الصين في دائرة الاستهداف
آخر تحديث GMT 13:28:24
 فلسطين اليوم -
الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام أردوغان يبدي استعداد تركيا للمساعدة في وقف حرب غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل تجدد قصف الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متعددة في لبنان مسبباً دماراً واسعاً في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب الاحتلال يعتدي على طاقم إسعاف ويحتجز مسعفة في أوصرين جنوب نابلس الصين تعرب عن دعمها لمذكرة الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت وتؤكد أهمية وقف إطلاق النار في غزة عشرات الآلاف من المستوطنين يقتحمون الخليل والمحيط الإبراهيمي بقيادة بن غفير والاحتلال يمنع الفلسطينيين من مغادرة منازلهم حزب الله يستهدف قاعدة حيفا التقنيّة و جنود الاحتلال عند أطراف الخيام وكفركلا كتائب القسام تعلن استهداف قوة إسرائيلية ودبابة ميركافا في جباليا شمال قطاع غزة "أدنوك" الإماراتية تدرس بيع حصة في شركة الغاز التابعة لها
أخر الأخبار

الصين في دائرة الاستهداف

 فلسطين اليوم -

الصين في دائرة الاستهداف

عبد المجيد سويلم
بقلم :عبد المجيد سويلم

لوحظ منذ بدء تفشي فيروس الـ "كورونا" أن ترامب وجونسون قد تبرّعا مبكّراً بالحديث عن [الفيروس الصيني]، وعن "حجب" الصين لمعلومات معيّنة عن طبيعة الفيروس وطرائق انتقاله وتفشّيه، إضافةً إلى الحملة المنظمة التي انبرت لها وسائل الإعلام المحسوبة مباشرة على كليهما بالترويج لأرخص أنواع التحريض والتضليل المتعمّد.

وحتى عندما تم انتقال عدوى الفيروس إلى أوروبا، وتسارع تفشّي المرض لم تتورّع الأوساط التي تدور في فلك الولايات المتحدة عن "إعادة التأكيد" على مسؤولية الصين عن انتقاله وانتشاره على حدٍّ سواء. ظلّ الرئيس ترامب إلى وقت يصف الفيروس في كل تصريحاته وتغريداته العجائبية بالفيروس الصيني، ولم يتورّع جونسون عن المطالبة بتعويضات يجب أن تدفعها الصين للدول المتضرّرة.

باستثناء ترامب وجونسون لم يُلحظ انجرار أحد يعتد برأيه أو بمواقفه إلى هذه الدائرة، بل ويمكن القول إن الأغلبية الساحقة من دول العالم وقياداته قد تجاهلت الموقفين، الأميركي والبريطاني، وظهر في كثير من الأحيان من المواقف الدولية ما هو أقرب إلى التعاطف مع محنة الصين، التي كانت في أوجها آنذاك، وتطورت الكثير من مواقف الدول والشعوب إلى حدود الشكر والامتنان للصين، بعد أن بدأت الأخيرة بإرسال المساعدات العاجلة لإيطاليا والكثير من بلدان العالم، وبعد أن تمكنت الصين من بدء محاصرة الفيروس على أراضيها مباشرة.
وإذا كانت بعض الدول لم تعبّر صراحةً عن التعاطف والامتنان إلاّ أن دولاً أخرى كثيرة في هذا العالم أظهرت مثل هذا التعاطف.

نتذكر بهذا الصدد ما صرح به قادة صربيا بالثناء على الموقف الصيني والمساعدة الصينية في ظل "تخلّي" الاتحاد الأوروبي عن هذا البلد، كما نتذكر التصريحات السياسية في كثير من بلدان العالم وفي مواقف شعوبها التي عبّرت عن الاعجاب بالقدرات والإمكانيات الهائلة التي ظهرت بها الصين في مواجهة زلزال الـ "كورونا".

لم يعد أحد في العالم يلتفت إلى مواقف ترامب وجونسون، لأن خزعبلاتهما أصبحت خلف العالم، وانتهت نظرية الفيروس الصيني، والثمن والتعويضات، وتبين الآن أن رأس المال والشعبويين المتطرفين يتحملون المسؤولية الرئيسية عن حالة الاسترخاء التي أدت إلى اتساع نطاق الانتشار على النحو الذي شهدناه وما زلنا نشاهد فصوله المتتالية في كبريات البلدان الغربية.

وعندما وقعت الفأس في الرأس في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا تفتّقت عبقريتهما (ترامب وجونسون) عن نظرية التطبيع، وعن نظرية أولوية الدورة الاقتصادية فكانت النتيجة المباشرة هذه الورطة الجديدة التي عصفت بهاتين النظريتين وأسقطتهما أرضاً. منذ عدة أسابيع وهما يلهثان وراء حالات الطوارئ، الإغلاق في محاولة لوقف تسارع الانتشار، حتى وصلت الأمور في الولايات المتحدة إلى "اعتلاء" المرتبة الأولى عالمياً في عدد الإصابات والوفيات، والتوالي الهندسي المرعب، وإلى إعلان ولايات بأكملها كمنطقة كوارث وطنية، مع العلم أن الأسابيع القادمة ستحمل من الأرقام الجديدة ما هو مفزع وبما يفوق كل تصور مسبق.

وبسبب أن أيديولوجيا التعصب والانغلاق ورأس المال المتوحش تعشعش في رأسيهما معاً، فلم يكن صعباً توقع أن يوقعا بلديهما في هذه الورطة، مع أن الكثيرين من المحلّلين اعتقدوا أن ما حدث في أوروبا الغربية لن يحدث في الولايات المتحدة وبريطانيا لأسباب تتعلق "بضخامة" الإمكانيات وعِظَم القدرات على اتخاذ التدابير مهما كانت طارئة.

انكشف المستور، وتبين أن تلك القدرات والإمكانيات لم تكن بمستوى الأزمة، كما تبين أن البنية الصحية في كلا البلدين كانت أقل بكثير من القدرات والإمكانيات الألمانية، إضافة إلى تلك الروسية والصينية. لم يعد أمام هذين الزعيمين الشعبويين سوى الهروب والتهرّب من دائرة المسؤولية من خلال اتهام الصين وليس سواها.

ولكي يبدو الأمر "جادّاً"، ولكي يحاول ترامب تحديداً أن يعلّق فشله وفشل زميله جونسون وقد يلحق بهما من هم على شاكلتهما في أستراليا وربما كندا أيضاً، فقد شرع بالهجوم على منظمة الصحة العالمية، واتهامها بصورة تدعو إلى الغرابة والهزل، بأنها "تعاونت" مع الصين في تضليل العالم وإخفاء "حقيقة" الفيروس وانتشاره.

لم يعد الأمر مجرّد استهداف عام. فقد أفادت تقارير تُعزى إلى مصادر رسمية أن الولايات المتحدة تطالب بتعويضات قد تصل إلى أكثر من تريليون، وتطالب بريطانيا بأكثر من أربعمائة مليار دولار، وكذلك عشرات المليارات لكل من أستراليا وكندا. ومن الواضح أن ترامب سيبدأ حملة كبيرة "لتسويف" فشله تحت غطاء "المسؤولية" الصينية، وسيضغط على كل الدول القادرة على ممارسة الضغط عليها لاتخاذ نفس هذا الموقف علّه يحوّل الفشل الكبير الذي أصبح بمثابة حبلٍ يلتف من حول عنقه وأعناق زملائه.

أغلب الظن أن الدوائر الحاكمة في الولايات المتحدة وبريطانيا أساساً باتت على قناعة أن السقوط السياسي أصبح محتوماً، وأن لا أمل لكلا البلدين من الخروج من أزمة "كورونا" قبل عدة شهور وبخسائر كارثية، الأمر الذي أوحى لهذه الدوائر "بضرورة" البحث عن مبررات لتعميق الفشل على شمّاعات "المسؤولية" الصينية، خصوصاً بعد تصريحات كيسنجر.

ما زال الردّ الصيني هادئاً، وما زالت اللغة التي تتحدث بها الصين رصينة ودبلوماسية، إلاّ أن ذلك لن يطول. الصين تدرك لعبة ترامب وجونسون، وهي لديها ما تقوله، وربما أن ما يمكن أن تقوله الصين في ردها على الاستهداف الأميركي والبريطاني سيرتدّ عليها بالمزيد من الفشل وخيبة الأمل، لكن الأهمّ أن العالم الذي بات يعي حقيقة الاستهداف، ويعي أيضاً مصالحه المستقبلية مع الصين القادرة والمقتدرة.

الفاشلون والعجزة على موعد قريب لخوض معركة "قانونية" ضد الصين، ونحن على موعد قريب من رد صيني صادم للثنائي الخائب.

قد يهمك ايضا : 

القائمة المشتركة: يا جبل ما يهزّك ريح

المناشدة لا تكفي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين في دائرة الاستهداف الصين في دائرة الاستهداف



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أزياء الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الأناقة الملكية والطابع العصري

عمان ـ فلسطين اليوم
استطاعت الأميرة رجوة الحسين زوجة ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، خلق بصمة مميزة عبر إطلالاتها الجمالية الراقية، التي تعكس شخصيتها كملكة وكأم، سواء من خلال اختيارها للمكياج الكلاسيكي، أو طريقة تزيين شعرها بتسريحات ناعمة وفخمة، إطلالاتها الجمالية، دائماً تحمل رسالة من الرقي والاحترام، حيث تجمع في اختياراتها بين التراث العربي الأصيل ولمسات الحداثة العصرية، ما جعلها أيقونة الجمال والأناقة في العالم العربي، ومثالاً يحتذى به للسيدات اللواتي يبحثن عن التوازن بين البساطة والجمال الطبيعي. الأميرة رجوة تتألق بمكياج ناعم وتسريحة ذيل الحصان البف في أحدث ظهور للأميرة رجوة الحسين، وعلى هامش حضورها خطاب العرش للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال افتتاح مراسم الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشري...المزيد

GMT 08:01 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة
 فلسطين اليوم - إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف
 فلسطين اليوم - أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف

GMT 07:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض
 فلسطين اليوم - حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض

GMT 08:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية الصحية طريقك لصحة العين وحماية من مشكلات الرؤية
 فلسطين اليوم - التغذية الصحية طريقك لصحة العين وحماية من مشكلات الرؤية

GMT 12:59 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب
 فلسطين اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب

GMT 14:26 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

نجوى إبراهيم ضيفة إسعاد يونس للمرة الأولى منذ سنوات

GMT 07:34 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

"مطعم القطط" يعتبر من أجمل الأماكن لتناول الطعام

GMT 11:49 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لهدايا كتب الكتاب للعروس

GMT 22:21 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

فهرية أفجان تستعد لتصوير إعلان جديد مع جينيفر لوبيز

GMT 10:28 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

روجينا بإطلالة كلاسيكية راقية في أحدث جلسة تصوير

GMT 20:33 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

كفيتوفا تتجه بإيجابية إلى مستقبلها بعد عام على إصابتها

GMT 15:20 2016 الإثنين ,01 شباط / فبراير

رينو الفرنسية تفتتح مصنعًا لها في الصين

GMT 16:59 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

سيارات رياضية يمكنك شراؤها بأقل من 10 آلاف دولار أميركي

GMT 00:57 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

عزوزة يوضح المشاكل ومعوّقات الاستثمار في الجزائر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday