فلسطينيو الـ48 والانتخابات الإسرائيلية المقبلة
آخر تحديث GMT 06:05:23
 فلسطين اليوم -

فلسطينيو الـ48 والانتخابات الإسرائيلية المقبلة

 فلسطين اليوم -

فلسطينيو الـ48 والانتخابات الإسرائيلية المقبلة

بقلم : نبيل السهلي

اتفقت الأحزاب العربية داخل "الخط الأخضر" أخيراً، على خوض انتخابات «الكنيست 22» المزمع إجراؤها في 17 أيلول (سبتمبر) المقبل، ضمن قائمة واحدة. ويرى متابعون سياسيون أن تجميع قوى الكتل العربية في كتلة واحدة، سيشكل ثقلاً سياسياً في مواجهة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحلفائه من أحزاب اليمين، إذ من المتوقع أن يمثل القائمة العربية الجديدة 12 نائباً، في مقابل عشرة نواب في «الكنيست 21».

وثمة أسباب دفعت الكتل العربية الممثلة في الكنيست الحالية إلى الاتحاد، وفي مقدمتها التحديات التي تواجه الأقلية العربية، والمتمثلة في رزمة من القوانين العنصرية ضدها خلال حكم نتانياهو، ناهيك عن إمكان الارتقاء بعدد المقاعد النيابية وزيادة التمثيل في لجانها المختلفة.

تحديات جمة تواجه الأقلية العربية، إذ لم تتوقف السياسات التهويدية الإسرائيلية للحظة واحدة. وشهد العقد الأخير نشاطات استيطانية كثيفة في كل أراضي فلسطين التاريخية، سواء في منطقة الجليل أوالنقب أو في الضفة الغربية بما فيها القدس، التي تواجه نشاطاً استيطانياً محموماً، خصوصاً في الأحياء العربية، بغرض تهويدها وفرض الأمر الواقع الإسرائيلي عليها. وترافق ذلك مع ضغوط إسرائيلية مدروسة كثيفة ومتشعبة على الأقلية العربية، لتحقيق الهدف الديموغرافي، بعد مصادرة المساحة الكبرى من الأرض الفلسطينية، ما أدى ذلك إلى تفاقم معاناتها. فبينما لا تتعدى معدلات البطالة بين اليهود في سوق العمل الإسرائيلي تسعة في المئة، ارتفعت معدلات البطالة بين العرب إلى أكثر من عشرين في المئة. وبسبب ضعف الخيارات، يرتاد 44 في المئة من الأطفال العرب رياض الأطفال، مقابل 95 في المئة للأطفال اليهود في سن ثلاث سنوات، فيما يعاني أكثر من ربع الأطفال العرب داخل "الخط الأخضر" فقراً مدقعاً.

ونتيجة للتمييز في موازنات التعليم، ارتفعت معدلات الأمية بين العرب إلى 12 في المئة، مقابل خمسة في المئة بين اليهود. وبغرض الإخلال بالوضع الديموغرافي لصالح الرؤى الإسرائيلية، وضعت سلطات الاحتلال مخططاتٍ لتهويد الجليل والنقب، بهدف كسر التركز العربي في المنطقتين، عبر مسميات مختلفة، في مقدمتها ما يسمى مشاريع التطوير والتحديث.

واللافت أن حملة الانتخابات الإسرائيلية لـ "كنيست 22 " رفعت شعارات وخطابات دعت في مجملها إلى إصدار قوانين من شأنها تهميش الأقلية العربية. وذهبت شخصيات إسرائيلية إلى أبعد من ذلك، عبر دعوتها إلى طرد الأقلية العربية، ما يدل على تفاقم العنصرية الإسرائيلية أكثر من أي وقت مضى.

وثمة تحديات أخرى تواجه فلسطينيي الـ 48 ، تتمثل في إمكان إصدار رزمة متسارعة من القوانين العنصرية ضدهم، خصوصاً وأن الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستكون أكثر يمينية وعنصرية، ومتسلحة بدعم مطلق من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

لا يبدو أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية المقبلة ستغاير نتائج سابقتها، لناحية حصة كلّ معسكر من الأحزاب والكتل المتنافسة بمسمياتها المختلفة على مقاعد "الكنيست 22". وتبعاً لذلك، فإن بنيامين نتنياهو سيجد نفسه، في حال تكليفه، أمام مشهد ما بعد انتخابات "الكنيست21 ذاته. ولعلّ ذلك ما يركّز أفيغدور ليبرمان اللعب عليه من أجل تحقيق أهدافه، علماً أنه المستفيد الأكبر من إعادة الانتخابات.

وعلى رغم دخولها المعترك السياسي الإسرائيلي منذ عام 1977، إلا أن الأحزاب العربية، الممثلة في الكنيست أو خارجه، لم تستطع تحقيق آمال الأقلية العربية، في جوانب العدالة الاقتصادية والسياسية، علماً أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ عام 1948، سعت إلى قطع اتصال الأقلية العربية مع محيطها العربي، وحاولت، في الوقت ذاته، استيعابها ودمجها في المجتمع الإسرائيلي، ولكن على هامشه في كل مناحي الحياة. كما طبقت اسرائيل سياسات محكمة لطمس الهوية العربية عبر تفتيتها، فحاولت جعل الدروز والشركس قومياتٍ منفصلة، وفرضت عليهم الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي منذ عام 1958، وحاولت التفريق بين العرب المسلمين والمسيحيين، فضلاً عن تقسيم المسيحيين إلى طوائف شرقية وغربية، والمسلمين إلى مذاهب مختلفة. والأخطر من ذلك إصدار قوانين عنصرية لترسيخ فكرة يهودية الدولة وتهميش الكفاح الخاص الذي تمارسه الأقلية العربية داخل "الخط الأخضر"، ومن بين تلك القوانين ، قانون يحرم الأقلية العربية من إحياء ذكرى النبكة، وقانون آخر يتم من خلاله إلزام أي شخص يحمل الهوية الإسرائيلية بالقسم ليهودية الدولة، الأمر الذي يهدد بسحب الهوية الإسرائيلية من الأقلية العربية ويهيء الظروف لطردها في نهاية المطاف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطينيو الـ48 والانتخابات الإسرائيلية المقبلة فلسطينيو الـ48 والانتخابات الإسرائيلية المقبلة



GMT 05:00 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تحت البحر

GMT 04:57 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

لا سامح الله من أغلق ملفات الفساد

GMT 04:50 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يصنع كتالوجه الخاص

GMT 04:47 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

انتصرنا!

GMT 04:42 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكر السياسي سيرورات لا مجرّد نقائض

GMT 04:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

«إنت بتفهم في السياسة أكتر من الخواجه؟!»

GMT 04:37 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مجموعة العشرين وقمة اللاحسم

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday