قذائف الطاعون والكورونا
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

قذائف الطاعون والكورونا !

 فلسطين اليوم -

قذائف الطاعون والكورونا

توفيق أبو شومر
بقلم : توفيق أبو شومر

إن حالة الهلع من وباء الكورونا، أعادتني إلى عصور الانغلاق الفكري والثقافي، قبل عصر التنوير.«في عام 1564م أعدمَ مجلسُ الكنيسة (الكرادلة) في جنيف أربع عشرة امرأة، بسبب نشرهن مرض الطاعون بالتعازيم السحرية، وفي عام 1609م اجتاح فرنسا ذُعرٌ، بسبب شائعة؛ الشياطين احتلت المكان، وحولت البشر إلى كلابٍ ينبحون، شرع الناس ينبحون في الشوارع، ما اقتضى أن تُعيَّن في برلمان (بوردو) لجنةٌ لبحث هذا الموضوع» (كتاب تاريخ الحضارة، لول ديورانت صفحة 226 جزء 28)

إن أعراض وباء (الطاعون) حين اجتاح أوروبا عام 1347م هي أعراض مرض الكورونا بالضبط، كلاهما يشتركان في ارتفاع درجة حرارة الجسم، السعال، ضيق التنفس، والإنهاك، والقيء، وإصابة الرئتين والكليتين، ينتقل مرضُ الطاعون بواسطة بكتيريا تُصيب الفئران، ثم تنقلها البراغيث والحشرات اللاسعة للإنسان. ثم ينقلها الإنسان للإنسان بالملامسة، والعطس، والسعال!طورت دولٌ عديدةٌ، خلال الحرب العالمية الثانية، مخزونات هائلة من بكتيريا الطاعون، لاستعمالها في الحروب، أسس اليابانيون الوحدة (731) المختصة بالأسلحة الجرثومية. أصاب هذا الوباءُ الصينيين والكوريين في الحرب العالمية الثانية.

خلال الحرب العالمية الثانية أيضا عمل الاتحاد السوفيتي، وأميركا على امتلاك مخزونات هائلة من بكتيريا الطاعون، وهو التهديد الأخطر في العالم، لأن هذه البكتيريا يمكن إطلاقها عن بعد، من أسلحة خاصة، في الغابات الشاسعة، في صورة معلبات من الفئران والبراغيث، دون أن تلفت الانتباه.في عام 2017، أي قبل ثلاثة أعوام جرى اكتشاف وباء الطاعون في الكونغو، مدغشقر، البيرو،إن توحيد العالم، وإسعاده، والنهوض به، كما يدَّعي أباطرةُ الألفية الثالثة، هي شعاراتُ برَّاقة للتغرير فقط بجماهير الألفية المضلَّلينَ، إن حالة الهلع ليست من قبيل الحرص على حياة البشر بقدر الحرص على تطويع الجماهير في العالم واحتلالها بلا تكلفة بطريقة جديدة، تختلف عن طريقة الاحتلال التقليدي بالجيوش، لكي تُحقق أرباحا تجارية عالمية.

ما يجري اليوم هو حربٌ عالمية كبيرة، أكثر خطورة من كل الحروب السابقة!هذه الحرب الجديدة لم تؤثر على الحواس الخارجية فقط، بل أصابت مراكز الإحساس عند البشر، صار الأصحاءُ يَشكّون في صحتهم، ويعتقدون بأنهم مرضى، حتى يستشيروا الأطباءَ، ويستهلكوا منتجات الألفية!
 إن الغاية من حالة الهلع هي استهلاك منتجات الألفية المصابة بالكساد، منذ عقود طويلة، مثل كمامات الوقاية، وأجهزة فحص الحمى، ومنتجات شركات الدواء!
حالة الهلع الراهنة ضرورية كذلك لإخضاع الدول المتمردة على النظام العولمي التجاري، المُصمَّم في (منظمة التجارة العالمية)، وذراعها الباطش، شركات الإعلام الرقمية الكبرى!
حالة الهلع مطلوبة لإزالة آثار مخلفات القضايا الوطنية، وهي معوقات صياغة (القطيع) ليحل مكانها أهم ركن، وهو الرعب من المرض، فلا شيء يَنْظِم قُطعان الجماهير المُضلَّلة سوى الخوف من الموت!!
أخيراً، إن أخطر الأسئلة في خضم حالة الهلع السائدة هو :
هل خرج هذا السلاح المصنوع في المختبرات العسكرية عن مشيئة صانعيه، وتمرَّد عليهم، ودخل حدود بلادهم، وصار خطيراً على صانعيه؟
أم أنه لا يزال تحت السيطرة، سينتهي عندما يُحقِّق مسيّرو العالم الاقتصاديون أهدافَ صانعيه وناشريه؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قذائف الطاعون والكورونا قذائف الطاعون والكورونا



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday