطينية. وبالمناسبة المعارضة لخطة ترامب تأتي من

اليسار واليمين المتطرف، فاليسار يرى أنها خطر وستؤدي إلى نظام أبرتهايد ولن تقود إلى حل بل إلى تعقيد الصراع، وتشكل خطراً على مستقبل إسرائيل، وهؤلاء يؤيدون حل الدولتين على حدود عام 1967، أما اليمين العنصري فهو يرفض فكرة التخلي عن قسم كبير من الضفة الغربية لصالح دولة فلسطينية، وهم يرفضون مبدأ قيام دولة

فلسطينية حتى لو كانت دولة مسخاً. وما يهمنا هنا هو الموقف الأقرب للموقف الفلسطيني والحريص على تحقيق السلام على أساس مبادئ الشرعية الدولية. صحيح أن طرح خطة ترامب قد أشعل الغضب الفلسطيني، وفي إطار هذا الغضب تضمن الخطاب الشعبي لغة تعميم أقصوية. والبعض أدان المرحلة التاريخية السابقة بما ذلك رفض مبدأ

المفاوضات والحل السلمي، والبعض طالب بالتخلي عن فكرة إقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة منذ العام 1967، والذهاب نحو الدولة الواحدة ولا شيء سواها، وفي الواقع يمثل الخطاب الذي يتنكر للقرارات الدولية والإجماع الذي حصل حول الحقوق الوطنية الفلسطينية حالة عدمية تصب في خدمة إسرائيل ومشروع الضم الذي تتبناه الآن

بدعم من الإدارة الأميركية. ولنتذكر جميعاً أن فشل ترامب دولياً كان بسبب خرقه للقانون الدولي، وهو السبب في معارضة العالم لخطته، وإذا تخلينا نحن طواعية عن هذا السلاح فلن نجد أحداً معنا. وفي نهاية المطاف لن تقوم دولة واحدة كما يحلم البعض، بل ستأخذ إسرائيل ما تريد من مناطق تضمن لها أغلبية يهودية راسخة وتترك الفلسطينيين

لمصيرهم، وحتى لو رمينا المفاتيح كما نقول فلن ترجع إسرائيل لتولي أمورنا وتضمنا إليها في دولة واحدة. من هنا، من المهم جداً أن نسعى لخلق جبهة فلسطينية- إسرائيلية وإقليمية ودولية ضد «صفقة» ترامب ومبنية على قرارات الشرعية الدولية التي تضمن لشعبنا حق تقرير المصير والدولة المستقلة على الأراضي المحتلة منذ الرابع من

حزيران من العام 1967، بعيداً عن التطبيع العربي مع إسرائيل، فالحديث عن دعم إسرائيليين لحقوقنا ولحل الدولتين مفيد جداً في تعرية ترامب ونتنياهو على السواء، ولكنه لا يعني فتح البوابات بين إسرائيل والعالم العربي كما تريد بعض الأنظمة. فوضعنا تحت الاحتلال له خصوصية ويختلف عن أي علاقة يمكن أن تنشأ مع إسرائيل الدولة المحتلة،

والتي تنكل بالشعب الفلسطيني وتريد ضم أراضيه وشطب حقوقه. وفي نفس الوقت مقاومة التطبيع العربي لا يجب أن يشمل حلفاءنا على الجبهة الإسرائيلية الذين يعارضون سياسة حكومتهم ومشروع ترامب، والذين مواقفهم متقدمة حتى عن بعض المواقف العربية في رفضها لهذا المشروع، حتى لو كان ذلك من منطلق الحرص على مصلحة إسرائيل كما يرونها.

قد يهمك أيضا  :

مولود ترامب المشوّه: الهدف هزيمة الرواية الفلسطينية

المشروع الأميركي: المأساة في الواقع الفلسطيني الداخلي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاربة «صفقة القرن» أهمية الصوت اليهودي والإسرائيلي محاربة «صفقة القرن» أهمية الصوت اليهودي والإسرائيلي



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday