غريب على طاولات الآخرين
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

غريب على طاولات الآخرين

 فلسطين اليوم -

غريب على طاولات الآخرين

زياد خداش
بقلم : زياد خداش

درست في جامعة بيرزيت فصلاً واحداً، من شتاء ١٩٨٢، لم أستطع أن انحاز لفصيل معين بسبب طبيعتي التي لا تؤمن بالأبيض والأسود، كنت أميل بقوة إلى فكرة أن الجمال والحقيقة موجودان في كل شخص بعيداً عن موقعه الحزبي أو العائلي.

كان الانحياز إلى فصيل معين شرطاً للاندماج الطبيعي في الحياة الجامعية وكنت وحيداً أترمى بين طاولات الرفاق والإخوة الفتحاويين والديمقراطيين والشيوعيين، كلهم نظروا لي بريبة ولسان حالهم يسأل بحيرة وغيظ: ما الذي يفعله هذا غير الواضح في الجامعة؟

بقيت متلهفاً وعطشانَ للصحبة الصافية طيلة الفصل أترنح على حدود الأصدقاء الرائعين الموزعين بين الفصائل والذين حاولت أن اقترب منهم، لكنهم لم يبادلوني ذات اللهفة.
تركت بيرزيت حزيناً وذهبت إلى اليرموك الأردنية وهناك واجهت نفس الطاولات والعيون الباردة والسؤال: هذا طالب غير واضح، لماذا يجلس بيننا؟

عشت هناك ست سنوات من (اللاوضوح) أو من الإيمان بأن الحقيقة ليست موجودة في أي مكان، ساعدني ضياع (شوبنهاور) على الوقوف في صف الحيرة ومصاحبة اللاتأكد، أمضيت كل وقتي غارقاً في قراءة الروايات الأميركية واليابانية (وكانت بالصدفة معظمها تنتهي نهايات مفتوحة على اللايقين، حيث لا شر كامل ولا خير كامل) في مكتبة الجامعة وهناك وجدت معناي وموقعي ولامعرفتي، أعطاني الأدب هويتي الحقيقية التي ما زلت بارتباك أعتز بها: الحقيقة غير قابلة للاحتكار. التفاصيل الجوهرية والحقيقية في الرمادي لا في الأسود ولا في الأبيض.

في إربد العظيمة مدينة جامعتي وصلت باضطراب إلى رؤية واضحة: الحياة أوسع وأعقد من أن نفهمها من خلال حزب أو عائلة. ولكن......
حتى في حرب الحدود هذه لا تبدو الحقيقة واضحة، فربما أكون حقاً ربحت طمأنينة ومتعة الإقامة على الحدود، ولكني خسرت جمال الصحبة ودفء الإقامة في الجماعي ومتعة وهم امتلاك فهم العالم.

قد يهمك أيضا : 

 صـمـت الـكـامـيـرات!

روحك التي من إنهاكٍ وانتهاك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غريب على طاولات الآخرين غريب على طاولات الآخرين



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday