بقلم : زياد خداش
أحبُ فكرة أنكِ تجلسين مثلي في غرفتك وحيدةً حد الغضب على عيد، لا يشبه نفسه.
أحب ولعَك المفاجئَ بكأس عرق تعبينه عبّاً، وتعترفين لي في خضمّه، أنني أشبه رجلاً لن تحبيه.
أحب فكرة بكائك المباغت في عرس ابن عمك، وضحكك المعتوه في جنازة خالتك.
أحب كتفيك المثقفين حين ينام عليهما كتاب، ولا أحب الكتاب.
أحب فكرة أن القميص الأبيض، الذي اشتريته لك من حيفا لم يعجبك، وأنك أخفيت عني ذلك لحساسية رجل من برج السرطان.
أحبك باطنيةً لدرجة أن تشدك حد الرقص قدم قذرة لطفل عار في صورة التقطها سائح بدين، في بقعة أرض إفريقية تقع خارج الزمن.
أحب حلمك بالتجوال في مدن العالم، تتحرشين بعيون شعراء ومغني (التروبادور) في حي غجري فقير بإسبانيا الهائلة، ولا تكترثين بنار السيجارة وهي تحرق إصبعك، وثيابك.
أحبك هكذا، تماماً هكذا، هدامةً وغير مسماة وترحالية وغير موجودة وخالية من كل شيء سوى باريس في الثلاثينيات، وصورة انتحاري فلسطيني وقعتِ في حب عينيه الزرقاوين، الذاهبتين في رحلة انغلاق أخيرة، وصوت الليل في النهار، وفكرة قطار تائه سيمر من غرفتك، وقصص غسان كنفاني، وحلم الوقوع في غرام جاك كروياك، والموسيقى.
أحبك هكذا، بيدين ملطختين دوماً بالحبر والغضب والوعود، وشجار وبكاء متواصلين مع الأم، وحذاء رخيص، وعطر ثمين مسروق من حقائب سيدات فارغات، وموقف صلب من التطبيع، وولع غريب بتاريخ فرقة الحشاشين، وعضات متكررة في الخاصرة، وعشق لجمال عبد الناصر، وستيانة من ماء، وحديث متحمس ودائم عن شخصيات (بيسوا) الوهمية التي يكتب باسمها، وقلب من أطفال، وروح من إنهاك وانتهاك.
قد يهمك أيضا :
عُقد نقص؟ ليس تماماً!
صـمـت الـكـامـيـرات!