لستُ وباءً أنا التفاصيل الصغيرة
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

لستُ وباءً.. أنا التفاصيل الصغيرة !

 فلسطين اليوم -

لستُ وباءً أنا التفاصيل الصغيرة

زياد خداش
بقلم : زياد خداش

لستُ وباءً، أنا التفاصيلُ الصغيرة.. كان يمكن أن آتيكم على هيئة زلزال أو تسونامي، لكن سبباً واحداً منعني من ذلك؛ هو أنني أخاف على الأطفال، نعم أنا لا أقتل الأطفال. لستُ هيئةً قضائية، لست رباً يحاكم ويفتش. هل تريدون أن تعرفوا من أنا بالضبط؟
أنا التفاصيل الصغيرة:
أنا الحب الذي ابتذلتموه وركبتموه، وحولتموه إلى جحش ومال وجرائم.
أنا العجوز الثمانيني، الأب الجالس تحت الشمس أمام البيت، دون أن يكلمه أو يسمعه أحد.
أنا أسئلة الأطفال التي لم نسمعها ولم نهتم بها.
أنا الجمال العظيم لامرأة بسيطة، تم ركلها بعد امتصاصها.
أنا عذاب الأطفال اللاجئين في العالم على التلفاز، ونحن نذرف عليهم دمعةً ثم نمضي إلى النوم العميق ..
أنا لستُ وباءً، أنا التفاصيل الصغيرة!
 أنا العيون المرعوبة أمام رصاصة شوفينية تدّعي أنها مندوبة الله على الأرض! أنا الجبال العظيمة التي تخليتم عنها، أنا السنبلة الحزينة.
لست وباءً، أنا التفاصيل الصغيرة!
أنا اليأس الطويل في وجه أُم عجوز عظيمة لم يعد لها في الحياة ما تفعله.
أنا وجع الرجال عزيزي النفس الذين يعودون إلى البيت بلا ألعاب أو طعام لأطفالهم..
أنا تعب العقل الذي لا يفهم ما يدور حوله في جسد أطفال الاحتياجات الخاصة.
أنا الموت الصعب لكائن طيب قتلته كلمة،
أنا انسحاب الرجال الفظيع أمام تغيّر أصدقائهم بعد المنصب الكبير!
أنا الحقائق المقلوبة حين تصبح التفاهة بطلاً والسخافة إلهاماً؛ أنا انهيار الموسيقى العالية التي لم تستطع أن تنهي حرباً.. أنا عجز الشجرة عن الكلام حين تقترب جرافة البلدية..
 أنا الكلام الجميل الذي لم نقله في الوقت المناسب، أنا الرغبة بتدمير العالم في عقل طفلٍ يموت الآن بالسرطان ..
أنا الفدائي الهائل الذي عاد إلى بلده لكي يعتقله البلد .. انا سر العاهرة الشريفة النبيلة، أنا اعتذار البحر وهو يأكل  الأطفال والآباء والأمهات.
انا كذبات الرؤساء؛  أنا تاريخ العالم المزيف ..
أنا دماغ آينشتاين الذي لا يستحقه العالم.. أنا سماجة ابتسامة الوزير أمام الكاميرا وهو يفتتح مشروعاً وهمياً .. أنا سفالة رجال الأمن وهم ينتزعون مناضلاً من عين أبنائه..
لست وباءً، أنا التفاصيل الصغيرة!
أنا الحكايات الذهبية التي سرقها روائي مهم من كاتب شاب.. أنا وجه الطفل الذي حرقته الطائرة.. أنا نظرة الخوف والانكسار من عاملة تنظيف أمام أحمق متأنق..
أنا لست وباءً، أنا التفاصيل الصغيرة!
أنا وجع النساء الوحيدات اللواتي يمتن بهدوء في المصحات والمشافي ولا يسأل عنهن أحد؛ أنا الأسود الحزين في باصات المدن البيضاء..
لست وباءً..

قد يهمك أيضا :

   قـصـائـد مـتـعـثـرة

الحرب التي لا تموت أبداً بالحرب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لستُ وباءً أنا التفاصيل الصغيرة لستُ وباءً أنا التفاصيل الصغيرة



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday