الساخرون من آبائهم
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

الساخرون من آبائهم!

 فلسطين اليوم -

الساخرون من آبائهم

توفيق أبو شومر
بقلم : توفيق أبو شومر

برزت في وسائل الإعلام الاجتماعية ظاهرة خطيرة، بخاصة في فلسطين، وهي بذر الكراهية في نفوس الشباب لآبائهم وأجدادهم، وتحطيم ماضيهم، بالسخرية من طول أعمارهم، ومن قسمات وجوههم.
للأسف نشر أحدهم، يبدو أنه منسوبٌ لأحد الأحزاب الفلسطينية المعتمدة على الولاء والطاعة، الخالية من أية ثقافةٍ وطنية، نشر هذا الشابُ جدولا بأسماء مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، نشر في مُقابلِ أسمائهم عددَ سنواتِ أعمارهم، ثم تركَ هذا الناشرُ مساحاتٍ للتعليقات الساخرة.
ظهرت التعليقات الساخرة التالية، وهي ليست كل التعليقات:

«عليهم أن يتركوا الأمور لغيرهم، بعد أن أصبحت وجوههم مملوءة بالشوارع والمنعرجات» قال آخرُ ساخراً: «متى سننعاهم جميعا»، للأسف، نالت التعليقات السابقة إعجاب كثيرين!!
ما أكثر ما قرأتُ عن الحركة الصهيونية! لم أجد سخريةً أو استهزاءً مشحوناً بالكُره، والحقد، على مؤسسي الحركة، وعلى طول أعمارهم، وجدتُ فقط نقداً أكاديمياً لتعديل مسار هذه الحركة، وتغيير أهدافها،
يا ويلنا! هكذا يُكافئ الأبناءُ الفلسطينيون آباءهم! هل نعتبرُ ما سبق خللاً يمكن إصلاحُه، أو أنه مرضٌ خطير، يؤشِّر على عيبٍ في تاريخنا الفلسطيني النضالي، وبخاصة في تثقيف الشباب الفلسطينيين؟!
إن المستهزئين بالآباء هم مُنوَّمونَ موجَّهُونَ، يُنفذون خطةً خطيرة، ومؤامرةً على قضيتنا الفلسطينية العادلة، هذه المؤامرة هي جزءٌ من سلسلة مؤامرات، بدأت بمحاولة محو تاريخنا الفلسطيني الحضاري كلِّه، ثم سرقة هذا التاريخ، ونسبته إلى المحتلين الغاصبين.

 سَرق منا محتلو أرضنا رموزَ نهضتنا، تراثَنا، ومكتباتِنا، ووثائقَنا، ثم شرعوا يُشككون في عُلمائنا، ومفكرينا، وأدبائنا بتلطيخ سمعتهم، وتأليف النقائص في سيرتهم، وتزييف إبداعاتهم، كجزءٍ رئيس من مُخطط يهدف كلُّه إلى إزالة هذا التاريخ الفلسطيني الناصع!

هذه المؤامرة لا تقتصر على فلسطين، بل طالت كل بلاد العرب، فقد حاولوا تشويه سمعة كثيرين من زعماء العرب المخلصين!
في المقابل فإنني أرى أن أعداءنا يُجلون، يحترمون، ويقدسون آباءهم الأولين، يرسخون سيرهم في الكتب التعليمية، يوثقون نضالهم في أفلامٍ وصور، لأن هذا الإجلال والاحترام والتقدير للآباء هو الطريقُ للاستفادة من تجاربهم، والبناء عليها للنهوض والتطور والرقي.

ما أكثر الأمثلة على ذلك، أبرز مثال على ذلك هو رئيس دولة إسرائيل السابق، شمعون بيريس، الذي نسي أن يموت، كما قال، مات في الثالثة والتسعين من عمره، 2016م، لم يسخر منه أبناؤه الشباب، ولم يجعلوه هزءاً في صفحات التواصل الاجتماعية، بل اعتزوا به، أسموه حكيم إسرائيل، طلب مشورَته رؤساء الدول الكبرى، واعتزوا بصداقته!
أما موشيه أرنس عضو حزب الليكود، المتوفى عن أربعة وتسعين عاماً فقد تولى رئاسة وزارة الجيش ثلاث مرات، صار وزيرَ خارجيةٍ، وسفيراً، ثم أصبح محاضراً في كلية التخنيون، ثم مسؤولاً عن الأبحاث في مجال الطيران وهو في التسعين، ترك وراءه سيرة حياةٍ حافلةً بالعمل.

ما أكثر الزعماء ممن اقتربت أعمارهم من قرنٍ لايزالون يوزعون خبراتهم على شباب وطنهم، إن معظم رؤساء العالم حين يتركون مناصبهم يُشكلون خلايا عسلٍ فكريةً، مثل الرئيس الأندونيسي، مهاتير محمد، هو اليوم في الخامسة والتسعين لايزال في قمة عطائه.
سأظلُّ أرددُ قولاً مشهوراً يُنسب لنابليون بونابرت، زعيم المكارثية السياسية، حين قال: «جردوا الأمم مِن تاريخِها، يسهُل ابتلاعُها»! يمكنني أن أنحتَ قولاً جديداً:
«اسخروا من تاريخ آبائكم، يسهُل احتلالُكم، وقهرُكم»!

قد يهمك أيضا :

   في انتظار «أبو خريطة» الإسرائيلي!

   هل النِّفاقُ مِلحُ الشعراءِ؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الساخرون من آبائهم الساخرون من آبائهم



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday