تسريبات مخترعي صفقة القرن
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

تسريبات مخترعي صفقة القرن!

 فلسطين اليوم -

تسريبات مخترعي صفقة القرن

توفيق أبو شومر
بقلم : توفيق أبو شومر

إنَّ ما رشحَ من ردّ فعل زعماء إسرائيل إزاء صفقة القرن، يُثبت أنَّ صفقة القرن ليست مبادرة أميركية، كما يُشاع، بل هي مُختَرَع جديد في معامل الدبلوماسية الإسرائيلية، ولكن، عبر وسطاء من اللوبيات الموالية لها، أما الأميركيون فعليهم أن يتبنوها، وأن يُروجوا لها، وأن يُثيروا الاهتمام العالمي بها كمفاجأة صادرة من أقوى دولة في العالم! أول التسريبات التي تؤيد ما سبق، أن مسؤول

الحركة الاستيطانية  الأبرز في إسرائيل، وهو يوسي داغان، سافر يوم 26-1-2020، إلى أميركا لمقابلة الرئيس ترامب! يوسي داغان، ليس قائداً إسرائيلياً لأبرز مؤسسة استيطان فقط، بل هو جمهوري نشط في حملة دونالد ترامب الانتخابية، سيستعين في أمريكا بطاقم من المسيحانيين الإنجيليين المؤيدين لإسرائيل، لكي يقوم بتعديل آخر طبعة من صفقة القرن، قبل إعلانها! قال عن

الصفقة، قبل سفره: "يجب أن نُثني على الرئيس ترامب، لأن الصفقة تاريخية!!" كيف عرف، أنها تاريخية، وهو لا يعلم تفاصيلها؟!! أما عن الصحيفة المركزية الإسرائيلية، المكشوف عنها الحجاب، والتي لا تنطق عن الهوى!! وهي صحيفة، "إسرائيل هايوم،" التي يملكها الملياردير، شلدون أدلسون، وهو مُسيِّر نتنياهو، وزعيمه، هو جمهوري أميركي، من أكبر المقربين لدونالد ترامب، وداعم

لحملته الانتخابية بالمال. كشفت هذه الصحيفة يوم 25-1-2020 قبل الإعلان عن تفاصيل الخطة، أرباح إسرائيل من هذه الصفقة: "أعلنت السلطة الفلسطينية، أنها ضد صفقة القرن، هذا رائعٌ ! لأنه سيمنح إسرائيل فرصة تاريخية، تُشبه فرصة، حرب الأيام الستة، عام 1967م، حينما غيرنا الحدود الإسرائيلية. فإذا وافقتْ إسرائيل على الصفقة، بحيث تضم إسرائيل المناطق الواردة في الصفقة؛

فإن هذا يعني، إنهاء حل الدولتين، وموت الحركة الوطنية الفلسطينية" انتهى الاقتباس. تعلَّم الإسرائيليون من تجاربهم السابقة، راهنوا على أحد أبرز ردود أفعالنا السريعة، وهي أننا سنرفض! وسيكون رفضنُا ربحاً صافياً لهم، نجحت إسرائيل في قرار تقسيم فلسطين، رقم 181 يوم 29-11-1947، وتمكنت من الحصول على نسبة أكبر في قرار التقسيم 55%  بينما حصل الفلسطينيون على 43

% على الرغم من أن الفلسطينيين يشكلون 70% من السكان! لم يكن ذلك عشوائياً، بل كان مُخطَّطَا له من اللوبي اليهودي في العالم، فقد تابع مسؤولو الوكالة اليهودية، قبل تأسيس إسرائيل اللجنة الأممية المكلفة قرار التقسيم، (اليونسكوب) وتغلغلوا فيها، ضغطوا على الدول المشتركة في اللجنة، وهي إحدى عشرة دولة. وضعتْ اللجنةُ ثلاثة حلول: دولة ذات أغلبية عربية. الثاني، حل الدولتين.

الثالث، حل دولة واحدة ثنائية القومية. بعد حوالى تسع سنوات من قرار التقسيم، وبعد أن سوَّقت إسرائيل للعالم؛ بأن الفلسطينيين رفضوا القرار، نشر رئيس الوزراء الأسبق، ووزير الخارجية، موشيه شاريت، نص رسالة سرية كان قد بعثها إلى بن غوريون، قبل التصويت على القرار، وقبل تأسيس إسرائيل: "ستصوت مع قرار التقسيم  25 دولة من دول العالم، وسترفضه 13 دولة، ستمتنع 17

عن التصويت، وستغيب دولتان". كانت النتيجة النهائية بعد متابعة الوكالة اليهودية للجنة، وللدول المشاركة فيها كما توقَّع، موشيه شاريت، ما يدل على الكفاءة في المتابعة، وليس على قراءة الغيب في السياسة! ما سبق لا يعني أن يوافق الفلسطينيون على صفقة القرن، بل يعني أن نُغيِّر ردودَ أفعالنا التقليدية السالفة، المتمثلة في الشعارات الخطابية، والمهرجانات، والندوات، وبيانات الشجب

والاستنكار، فالدبلوماسية في عالم اليوم لم تعد شعاراتٍ وبلاغة خطابية، ومبادئ أخلاقية، وتوقُّعات غيبيَّة، فهي عِلمٌ وفنٌ، تعتمد على كشف مناطق القوة والضعف عند الخصوم، وآليات التأثير في القرارات قبل صدورها، هي اليوم أحد أمضى أسلحة منظمة التجارة العالمية!.

قد يهمك أيضا :  

  عميد كليات البُخلاء!

اجتنبوا الحالة (الترامبية) !

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسريبات مخترعي صفقة القرن تسريبات مخترعي صفقة القرن



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday