«من قلبي سلام لبيروت»
آخر تحديث GMT 06:05:23
 فلسطين اليوم -

«من قلبي سلام لبيروت»

 فلسطين اليوم -

«من قلبي سلام لبيروت»

جمال الكشكي
بقلم: جمال الكشكي

لبنان يقف حائراً يبحث عن ملامحه وسط غيوم كثيرة. بلغ من التوتر عتياً، واشتعل رأسه شيباً في السياسة والاقتصاد، يحاول تجديد شبابه. «كتالوج» التظاهر هذه المرة مختلف تماماً، الأهداف واضحة ومحددة.أدرك اللبنانيون نفاد رصيد الطائفية في الحفاظ على استقرار الدولة فخرجوا تحت علم وراية واحدة، مختبرات الماضي في صناعة السياسة لن تناسب لبنان المستقبل، الحرب الأهلية درس غير مسموح بالعودة إليه.

الملقب بـ «سويسرا الشرق» يبكي زمنه الجميل لكنه يؤمن بأن العودة إلى ذاك الزمان ليست مستحيلاً.البلد الذي أنجب فيروز لا يستحق هذه المخاطر.فسحة العالم في أوقات الضيق لا يجب أن يكون ميداناً للتناحر السياسي والمذهبي والطائفي. لبنان تركيبة خاصة لا يمكن تقليدها. الحفاظ عليه مهمة صعبة لكنها لا تقبل القسمة على وجهات النظر لأن البديل سيكون أكثر مرارة من سوريا والعراق.

«من قلبي سلام لبيروت». تفهم رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري مطالب المتظاهرين واعتبرها محقة بل أنه خاطب شبابه: إن ما قمتم به كسر كل الحواجز وهز كل الأحزاب والتيارات وأن أهم حاجز كسرتموه هو حاجز الولاء الطائفي الأعمى، وأعدتم الهوية الوطنية اللبنانية إلى مكانها الصحيح .

في الوقت نفسه، شكك حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في قدرة التظاهرات في تغيير الحكومة، ولكنه فوجئ بأن هذه التظاهرات احتشدت في مناطق نفوذه. اللحظة فارقة ولا توجد خيارات، والإرادة مختلفة هذه المرة. محترفو المناورات السياسية يفشلون في إثناء المتظاهرين عن المطالبة بحقوقهم.

الأزمة الاقتصادية خانقة، حجم الدين العام يصل إلى نحو 85 مليار دولار وفوائد نحو 3مليارات دولار سنوياً، معدل النمو تراجع إلى صفر % ووصول نسبة البطالة إلى 38%. كل المؤسسات المالية والدولية حذرت من هذه الأوضاع.

المشهد يزداد تعقيداً. لبنان في انتظار المعجزة، الشارع رفض كلمة الرئيس ميشال عون اعتبروها كلمة «خشبية» لم تأت بجديد.

الدائرة تضيق على المتحالفين مع قصر بعبدا، وفي مقدمتهم «الصهر» جبران باسيل، الوقت ليس في صالح أصحاب العهد، فالوفاء بوعد إسقاط العهد صار وشيكاً، الحالة اللبنانية تحتاج إلى جراح بمهارات خاصة يلجأ إلى استئصال الأورام الطائفية، فالمسكنات لم تعد تجدي نفعاً.

الخروج الآمن بلبنان لا يحتمل صراع الإرادات بل يتطلب تشكيل حكومة «تكنوقراط» وليست حكومة سياسيين، وهذا أقل ما يقبل به الشارع الذي خرج مطالباً بحقوقه ومعترضاً علي الحكومة الحالية، فضلاً عن أن التقديرات تتخوف من أن المماطلة والتأخير في اتخاذ قرارات إصلاحية، ربما تعيد البلاد إلى تاريخ أسود استمر ما يقرب من 15 عاماً، لكن هذه المرة ستكون النتائج أكثر كارثية في ظل ما يمر به الإقليم من غليان وتأزيم، وخاصة أن المتظاهرين سيواصلون البقاء، وربما يشهد لبنان النموذج العراقي الذي تحولت تظاهراته السلمية إلى تخريب وأعمال عنف وقتل للمتظاهرين مثلما شهدنا في المحافظات الجنوبية، أما الشيء الذي لا يقل خطورة هو الخوف من توسيع دائرة العنف وانفجار الخلافات الطائفية والنزاع علي فرض النفوذ واستعراض القوة، وبالتالي يكون لبنان على وشك الاقتراب من النموذج السوري، السيناريوهات مفتوحة، لكن يجب على كل الأطراف أن تواجه هذه المشاكل والخلافات بصراحة وتعقل وحسم، وهنا أتذكر خطاب الرئيس أنور السادات، في افتتاح دورة مجلس الشعب، 1/‏10/‏1975عندما قال فيه:«نحن نريد للبنان ما أراده له مؤسسوه.

ليس للاستعمار مقراً ولا ممراً، ونموذجاً للتعايش بين الطوائف والمذاهب، ونافذة عربية على العالم، وجهها عربي، وقلبها أيضاً عربي، وليس لي إلا أن أوجه نداء سيفهمه الجميع: «إن ارفعوا أيديكم عن لبنان».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«من قلبي سلام لبيروت» «من قلبي سلام لبيروت»



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday