الساخرون من آبائهم
أخر الأخبار

الساخرون من آبائهم!

 فلسطين اليوم -

الساخرون من آبائهم

توفيق أبو شومر
بقلم : توفيق أبو شومر

برزت في وسائل الإعلام الاجتماعية ظاهرة خطيرة، بخاصة في فلسطين، وهي بذر الكراهية في نفوس الشباب لآبائهم وأجدادهم، وتحطيم ماضيهم، بالسخرية من طول أعمارهم، ومن قسمات وجوههم.
للأسف نشر أحدهم، يبدو أنه منسوبٌ لأحد الأحزاب الفلسطينية المعتمدة على الولاء والطاعة، الخالية من أية ثقافةٍ وطنية، نشر هذا الشابُ جدولا بأسماء مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، نشر في مُقابلِ أسمائهم عددَ سنواتِ أعمارهم، ثم تركَ هذا الناشرُ مساحاتٍ للتعليقات الساخرة.
ظهرت التعليقات الساخرة التالية، وهي ليست كل التعليقات:

«عليهم أن يتركوا الأمور لغيرهم، بعد أن أصبحت وجوههم مملوءة بالشوارع والمنعرجات» قال آخرُ ساخراً: «متى سننعاهم جميعا»، للأسف، نالت التعليقات السابقة إعجاب كثيرين!!
ما أكثر ما قرأتُ عن الحركة الصهيونية! لم أجد سخريةً أو استهزاءً مشحوناً بالكُره، والحقد، على مؤسسي الحركة، وعلى طول أعمارهم، وجدتُ فقط نقداً أكاديمياً لتعديل مسار هذه الحركة، وتغيير أهدافها،
يا ويلنا! هكذا يُكافئ الأبناءُ الفلسطينيون آباءهم! هل نعتبرُ ما سبق خللاً يمكن إصلاحُه، أو أنه مرضٌ خطير، يؤشِّر على عيبٍ في تاريخنا الفلسطيني النضالي، وبخاصة في تثقيف الشباب الفلسطينيين؟!
إن المستهزئين بالآباء هم مُنوَّمونَ موجَّهُونَ، يُنفذون خطةً خطيرة، ومؤامرةً على قضيتنا الفلسطينية العادلة، هذه المؤامرة هي جزءٌ من سلسلة مؤامرات، بدأت بمحاولة محو تاريخنا الفلسطيني الحضاري كلِّه، ثم سرقة هذا التاريخ، ونسبته إلى المحتلين الغاصبين.

 سَرق منا محتلو أرضنا رموزَ نهضتنا، تراثَنا، ومكتباتِنا، ووثائقَنا، ثم شرعوا يُشككون في عُلمائنا، ومفكرينا، وأدبائنا بتلطيخ سمعتهم، وتأليف النقائص في سيرتهم، وتزييف إبداعاتهم، كجزءٍ رئيس من مُخطط يهدف كلُّه إلى إزالة هذا التاريخ الفلسطيني الناصع!

هذه المؤامرة لا تقتصر على فلسطين، بل طالت كل بلاد العرب، فقد حاولوا تشويه سمعة كثيرين من زعماء العرب المخلصين!
في المقابل فإنني أرى أن أعداءنا يُجلون، يحترمون، ويقدسون آباءهم الأولين، يرسخون سيرهم في الكتب التعليمية، يوثقون نضالهم في أفلامٍ وصور، لأن هذا الإجلال والاحترام والتقدير للآباء هو الطريقُ للاستفادة من تجاربهم، والبناء عليها للنهوض والتطور والرقي.

ما أكثر الأمثلة على ذلك، أبرز مثال على ذلك هو رئيس دولة إسرائيل السابق، شمعون بيريس، الذي نسي أن يموت، كما قال، مات في الثالثة والتسعين من عمره، 2016م، لم يسخر منه أبناؤه الشباب، ولم يجعلوه هزءاً في صفحات التواصل الاجتماعية، بل اعتزوا به، أسموه حكيم إسرائيل، طلب مشورَته رؤساء الدول الكبرى، واعتزوا بصداقته!
أما موشيه أرنس عضو حزب الليكود، المتوفى عن أربعة وتسعين عاماً فقد تولى رئاسة وزارة الجيش ثلاث مرات، صار وزيرَ خارجيةٍ، وسفيراً، ثم أصبح محاضراً في كلية التخنيون، ثم مسؤولاً عن الأبحاث في مجال الطيران وهو في التسعين، ترك وراءه سيرة حياةٍ حافلةً بالعمل.

ما أكثر الزعماء ممن اقتربت أعمارهم من قرنٍ لايزالون يوزعون خبراتهم على شباب وطنهم، إن معظم رؤساء العالم حين يتركون مناصبهم يُشكلون خلايا عسلٍ فكريةً، مثل الرئيس الأندونيسي، مهاتير محمد، هو اليوم في الخامسة والتسعين لايزال في قمة عطائه.
سأظلُّ أرددُ قولاً مشهوراً يُنسب لنابليون بونابرت، زعيم المكارثية السياسية، حين قال: «جردوا الأمم مِن تاريخِها، يسهُل ابتلاعُها»! يمكنني أن أنحتَ قولاً جديداً:
«اسخروا من تاريخ آبائكم، يسهُل احتلالُكم، وقهرُكم»!

قد يهمك أيضا :

   في انتظار «أبو خريطة» الإسرائيلي!

   هل النِّفاقُ مِلحُ الشعراءِ؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الساخرون من آبائهم الساخرون من آبائهم



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

الملكة رانيا تتألق بعباءة وردية مطرزة بلمسات تراثية تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ فلسطين اليوم
الإطلالات التراثية الأنيقة المزخرفة بالتطريزات الشرقية، جزء مهم من أزياء الملكة الأردنية رانيا ترسم بها هويتها في عالم الموضة. هذه الأزياء التراثية، تعبر عن حبها وولائها لوطنها، وتعكس الجانب التراثي والحرفي لأبناء وطنها وتقاليدهم ومهاراتهم في التطريز الشرقي. وفي احدث ظهور للملكة رانيا العبدالله خلال إفطار رمضاني، نجحت في اختيار إطلالة تناسب أجواء رمضان من خلال تألقها بعباءة بستايل شرقي تراثي، فنرصد تفاصيلها مع مجموعة من الأزياء التراثية الملهمة التي تناسب شهر رمضان الكريم. أحدث إطلالة للملكة رانيا بالعباءة الوردية المطرزة بلمسات تراثية ضمن اجواء رمضانية مميزة يملؤها التآلف، أطلت الملكة رانيا العبدالله في إفطار رمضاني، بعباءة مميزة باللون الوردي تميزت بطابعها التراثي الشرقي بنمط محتشم وأنيق. جاءت عباءتها بتصميم فضف�...المزيد

GMT 08:00 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إدوارد يكشف سبب رفضه البطولة المطلقة
 فلسطين اليوم - إدوارد يكشف سبب رفضه البطولة المطلقة

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 07:07 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء إيجابية ومهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:12 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

جاستين بيبر يغنى للمارة في كندا عام 2007 قبل الشهرة

GMT 23:20 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السورى يستعيد قرية جب عوض وتلة الشيخ محمد

GMT 22:47 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد الأحمد سعيد بحصوله على جائزة عمر الشريف

GMT 17:08 2017 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

كاظم الساهر يؤكد لمن يشوهون صورته سعيه لخدمة وطنه

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday