قرية فلسطينية هدمت 176 مرة
آخر تحديث GMT 06:05:23
 فلسطين اليوم -

قرية فلسطينية هدمت 176 مرة!

 فلسطين اليوم -

قرية فلسطينية هدمت 176 مرة

توفيق أبو شومر
بقلم - توفيق أبو شومر

 إنها قرية فلسطينية في النقب، سأعيد الكتابة عنها، لأنها تستحق أن تكون شعار قرى فلسطين، وما أكثر قصص المدن والقرى الفلسطينية المناضلة!
أعادتْني هذه القريةُ إلى ذكرى بلدتَي إقرث وكفر برعم، هاتان القريتان تقعان في الجليل الأعلى، سرد الكاتب، كوبي نيف في صحيفة هآرتس، يوم 3-12-2016 مسلسل تهجير السكان الفلسطينيين في هاتين القريتين قال: "أمر الجيش الإسرائيلي سكانَ قريتَي إقرثْ، وكفر برعم عام 1948 أن يُخلوا بيوتهم، ويرحلوا عنها لضرورات أمنية مدة أسبوعين.
لم يُسمح لهم بالعودة بعد أسبوعين، امتدَّ الإخلاءُ من أسبوعين إلى ثلاث سنوات، لجأ أهل القريتين بعد ثلاث سنوات، من المماطلة إلى المحكمة العليا، أصدرتْ المحكمةُ أمرا بالسماح لهم بالعودة، ثم تراجعتْ المحكمة عن قرارها، ثم دمرت الطائراتُ الإسرائيلية عام 1953 كل قرية كفر برعم، ثم وُزعتْ أراضي القريتين على المستوطنين، وفي عام 1972 في عهد حكومة غولدا مائير رفضتْ المحكمةُ التماسهم بالعودة، ثم جددوا الالتماس للمحكمة العليا عام 1981، رفضت المحكمة الالتماس بسبب تقادم الزمن! شكَّل إسحق رابين، عام 1993 لجنة لفحص الشكوى، أوصت بعودة سكان القريتين، رفضتْ المحكمةُ قرار اللجنة". انتهتْ شهادة الكاتب عن القريتين بجملةٍ جامعةٍ مانعة: "إن التواطؤ والخداع بين الحكومة والمحكمة هو جوهر العمل في إسرائيل".
لم يستسلم سكان القريتين، بل واصلوا الطلب بالعودة حتى في عهد حكومة نتنياهو، ففي عام 1998 أمر نتنياهو، وزير العدل، تساحي هنغبي، بأن يرفض طلب عودةِ سكان القريتين، حتى لا يكون ذلك سبباً لتشجيع سكان كل قرى فلسطين المهجَّرين بالعودة مرة أخرى!
ما حدث لقريتي إقرث وكفر برعم كُرِّر في قرية عنقاء فلسطين أو عنقاء النقب، العراقيب، هي تبعد عن مدينة رهط ستة كليومترات، امتلكها أهلُها بوثائق رسمية قبل إعلان قيام إسرائيل، في العهد العثماني، أمر الاحتلالُ سكانَها بإخلائها مؤقتا، مدة ستة شهور، عام 1951 بحجة التدريبات العسكرية، ثم مُددت فترة الإخلاء عدة أشهرٍ أخرى، ثم استولى عليها صندوقُ أراضي إسرائيل، ثم حُظر على أهلها دخولُها.
إن القصص نفسَها تتكرر في اغتصاب الأرض الفلسطينية، مع الاختلاف في آليات وطرق التنفيذ!
بدأ مسلسل هدم قرية عنقاء النقب، أو عنقاء فلسطين وتشريد أصحابها يوم 27-10-2010، هذه العنقاء هُدمَتْ خلال تسع سنوات، حتى منتصف شهر آب 2019 مائة وتسعة وأربعين مرة، كان مالكوها الفلسطينيون يعودون إلى السكن فيها، إلى أن ابتدع المحتلون (حِيلة جديدة) وهي من أبشع قوانين العنصرية في العالم، تتمثل هذه العنصرية في إجبار مالكي الأرض الفلسطينيين المدمَّرةِ بيوتُهم، على أن يدفعوا تكاليف هدمها 149 مرة، قُدِّرت تكاليف الهدم بمليون وستمائة ألف شيكل.
أبطالُ العنقاء هم قبيلة أبو مديغم الفلسطينية، أما شيخُ القبيلة فهو، صيَّاح الطوري، سُجن تسعة شهور لأنه رفض إخلاءها، هو ممنوعٌ من دخولها.
أما نحن، فقد أُصيب كثيرٌ من مواقع الأخبار الفلسطينية بالملل، وتوقفت عن نشر أخبار هدم القرية حفاظاً على (النخوة) الفلسطينية والعربية، ومنعاً للإحراج والإزعاج، وأصبحت أخبار قرية العراقيب أخباراً ثانوية، لا تستثيرُ كثيرين، للأسف!
شكراً، جمعية ذكريات (زوخوروت)الإسرائيلية، لأنها توثق مسلسل الهدم باستمرار، وتسرد قصة عنقاء النقب، أو عنقاء فلسطين بثلاث لُغات، العربية، الإنجليزية، العبرية!
لم تعد العراقيب قرية كما قرى العالم، بل إنها أسطورة ليست خيالية، كما الأساطير، بل هي تُلخِّص أسطورة العنقاء، الطائر المتجدد، الخالد إلى الأبد لأنه يولد من الرماد، إنها تحكي أبشع جرائم الاحتلال!
تذكروا: آخر رصد لعدد مرات هدم قرية العراقيب، حتى يوم 5-3-2020 هو مائة وستة وسبعون مرة، ولايزال مسلسل الهدم متواصلاً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرية فلسطينية هدمت 176 مرة قرية فلسطينية هدمت 176 مرة



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday