«كـورونــا» يصـيـب مـقـاعــد الحكـم
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

«كـورونــا» يصـيـب مـقـاعــد الحكـم

 فلسطين اليوم -

«كـورونــا» يصـيـب مـقـاعــد الحكـم

رجب ابو سرية
بقلم : رجب ابو سرية

إصابة "كورونا" شعوب وحكومات العالم أجمع بالهلع والخوف، لم تتوقف عند حدود، خاصة لجهة إدارة الحكومات للأزمة الناجمة عن الإصابات المتلاحقة للمرض في كل بلد على حدة، فرغم أن شعب كوسوفو، أقال رئيس حكومته بشكل فوري وسريع على خلفية هذا الأمر، إلا أنه من المتوقع أن يكون انتشار الوباء وكيفية إدارة الحكومات لعملية مواجهته سببا في بقاء أحزاب وحكام على مقاعد الحكم أو على العكس اقالتهم، بل والإلقاء بهم إلى خارج دائرة التأثير السياسي.

هناك شعوب من الواضح أنها راضية حتى الآن عن إدارة حكوماتها لكيفية إدارة مواجهة المرض الغامض، خاصة في الصين ودول شرق آسيا مثل اليابان وغيرها، كذلك في دول الشرق الأوسط، العربية خاصة، والتي رغم شح الإمكانيات الطبية، إلا أن ما أظهرته الحكومات من اهتمام وما أظهره المجتمع من تكافل واستجابة لعملية الحجر المنزلي، وكانت هي الوسيلة والإدارة الأنجع والوحيدة تقريبا التي باليد لمواجهة الوباء، كان مقبولا، خاصة وأنه بعد أكثر من شهر من ظهوره في معظم الدول لم ينتشر بشكل كارثي كما حدث في عدد من الدول الغربية بالتحديد.

لقد بقي عدد الإصابات في معظم الدول العربية يدور في حدود المئات، والوفيات في حدود العشرات، وهذا يعتبر أنه تم احتواء أو الحد من انتشار الوباء الذي اجتاح بالمقابل عدداً من الدول الأوروبية والولايات المتحدة، فبعد الصين وإيران، كان هناك كل من إيطاليا، فرنسا، إسبانيا والولايات المتحدة، حيث ظهر المرض بعشرات، بل بمئات الآلاف والضحايا من الوفيات بلغ الآلاف في كل دولة من هذه الدول، بل تجاوز العشرة آلاف، كما حدث في كل من إيطاليا وإسبانيا.

إيطاليا التي أحزنت كل شعوب الأرض لما سقط فيها من ضحايا، أبكت رئيس الحكومة، ومن ثم أظهرت غضباً لدى الشبان الطليان خاصة تجاه الاتحاد الأوروبي، حين قاموا بحرق أعلامه، مقابل رفع العلم الروسي، لاعتقادهم بأن الاتحاد الأوروبي قد تخلى عنهم في المحنة، مقابل ما أبدته كل من الصين وروسيا من اهتمام ومساعدة. كثير من دول الاتحاد الأوروبي أغلقت الحدود البينية، وبعضها أوقف العمل بتأشيرة "التشينغن"، وإذا كان من غير المعروف متى سينحسر المرض عن العالم، وكيف، أي إلى متى ستستمر الأزمة العالمية التي وصفها أمين عام الأمم المتحدة بالأشد فتكا ووقعا وتأثيراً منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أن الواضح منذ اليوم بأنها ستلقي بتأثيرات بعيدة وكبيرة على اقتصاديات الدول كافة، ومن ثم على الاقتصاد العالمي، فيما تأثيراتها السياسية ستتراوح - بتقديرنا - السلبية أو الايجابية، وفقا لما أظهره قادة وحكومات الدول إبان الأزمة.

رغم ذلك، إلا أن بعض مظاهر تلك التأثيرات، قد بدأت تظهر منذ هذه الأيام، ففي إسرائيل، التقط بنيامين نتنياهو فيروس كورونا كما لو كان قشة تنقذه كغريق من وحل حالة التوازن السياسي التي وقعت فيها إسرائيل خلال ثلاث جولات انتخابية جرت خلال العام الأخير، فعرض بسرعة بعد أن تبين له فشله مرة أخرى بعد انتخابات الثاني من آذار الماضي، في الحصول على الأغلبية البرلمانية، فكرة حكومة الطوارئ، بل واستفاد من تعطيل المحكمة بسبب ظهور المرض في إسرائيل حيث كان يفترض أن تعقد له جلسة يوم السابع عشر من الشهر الماضي.

وكانت المفاجأة في موافقة خصمه بيني غانتس على حكومة الطوارئ، وخروجه بحزبه "الحصانة لإسرائيل" من تحالفه مع كل من يائير لبيد زعيم حزب "يوجد مستقبل" وموشيه يعلون، ومن ثم التوافق مع الليكود على حكومة وحدة بين حزبيهما، ورغم أن الأمر لم ينته بعد، حيث هناك صراع ما زال على التفاصيل بين الحزبين، فالليكود ينسى أنها حكومة طوارئ، وما زال يريدها حكومة يمين، أي تبدأ باتخاذ قرارات الضم، فيما حزب غانتس يريدها حكومة طوارئ تتصدى لـ"كورونا" وتهتم بالقضايا الاجتماعية، كذلك ظهور التشققات حتى بين الليكود وحلفائه خاصة حزب يمينا، إلا أن "هدوءا أو استقرارا ما" قد ظهر في إسرائيل .

لكن الصورة لم تتضح بعد، وإن كان كل ما اعتبره نتنياهو وحليفه دونالد ترامب من انجاز تمثل بإعلان صفقة العصر، بات أمراً غير قابل للتمرير في ظل هذه الفوضى العالمية، فيما الغموض يحيط  بمستقبل الانتخابات الأميركية، حيث توقفت فعاليات الانتخابات الحزبية الداخلية، خاصة على جبهة الحزب الديمقراطي، ولا أحد يمكنه أن يرى اليوم، إن كانت الانتخابات ستجرى مع نهاية هذا العام أصلا أم لا.

أما ترامب نفسه، فقد ظهر كرئيس أهوج وأرعن، فبعد أن استخف بالفيروس، وانحاز للاقتصاد، لدرجة أنه كان قد حدد، يوم الثاني عشر من نيسان الجاري، لرفع العمل بإجراءات الحظر، لكنه اضطر للتراجع قبل يومين ليعلن أن هناك أسبوعين صعبين يواجهان بلاده، ويقصد بالطبع الإشارة إلى عدد الإصابات القياسي، والذي تجاوز أي بلد آخر، كذلك عدد الضحايا الذي هو في ازدياد أيضا.

ومثله كان حال مثيله اليميني في بريطانيا رئيس حكومتها بوريس جونسون، الذي بدوره استخف بـ"كورونا"، ودعا مبكرا إلى مواجهته بما سماه مناعة القطيع، وحين أصاب المرض الآلاف ظهر كرئيس حكومة غير متزن، ما هز من صورته، وربما يؤثر على حظوظه، مثل ترامب، في البقاء في الحكم بعد أن تنقشع غمة "كورونا".

تحدي ترامب بدأ على خلفية إدارته السيئة في مواجهة "كورونا"، ولعل خصومه يعرفون جيداً، بأن أكثر باب يستفزه هو الباب الفلسطيني، لذا بدأت حملة بدأها بعض أعضاء الكونغرس تطالبه بدعم القطاع الصحي الفلسطيني سرعان ما تحولت إلى حملة شعبية، للضغط على ترامب وإجباره على التراجع عن سياسته الخاصة بوقف كل المساعدات للشعب الفلسطيني بما في ذلك تلك الخاصة بـ"الأونروا"، وهذا أول الغيث، أما آخره، فما زال الوقت مبكراً للوقوف عند أبعاده ونتائجه النهائية.

قد يهمك ايضا :

القشة لن تنقذ الغريق نتنياهو

إسرائيل ما زالت عالقة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كـورونــا» يصـيـب مـقـاعــد الحكـم «كـورونــا» يصـيـب مـقـاعــد الحكـم



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday