عن سورية الروسية
آخر تحديث GMT 19:08:29
 فلسطين اليوم -

عن سورية الروسية!

 فلسطين اليوم -

عن سورية الروسية

عبير بشير
بقلم : عبير بشير

بعد أيام من مقتل قاسم سليماني، طار القيصر بوتين إلى دمشق، وجال سائحا في شوارع العاصمة، واستدعى بشار الأسد للقائه في مركز لتواجد القوات الروسية في العاصمة دمشق، بدلا من لقاء الأسد في قصر الرئاسة.كان يفترض أن يحط الرئيس الروسي في القاعدة الروسية في اللاذقية لمعايدة جنوده في الساحل السوري، لكن غياب مهندس المشروع الإيراني «قاسم سليماني» أتاح فرصة لبوتين لم يتردد في اغتنامها كعادته. واستعجل الانتقال إلى دمشق، ليعلن من هناك عن ولادة سورية الروسية، وأن موسكو باتت الحاكم الفعلي لدمشق وليست طهران، وأنه غير مسموح للأسد باللعب

في مجرى التصعيد الأميركي – الإيراني.لم يعلن القصر الرئاسي في سورية عن زيارة بوتين، بل كان الكرملين هو المتحدث عنها. وانتشرت الصور الأولى، لبوتين والأسد داخل القاعة في القاعدة العسكرية الروسية، التي كانت مزدانة بصور لبوتين، وزعماء وجنرالات روس، وغابت عنها صور بشار الأسد، في تحطيم واضح لصورة آل الأسد. بل بدا وكأن بوتين مالك الأرض وبشار ضيف لديه يجلس بهدوء يستمع إلى كلامه بينما ظهر وزير الدفاع السوري علي أيوب جالساً على كرسي منخفض أقل ارتفاعاً من وزير الدفاع الروسي، وكما لو أن الجيش السوري سرية تابعة لإمرة

الجنرالات الروس. وعنونت مواقع دولية، بأن بوتين يستقبل الأسد في دمشق!نسي القيصر بوتين، بأن النظام السوري أهداه أكبر هدية، حينما استدعاه لإنقاذه من السقوط المدوي عبر عرابه قاسم سليماني، لقد منح النظام بوتين نقطة البدء ليدشن مشروعه بالثأر من التاريخ، بعدما قلصت الأحداث الجسام، أحجام الإمبراطوريات، ودفعتها إلى العيش في خرائط أقل بكثير من تلك التي كانت في عصورها الذهبية. ولطالما نظر القيصر بوتين الجريح إلى الخريطة الجديدة لروسيا، بوصفها سجنا ضيقا. فقد سأل صحافي الرئيس بوتين عن الحدث التاريخي الذي شهدته روسيا، وكان يود تغييره،

فسارع إلى الرد: «انهيار الاتحاد السوفيتي». هو أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين، ... والذي أفقد موسكو والكرملين الكثير من الكبرياء والسطو.
لقد أصبح الحضور الروسي في سورية، هو المايسترو الذي يضبط إيقاع الصراع في سورية وعليها، وأصبحت هناك حاجة إيرانية، تركية، إسرائيلية، عربية لهذا الدور للجم هذا الحريق السوري.
تجول بوتين في شوارع دمشق كما يتجول في شوارع موسكو، وسعى من وراء ذلك، إلى تظهير النسبة العالية من الأمان الذي تحقق في سورية بمساعدة روسية فاعلة، وقد أوضح هذا بقوله، إنه تم

قطع شوط كبير في إعادة بناء الدولة السورية ووحدة أراضيها.وزار بوتين الجامع الأموي ووقع على لوحة «الشرف» في المسجد الأموي وهو الصرح الديني الإسلامي الأبرز في سورية، اختار بوتين زيارة الجامع الأموي ليقول ضمناً، إنه لا يقف ضد الإسلام. وظهر مع الأسد في الكنيسة المريمية الأثرية بدمشق بحضور البطريرك يوحنا اليازجي - بطريرك أنطاكية وسائر المشرق.لقد أطلقت زيارة بوتين المفاجئة لدمشق بعيد مقتل سليماني، رشقة من الرسائل إلى من يهمه الأمر، فقد أراد بوتين، التأكد من أن بشار الأسد لن ينخرط بأي خطة إيرانية للانتقام من مقتل سليماني، وأن سورية

لن تكون منصة للعمليات ضد إسرائيل عبر الجولان، أو ضد قوات التحالف الدولي بقيادة أميركا، شرق الفرات عبر الميليشيات الإيرانية المتواجدة في سورية، وأن على دمشق احترام التفاهمات بين واشنطن وموسكو التي تعود إلى 2017، ونصت على أن شرق الفرات لأميركا وحلفائها وغرب الفرات لروسيا.ويمكن القول، إن طهران لم تكن مرتاحة لـ»رسائل» بوتين، الأمر الذي عبر عنه النائب الإيراني علي مطهري المقرب من الرئيس حسن روحاني، الذي قال، إن سلوك الرئيس بوتين في زيارته إلى سورية كان مهيناً مثل سلوك نظيره الأميركي ترامب في زيارتيه إلى أفغانستان

والعراق، فبدلاً من زيارة بوتين للرئيس الأسد في مقر الرئاسة، جلس في القاعدة العسكرية الروسية في دمشق، واستدعى الأسد للقائه، ولم يحترم بوتين تضحيات وشهادة قاسم سليماني، بل سارع إلى استغلال هذا الحدث الأليم وتجييره لمصالحه.لقد أضعف مقتل سليماني جناح – بشار - ماهر - والفرقة الرابعة التي يعتبرها الروس «إيرانية»، وهو ما تحاول طهران إخفاءه. وقد بدا بوتين أكثر حماسة في جعل هوية العاصمة السورية أقرب إلى الكيان الروسي، بعدما بدا في مرحلة ما، أن هوية العاصمة، حسمت لصالح الإيرانيين، برغبة من بشار الأسد وشقيقه ماهر، اللذين لا يثقان كثيرا

بالروس، ويعرفان أنه غير مسموح باللعب مع الدب الروسي.بالأساس، لقد بدأ بشار الأسد يستشعر بغياب تدريجي للقوة الإيرانية الداعمة له بثقلها  خلال سنوات الحرب، من خلال الاستهداف الإسرائيلي للوجود الإيراني، فغابت رايات الميليشيات الشيعية أو غيبت وتراجعت هيمنة «حزب الله» التي كانت بارزة من خلال الشعارات والسيارات التي ملأت شوارع العاصمة ... ليبدأ العصر الروسي في سورية الأسد كما أكدت زيارة القيصر أو كما حاولت أن ترسل إشارات واضحة في هذا الاتجاه لجميع المعنيين والأطراف في المنطقة والعالم.

قد يهمك أيضا :   

الإعلان عن اتفاق روسي ـ فرنسي جديد على "تنسيق عسكري" في سورية

وزير دفاع الأسد "يفضح" قاسم سليماني ويُؤكّد على تورّطه في ذبح السوريين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن سورية الروسية عن سورية الروسية



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday