بقلم-د- ذوقان عبيدات
في البداية أوضح أنني لا أمثّل جهة ما، ولا جماعة ما! ولكني كنت آمل دائمًا أن يُعترف بي كمواطن أردني، عاش في أربد بين مجموعة من السوريين المتميزين. كانوا مهنيين وتجارا ومعلمين. ولم يميزهم أحد عن أي أردني. فهل ستفعل الرياضة وبعض الكتاب ما يعاكس طبيعة العلاقات بين “الشوام” والأردنيين بالرغم من كل الحب والمعاهدات والعمل المشترك مع السوريين؟ وهل ينسى أردني جامعة دمشق التي كانت وحيدة – تقريبًا مفتوحة أمامنا ومجانًا؟ نعم تخرجنا من سوريا قبل بدء الجامعة الأردنية. وبالمناسبة معظم الشخصيات الأردنية درست مجانًا في سوريا!!!
وفي الرياضة، حين قال مدرب غبي لفريق كرة القدم المصري في “مواجهة” مع المغرب/ واجهوهم بروح حرب اكتوبر!! حدث ذلك سنة 1995.
وفي سنة 1996 زار فريق كرة السلة المصري المغرب، رفض الجمهور المغربي أن يلعب مع مصر – وربما قالوا – تذكروا هزيمة حزيران!! وتم إلغاء المباراة.
إذن لم تخلُ الساحة الرياضية ولا السياسية من “أغبياء” ربطوا كرامة الوطن بأقدام اللاعبين!! فإذا وفق قدم لاعب مهاجم. ارتقى الوطن والاعتزاز به. وإذا أخطأ مدافع، هل نقول: تمرّغت كرامة الوطن!! فأي وطن ذلك، وأية كرامة تلك المربوطة بأقدام اللاعبين!!
في مؤتمر عن العنف الرياضي سنة 1999 حين كانت وزارة الشباب واللجنة الأولمبية متألقة، قال د. بلال جيوسي في ورقة له: لماذا نقول سحقناهم بهدفين؟ لماذا تقول مرّغنا أنفهم بهدفين؟ هل يمكن أن تقول: زرعنا في حديقتهم وردتين؟ عشت د. بلال ملهماً تربوياً نعم. زرعنا في حدائق السوريين هدفين، قد نزرع في حدائق أخرى. ولكن ماذا لو زرع آخرون وروداً عديدة في مرمانا؟؟ هل فكرّ المتصيدون أو من يسميهم احمد سلامة بـ “القناصة” بأن كرامتنا لا يجوز ربطها بكرة القدم!!
قلت أيام اهتمامي الوظيفي بالرياضة: الرياضة أكثر أهمية من الأقدام والعضلات، ويجب أن لا تترك للرياضيين وحدهم. وأقول الآن: لا تتركوا المجتمع رهينة لكتاب آزروا أقدام اللاعبين، وكتبوا عن كراهية السوريين الوهمية!!
أنا مواطن أردني عربي، أحب سوريا وأحب السوريين، ويشاركني في ذلك ضمير الوطن. وآمل أن يشعر الجميع بأن سوريا تستقبلنا دون تأشيرات دخول، وتفتح جامعاتها دون رسوم لكل أردني ولكل عربي. فالسوريون إذن يحبوننا!! ولم أشعر طوال حياتي بغير ذلك!
لا خلط بين السياسة والرياضة إطلاقاً، والرياضة نشاط ” تنموي” أيضاً، ونقول: لا لكل قناص. آمل أن يعتذر من أخطأ!! وتسقط الرياضة إن خالفت مبادءها وروحها الرياضية.
سأتحدث في مقالة قادمة عن فضل الرياضة على الحضارة والعلوم، وعن ضرورة وعي الرياضيين بهذا الدور!!
نقلا عن الأول نيوز
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع