أين تقف حماس اليوم في معادلة الصراع
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

أين تقف "حماس" اليوم في معادلة الصراع؟

 فلسطين اليوم -

أين تقف حماس اليوم في معادلة الصراع

عبد المجيد سويلم
بقلم : عبد المجيد سويلم

على مدار أربعة مقالات تحت عنوان «ما العمل؟» حاولت أن أُبيّن أهمية العامل الذاتي الفلسطيني في مواجهة الأخطار التي تمثلها الخطة الأميركية (صفقة القرن)، وأهمية هذا العامل في استنهاض الحالة الوطنية، وإعادة توضيح وتعريف هذا الدور من خلال تطبيع الحالة الوطنية، وتحديد دور ومكانة السلطة الوطنية، وعلاقة السلطة بالمنظمة ودور المنظمة في مجمل هذه المعادلة.

وفي نفس الإطار، قلت، إن الانقسام هو أكبر اختراق استراتيجي لدولة الاحتلال، وأكبر خطر مباشر على مستقبل وجودنا وكفاحنا الوطني، لما مثله وما يمكن أن يمثله على وحدة وشرعية التمثيل، وما لهذه الشرعية والوحدانية من علاقة عضوية مباشرة بالحفاظ على الحقوق الوطنية والمشروع الوطني.

حاولت، أيضاً أن أُعرّج على محاولات خلق بدائل وأجسام «جديدة» للمنظمة وللسلطة، أيضاً في مراحل لاحقة ليست بعيدة بالضرورة، سواء من خلال تكريس قطاع غزة ككيان «منفصل» عن الجسد الوطني في الضفة بما فيها القدس، و»اندراج» حكام القطاع في مسار «خاص» يكرس هذا الانفصال، و»يساهم» بدوره في تشتيت الكيانية الوطنية التي تمثل وتحمي هذه الحقوق، لكي يعاد «تعريفها» من جديد وفق الرؤية الأميركية الإسرائيلية.

كما حاولت أن أُبيّن أن هذا التشتيت سيشمل بالإضافة إلى العمل الإسرائيلي الأميركي الدؤوب لفصل القطاع خلق «أجسام» حمائلية وعشائرية وقبلية وجهوية، مدعومة من القوى الاجتماعية والسياسية التي بقيت على مدار أكثر من خمسين سنة من الاحتلال تلعب في ملعب هذا الاحتلال، وتحت عباءته ومظلته المفضوحة، تحت ستار «الدين»، وتحت ستار «العادات والتقاليد والقيم»، وتحت غطاء الدفاع عنها والانتصار

لها.
وقلنا، أيضاً، إن عدم التنبّه السريع لهذه الأخطار، والتقاء هذه الأخطار مع بعضها البعض في لحظة سياسية تقترب كثيراً من الواقع القائم سيكون هو الدمار الأكبر على كامل مستقبلنا الوطني.
المراهنة على إنهاء الانقسام فشلت فشلاً ذريعاً لأننا لا نريد بعد أكثر من ثلاثة عشر عاماً من الانقلاب أن نفهم ما كان يمثله الانقلاب، وما يمثله في الواقع، اليوم، وما سيمثله في المستقبل في إطار الخطة الأميركية الإسرائيلية لتصفية الحقوق الوطنية.

على كل حال، لا يكفي، ولم يعد يكفي أن يقول البعض منا، إنه متنبّه لهذا الخطر، لأن الأمور باتت مكشوفة، ولم تعد تحتمل الكثير من التلاعب بالألفاظ والشعارات وإصدار الأحكام والبيانات.
معظم الذين كانوا يعتقدون أن لدينا مشروعاً «للمقاومة» في قطاع غزة تراجعوا الآن، وسلموا أن هذا المشروع أصبح خلفنا، وأن كل ما بات ينطوي عليه هذا المشروع هو «تثبيت» حكم حركة حماس للقطاع، وأن المشروع تحول في الواقع القائم إلى مشروع سلطة.

والغالبية الساحقة من هؤلاء الذين كانوا يراهنون على ذلك المشروع كمشروع للمقاومة باتوا على قناعة (جديدة)، أن بقاء هذا المشروع، منفصلاً عن الجسد الوطني، ومتحكماً بالقطاع، وموازياً على طريق أن يتحول إلى بديل عن المنظمة والسلطة الوطنية هو فرصته الوحيدة للبقاء. ولهذا فقد رأينا إحجام حركة حماس عن التوقيع على وثيقة موسكو حول وحدانية وشرعية تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني، وما يعكسه هذا التمثيل من حقوق وأهداف وطنية.

ولهذا بالذات، رأينا كيف أنه جرت محاولات محمومة في الخارج لعقد مؤتمرات في الشتات تهدف تحديداً إلى الدخول على خط التمثيل. ثم رأينا كيف أن كل اليمين من كل أنواع اليمين لم يتوقف أبداً أمام مرور الدولارات القطرية إلى حركة حماس، وكيف أن نتنياهو قد دافع عن ذلك بكل حميّة وهمّة غير مسبوقة.

ورأينا بأمّ أعيننا «مأساة» الردّ على اغتيال القائد «الجهادي» أبو العطا، وقرأنا وشاهدنا الأحاديث المعلنة والفاضحة عن «الصواريخ الخيانية»، رداً على الصواريخ «العبثية»، واستمعنا إلى إسماعيل هنية حول «اختطاف» المنظمة من على منبر غير فلسطيني، بل ومن على منبر يعادي المنظمة أكثر بكثير من معاداته لأميركا وإسرائيل.
ثم جاء أخيراً من يتبرع بالحديث عن «فوائد» التنسيق الأمني بين «حماس» وإسرائيل، على «العكس»! تماماً من التنسيق الذي أنهته القيادة الفلسطينية بعد إعلان «التحلّل» من الاتفاقيات والتفاهمات مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، ويا للمفارقة!

إن تهرُّب حركة حماس لم يعد يحتاج إلى دليل، وكل ما تطرحه «لإنهاء» الانقسام هو مجرّد إعاقات ومبررات من أجل قطع الطريق على أي شكلٍ من أشكال إنهاء الانقسام.
وكل إنهاء للانقسام يُنهي دورها في «التحكُّم» المطلق بالقطاع هو مرفوض جملةً وتفصيلاً، وكل مراهنة على ذلك باتت مضحكة.
حركة حماس تنتظر دورها وحصتها في «الترتيبات» القادمة، وهي لن تتوانى عن «فتح» معركة صواريخ جديدة تحت شعار تحرير كامل فلسطين، من النهر إلى البحر دفعةً واحدة، بهدف «تأكيد» موقعها في خارطة هذه الترتيبات.

لا حلّ مع الانقسام قبل أن يُعاد للبرنامج الكفاحي اعتباره الكامل، وقبل أن يُعاد للنظام السياسي الفلسطيني وهجه وديمقراطيته، وقبل أن يتحول هذا النظام ببنيته وهياكله ومؤسساته إلى نموذج وطني ديمقراطي كفاحي، يُزاوج بين حُسن الأداء والإدارة وبين تجنيد طاقات الشعب في مواجهة الاحتلال، وتجنيد كل طاقات الحركة الوطنية الموحدة في عمل سياسي ديمقراطي شعبي جادّ ومثابر ومتجدّد.

لا حل مع الانقسام إلا بسحب أي شرعية مهما كانت، وتحت أي غطاء كان عن الانقسام، وخطر الانقسام، واستخدام الانقسام في استهدافات الخطة الأميركية الإسرائيلية.
خرجت حركة حماس من دائرة الاستهداف الإسرائيلي المباشر، وهي رضيت لنفسها هذا الخروج، إن لم نقل إنها عملت وسَعَت له بكل الوسائل والطرق.
والحقيقة أن حركة الجهاد الإسلامي تعرف هذه الحقائق، كما تعرفها جيداً الجبهتان الشعبية والديمقراطية.
الأمور على الأرض تجاوزت مرحلة الشكوك، ووصلت المرحلة إلى تخوم اليقين التام.

حركة الإخوان المسلمين هي التي تقود هذا التوجه، والقيادة الفلسطينية تعرف دور تركيا وقطر المباشر في كل هذا المسار.
حركة الجهاد والجبهتان تنتظران المبادرة من القيادة الفلسطينية الشرعية، والقيادة الشرعية تراهن على انسحاب الجهات الثلاث من هذا الدور الخطير، دون أن تقدم على مبادرات ملموسة ومباشرة.
والمشكلة الأكبر أن «فتح» لا تتقدم الصفوف لنسف هذه المعادلة الخطرة.

لهذا كله نحن في عزّ وصميم المراوحة وانتظار المجهول.
هذا لن يؤدي إلى أي مجابهة مع الأخطار المحدقة، بل إنها الوصفة الأكيدة لنجاح المخطط المرسوم للتصفية.
سحبُ الغطاء عن «الانقسام» سيعزز حتماً من قدرة مئات وربما آلاف الكوادر من حركة حماس لإجبارها على تغيير هذا المسار، لكن هذا لن يتم أبداً قبل تعافي الحالة الوطنية.
ولذلك الكرة ما زالت في ملعب الكلّ الوطني.

قد يهمك أيضا :   

ما العمل ؟

    ما العمل؟.. استرجاع دور المنظمة وتحديد دور السلطة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين تقف حماس اليوم في معادلة الصراع أين تقف حماس اليوم في معادلة الصراع



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday