خدعة صغيرة كبُرت كثيراً
آخر تحديث GMT 15:59:33
 فلسطين اليوم -

خدعة صغيرة كبُرت كثيراً!

 فلسطين اليوم -

خدعة صغيرة كبُرت كثيراً

زياد خداش
بقلم : زياد خداش

لن أنسى هاشم وتوفيق، صاحبَي أشهر محل فلافل في مخيم الأمعري، ارتبط اسمهما بي ارتباط رائحة فلافلهما المذهلة في أوائل السبعينيات بقلبي قبل فمي، كنت طالباً في المرحلة الابتدائية بمدرسة الامعري الثانية برام الله، كانت المدرسة قد تعاقدت مع هاشم وتوفيق على بيع  ساندويشات الفلافل لطلاب المدرسة الثلاثمائة.

 في(الفرصة) استراحة التلاميذ الاولى كان هاشم وتوفيق يقفان في ساحة المدرسة الواسعة أمامها كراتين ممتلئة بالساندويشات اللذيذة المضغوطة على حبتي فلافل وقطع بندورة مغمسة بالطحينية وقليل من الشطة بانتظار هجوم الأفواه بعد ثلاث حصص من الاوامر والضرب والصراخ والتفتيش. لم يكن هناك نظام طابور أمام ملاكيّ أفواهنا، كنا نتجمع فوق بعضنا البعض بالمئات أمامهما وخلفهما وبينهما مادين أيادينا الصغيرة بالليرة المعدنية.

كانت فوضى عارمة غير عادلة ابداً، هناك من كان عاجزاً عن الوصول للكراتين وهناك من يصل دون أن يدفع عن قصد أو بسبب التدافع.
بعد فترة حدث شيء غريب لي؛ ما أن يرن جرس( الفرصة) كنت تلقائياً أُدخل يدي في جيبي لأخرج الليرة ولا أجدها، باكياً كنت ارتمي تحت المقاعد باحثاً عن ليرتي.
حدث هذا أكثر من مرة وكنت أضطر لجوعي الشديد وعشق قلبي لساندويشات هاشم وتوفيق إلى ان اندس بين المئات من التلاميذ ماداً يدي المفتوحة وأنا أصيح : أعطيتك عمي أعطيتك والله أعطيتك فأحصل على الساندويش وأهرب الى آخر الساحة ألتهم خديعتي وأنا أرتجف خوفاً.

عشرات الساندويشات حصلت عليها بهذه الطريقة وكان لغز ضياع نقودي محيراً بالفعل لي ولأبي والمعلمين.
  اكثر من أربعين سنة مرت على خداعي وارتجافاتي وساندويشاتي المذهلة.

كان شعوري بالذنب ينمو بهدوء كلما رأيت ابن هاشم الذي كان عندي طالباً في المدرسة التي كنت أعلّم فيها الطلاب صدق الاحساس  والتصالح مع النفس وعدم الخداع.
 قبل سنة واحدة فقط كنت اصافح صديقاً لي كان يعمل وكيل وزارة سابقاً وكان صديقي وزميل مقعد واحد في المدرسة:
- (كيفك ابو الزوز. اسمع بدي اعترفلك بشغلة امبارح كنت أنا ومرتي نلعب لعبة الاعترافات. فاعترفت لها اني كنت أسرق مصاري لولاد في المدرسة. اوع تزعل هههههه). ووضع ضاحكاً في يدي العشرة شواكل  التي سرقها مني ومضى وضحكته تأكل شارع السهل.

ودون أن افكر أسرعت إلى حيث يعمل طالبي المؤدب ابن هاشم، وضعت في يده العشرة شواكل حاكياً له القصة بالتفصيل.
خرجت من عند الطالب إلى ( فلافل عبده) اشتريت عشر ساندويشات  وأمام الناس شرعت في التهامها دون ارتجاف.
في الليل وصلتني رسالة من صديقي وطالبي ابن هاشم.

- أستاذي الجميل لأنك علمتني الصدق في كل شيء والشجاعة في مواجهة العالم بالحقيقة، سأروي لك الحكاية التي سردها ابي لي ولأشقائي قبل موته، ابي وزميله توفيق كانت يعرفان من أعطاهما النقود ومن لم يعطهما من التلاميذ، لكنهما كانا يدعيان عدم المعرفة تعاطفاً منهما مع التلاميذ غير المقتدرين، وحين ألححنا أنا وأشقائي على أبي لذكر أسماء التلاميذ الذين كانوا يغشون، رفض أبي أن يفصح، لكنه قال لي جملة غريبة يا أستاذي أريدك أن تعينني في تحليلها:
لقد أعطاك أحد هؤلاء الغشاشين الصغار أضعاف ما أخذ مني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خدعة صغيرة كبُرت كثيراً خدعة صغيرة كبُرت كثيراً



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday