صفقة القرن تقدير موقف 12
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

صفقة القرن: تقدير موقف (1-2)..!!

 فلسطين اليوم -

صفقة القرن تقدير موقف 12

حسن خضر
بقلم : حسن خضر

ربما يتم الإعلان عن «صفقة القرن» مساء اليوم. هذا قد يحدث أو لا يحدث. فكل ما يتعلّق بترامب يكتنفه الغموض. ولا أجد ضرورة للتذكير بحقائق من نوع: أنه يسحب من رصيد الفلسطينيين لتسديد فواتير مُستحقة لكسب أصوات المسيحيين الإنجيليين، وتحسين وضع نتنياهو القضائي والانتخابي، وربما إقناع غانتس بتشكيل حكومة ائتلافية لتمرير «الصفقة». وفي المقابل، ثمة ضرورة قصوى

للكلام عن الفلسطينيين، ولا مجال للغموض هنا، فسيّد الموقف إحساس بالخذلان، وخوف بأبعاد وجودية من «تصفية القضية». وهذا كله مشروع. ومع ذلك، تتجلى في ردود الفعل الشائعة، والمتداولة، ميول تقليدية، ومفردات مجرّبة، من نوع التصعيد الدرامي لحقيقة الخذلان، والبحث عن كبش فداء لتحميله المسؤولية، وغالباً ما يكون «القيادة» ممثلة بالرئيس، وغالباً، أيضاً، ما ينال «أوسلو»،

ومُخرجاته، بما فيها «السلطة الفلسطينية» نصيب وافر من اللكمات. ولا يندر أن يتضافر مع هذا كله القول: بـ «الكفاح المُسلّح» فرضنا أنفسنا، وبه نقاوم ما يُفرض علينا. وهذا، أيضاً، مفهوم ومعلوم. بيد أن هذا كله لا ينتمي إلى جنس «التحليل السياسي» المشغول بالتفكير في، ومعالجة، لحظة راهنة. وتتجلى نقطة ضعفه الرئيسة في ميل تقليدي لفصل الأحداث، والتحوّلات، عن مصادرها الإقليمية

والدولية، والاكتفاء بالمحلي، والجزئي. وقد أسهمت «الوطنية الفلسطينية» بدورها في تعزيز هذا الميل عندما عزت صعود الفلسطينيين، قبل عقود، إلى فعاليتهم الذاتية، ويمكنها اليوم أن تعزو الهبوط إلى نقص، أو وهن، في الفعالية. بمعنى أكثر وضوحاً، ما أوصلنا إلى اللحظة الراهنة أكبر من أوسلو، ومن «القيادة»، والرئيس والسلطة. فالعامل الذاتي، على أهميته، مجرّد تفصيل في خارطة أكبر.

ثمة تحوّلات فوق وخارج إرادتنا ومنها:  انسحاب مصر من دور القوّة الإقليمية، وطفرة النفط، وصعود السعودية، والإسلام السياسي، وانهيار الاتحاد السوفياتي، ونهاية الحرب الباردة، والحادي عشر من سبتمبر، وحروب الفتح الأميركية في الشرق الأوسط، وثورات الربيع العربي، ورد الثورة المضادة عليها بداعش، والإرهاب، والحروب الأهلية، وما أنجبت من هجرة ومهاجرين، وبما أسهمت

في صعود الشعبوية والقوميات الغربية.وأخيراً، صعود ترامب، أي دايستوبيا مجتمع الفرجة في أكثر تجلياته كارثية. وما كان في نطاق إرادتنا ينحصر في فشل حرب الانتفاضة الثانية (التي عززت مكان ومكانة اليمين الإسرائيلي)، وانقلاب حماس، واستيلائها على غزة (الذي قوّض الحركة الوطنية). هذه التحوّلات مجتمعة، ومتضافرة، أنجبت عالم اليوم، في الإقليم، وخارجه، ما أوصلنا إلى

اللحظة الراهنة. لذا، ينبغي إخراج الغرائز، والمناكفات، والميول التقليدية من «التحليل السياسي» فالبحث عن كباش فداء، ولوم «القيادة»، والرئيس، وأوسلو، والسلطة، لا يفيد، ولا يُشبع غير غرائز سياسية، وأيديولوجية جامحة، ناهيك عن إسهامه في إضعاف كل هؤلاء، بينما تقتضي الحاجة، أو غريزة البقاء حماية، وتعزيز، الهياكل الشرعية للنظام السياسي الفلسطيني وممثليه، بصرف النظر

عمّا تراكم لدينا من تحفّظات، لكي لا نصب الماء في طاحونة «حماس» وبقية المتربصين. ومع كل ما تقدّم في الذهن، يتمثل ما يستحق من حضور في كل تحليل سياسي مُحتمل في طرح أسئلة من نوع: ما معنى «صفقة القرن»، وهل تمثل تصفية للقضية الفلسطينية، وماذا نفعل، وبأي ميزان نقيس الخسائر والأرباح. ولنحتفظ، هنا، في الذهن بأمور من نوع: أن «الصفقة» ستُنجب عمّا قليل

المفردات، والدلالات، والمشاغل، والهموم، التي يُصاغ منها الخطاب العام. وهذا مفهوم ومعلوم. وقد سبق لتحوّلات كأوسلو، والانتفاضة الثانية، واستيلاء «حماس» على قطاع غزة، المُسمى زوراً بـ «الانقسام»، أن أنجبت مفردات جديدة، وأعادت هندسة الخطاب العام. وما يستدعي التذكير، في هذا الصدد، أن نسيان وتناسي ما سبق هذا التحوّل أو ذاك لا يُسهم في مراكمة واستثمار العبر والخبرات

السياسية، بل يُفقرها، إلى حد تبدو معه السياسة، بعد هذا التحوّل أو ذاك، وكأنها تبدأ من نقطة الصفر. على أي حال، وبقدر ما أرى، فإن «الصفقة» لن تكون أكثر من شرعنة لنظام الأبارتهايد، القائم حالياً، والممتد على مدار قرابة ربع قرن من الزمن. وهذه الشرعنة أميركية، أي لا تحظى بموافقة دولية، سواء من جانب الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، أو روسيا والصين، إضافة إلى جامعة

الدول العربية، والمواقف «المُعلنة» لأعضائها. لذا، فإن أوّل ما يتبادر إلى الذهن في معرض الرد على سؤال: ماذا نفعل؟ أن الفعالية الأهم هي دبلوماسية نشطة للتفاعل مع المذكورين من خلال حملات، واتصالات، ومفاوضات، وبلورة مواقف وتفاهمات سياسية مشتركة. الغرض من هذا كله: تكريس حقيقة أن هذه شرعنة أميركية أحادية الجانب تنتمي إلى شريعة الغاب، وتنتهك القانون

الدولي، ولا تحظى بموافقة دولية، وأن فيها ما يهدد الأمن والسلم الدوليين، لا في الإقليم وحسب، ولكن في كل مكان آخر من العالم، أيضاً، لأن فيها ما يقوّض ما استقر من مؤسسات وقوانين، ومعاهدات، وتقاليد على صعيد العالم لحل النزاعات. ومن حسن الحظ أن كل المرافعات المُحتملة للرد على ما سبق معروفة، ومتداولة، ولكنها معروفة، ومتداولة، في حقلنا السياسي، وفي المخيال

الشعبي العام، بطريقة سيئة تماماً. ستجد مَنْ يقول: وبماذا أفادنا العالم، وهل يمكن الرهان على أحد من المذكورين، وبما أن «الدنيا مصالح» فلا مصلحة لأحد من المذكورين في الوقوف إلى جانبنا، باستثناء البلاغة والكلام الفارغ. وعلاوة على هذا كله ستجد من يتكلّم عن ضرورة «ترتيب» بيتنا الداخلي، وإنهاء «الانقسام». وهذا ما سنعالجه في مقالة لاحقة، في سياق الكلام عمّا نفعل، وبعد

الكلام عن «تصفية قضية» لا أعتقد أنها قابلة للتصفية.

قد يهمك ايضا :  

  سيناريو اليوم التالي في إيران..!!

   كلام على هامش سيداو..!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفقة القرن تقدير موقف 12 صفقة القرن تقدير موقف 12



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday