كلاب، لِشَمّ اللُعاب
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

كلاب، لِشَمّ اللُعاب !

 فلسطين اليوم -

كلاب، لِشَمّ اللُعاب

توفيق أبو شومر
بقلم : توفيق أبو شومر

إنَّ إعادة ضبط الأفراد، والدول، والمؤسسات هو المطلوبُ تحقيقُه، وفق نغمة جديدة، تتلاءم مع إيقاع وباء الـ»كورونا»، من أبرز التغييرات السريعة التي حدثت بموافقة الجميع، أنَّ مراكز العبادة في الديانات السماوية الثلاث، في عالم ما بعد الـ»كورونا» ينبغي إغلاقها وتجنبها، كذلك انتهى عصر الشيوخ، والكهنة، والحاخامين كموجهين ومرشدين، أما المرشدون فهم إعلاميو الألفية الثالثة، والأطباء، وعلماء المختبرات العلمية!أما الخبر العاجل الطريف في إسرائيل، بوصفها من أسرع الدول استفادة من تجاربها، تدريب الكلاب البوليسية على شمّ رائحة المصابين بالـ»كورونا»، بتدريبها على تمييز لُعاب المصابين بالـ»كورونا»، لإجبارهم على الحجر المنزلي، فقد صدرت التعليمات لشعبة تدريب الكلاب في الجيش الإسرائيلي، (أوكتز) للبدء في هذا المشروع! (صحيفة أروتس شيفع 31-3-2020م)

في الوقت نفسه، عقدت الشركات الإسرائيلية اتفاقيات تعاون دولية في مجال المختبرات، فقد عقد الموقع الإلكتروني الإسرائيلي، MYHeritage في تل أبيب، اتفاقا مع أكبر الشركات الصينية، الكبرى BGI باستقدام أسطول جوي من الصين إلى إسرائيل لدعم الفحص السريع للـ»كورونا»، بحيث يصل عدد عينات الفحص إلى مائتي ألف عينة.

(صحيفة جورساليم بوست 28-3-2020م)
هذا الموقع الإلكتروني الإسرائيلي أسسه شابٌ اسمه، Gilad Gaphet العام 2003 في غرفة نومه إلى أن أصبح اليوم من أشهر المواقع الإلكترونية العالمية، حيث صُنِّف من أشهر عشرة مواقع عالمية صاعدة منذ العام 2013م، يتابعه اثنان وسبعون مليون متابع.كذلك غيَّرتْ أجهزةُ الاستخبارات العسكرية مساراتها التقليدية في تعقب السلاح والإرهاب، وأصبحت تتعقب الأدوات الخاصة بالفحص، والمعدات والخبرات الطبية، بدلا من تعقُّب المنافسين والمعارضين السياسيين، هذا بالضبط ما فعله جهاز الموساد الإسرائيلي، قام الموساد بأول عملية سرية يوم 18-3-2020 لغرض الحصول على الأدوات الطبية الخاصة بمعامل التحاليل الطبية، لأنها أهم أسلحة العصر، كلَّف نتنياهو، رئيس الموساد، يوسي كوهين بشراء أجهزة الإنعاش والتنفس الصناعية، نجح الموساد في الحصول على مائة ألف وحدة خاصة بتحاليل الـ»كورونا»!

إنَّ ما حدث في دول الاتحاد الأوروبي بسبب الـ»كورونا» يُعتبر هزّة كبيرة لنظام الاتحاد الأوروبي، فالبريكست البريطاني كان انفصالا سياسيا تجاريا، أما في زمن ما بعد الـ»كورونا» سيصير الاتحاد التجاري تقليدا بائدا بين دول الاتحاد، سيحل محله التعاون العلمي والبحثي!كذلك فإن إعادة الضبط اقتضت أن تُشكل لجان خاصة بالكوارث والطوارئ في العالم، في أوقات الحروب، والزلازل، والأوبئة لتصبح هذه اللجان لجانا رئيسة مركزية، ليست لجانا ثانوية برستيجية، كما جرت العادة في كثير من الدول غير المجهزة للطوارئ.

ن إعادة الضبط تقتضي أن يتولى قيادة التوجيه في زمن الكوارث مايسترو إعلامي كفء، وألا يُترك المجال للاجتهادات الشخصية، ما يقود إلى أبشع الكوارث حين تنتشر البلبلة، فينهار الاقتصاد، وتنتشر الفوضى!

الإعلامُ في زمن الكوارث يختلف عن الإعلام في زمن الاستقرار، فالإعلام في زمن الكوارث ليس ناقلا محايدا كما يحدث غالبا في زمن الرفاه، والسلم، بل هو إعلام موجه، له رسالة وهدف مُحدد، يمكن اختصاره في مقولة:
(نقل الحقائق والمعلومات الضرورية، مع التوجيه، والترشيد، والتقويم، دون إثارة الرعب والبلبلة).
لتحقيق هذه المقولة يجب أن يتوفر في إعلام الطوارئ المطلوبات الآتية:
استحداث لجنة إعلامية وطنية مكونة من الجهات الإعلامية الرسمية، ومن وسائل الإعلام المختلفة، ومن استشاريين في مجال الرأي والإعلام من المختصين وذوي الخبرة، ومن الجمعيات والمؤسسات غير الحكومية، بحيث تنبثق عن الجميع خلية تتولى توزيع الرسالة الإعلامية المطلوبة على كل وسائل الإعلام.
ومن أبرز المطلوبات في أوقات الأزمات، تشجيع العمل التطوعي الشعبي المنظم، مثل التطوع في مجال النظافة، حفظ الأمن، توزيع المؤن والأدوية على المحتاجين، مع الاستعانة بالجمعيات المختصة بالنساء لغرض ترشيد الاستهلاك في مجالات الماء والغذاء!
العمل على استحدث برامج للتعليم عن بعد، ودمج المتطوعين للمساهمة في تعليم الأبناء خارج الفصول الدراسية التقليدية، أي في المنزل، وإعداد الآباء ليكونوا معلمين للأبناء، باستخدام البرامج الرقمية.
أخيراً فإن الشهادات المعتمدة عالمياً ستكون هي الشهادات الرقمية، مثل شهادة التوفل باللغة الإنجليزية، وشهادة، دلف باللغة الفرنسية، أما شهادات المدارس والجامعات التقليدية، ستصبح أوراقا تُعلق في بيوت الدول النائمة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلاب، لِشَمّ اللُعاب كلاب، لِشَمّ اللُعاب



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة

GMT 18:08 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

سانتياغو سولاري في حيرة بسبب خط الوسط قبل مواجهة "العين"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday