الثلاثاء الكبير إسرائيل بانتظار بايدن
أخر الأخبار

الثلاثاء الكبير: إسرائيل بانتظار بايدن!

 فلسطين اليوم -

الثلاثاء الكبير إسرائيل بانتظار بايدن

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

نُقل عن ليفي أشكول، ثالث رئيس وزراء في إسرائيل قوله "إنّ إسرائيل تصاب بالتهاب رئوي عندما تعطس أميركا" في مقاربة تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية وارتباط إسرائيل حاضراً ومستقبلاً بالولايات المتحدة ليس كتابع بل كشريك، وهو الأمر الذي ظل حقيقة دامغة بصرف النظر عن ساكن البيت الأبيض، ديمقراطياً أم جمهورياً يظل الالتهاب الرئوي أقل قليلاً أو أكثر كثيراً، لكن الحقيقة الدامغة غير القابلة للشك من قريب أو بعيد تظل المؤشر الفاعل لهذه العلاقات.

لذلك لا نجد أي غرابة في نتائج استطلاع للرأي أجرته قناة "إسرائيل 24" قبل أيام حول توجهات الرأي العام الإسرائيلي إزاء الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث تبين أنّ نصف المستطلعين يتابعون باهتمام بالغ هذه الانتخابات، في حين أن ثلثي النصف الثاني يتابعها بشكل عام، ولم تكن هناك أي مفاجأة في أنّ ثلثي هؤلاء يأملون بفوز ترامب بينما رغبت نسبة 19% بفوز بايدن الذي في حال فوزه سيؤثر تأثيراً سلبياً ويشكل ضرراً لإسرائيل حسب نصف المستطلعين.

وخلافاً لرغبة الأغلبية الإسرائيلية هذه، فإن قادة الرأي لدى الدولة العبرية أخذوا بقرع جرس الإنذار، ذلك أن معظم المؤشرات تتجه نحو احتمالات اكبر لفور بايدن، وعلى إسرائيل في هذه الحال أن تأخذ ذلك بالاعتبار وتضع السيناريوهات والخطط للتعامل مع إدارة أميركية جديدة بزعامة بايدن، والتي من شأنها أن تؤثر تأثيراً مباشراً على العلاقة مع إسرائيل، سياسة جديدة لن تخرج بأي حال من الأحوال عن العلاقة الاستراتيجية بين الجانبين، إلاّ أن هذه السياسة قد تكتسب ملامح وسياسات تفصيلية مختلفة عمّا كان الأمر عليه مع إدارة ترامب، وذلك يتوقف على عوامل إضافية مثل تركيبة الكونغرس الجديد من ناحية ومواقف الجناح الراديكالي الشاب في الحزب الديمقراطي، ذلك أن هناك توقعات أن يواصل الحزب الديمقراطي هيمنته على مجلس النواب كما هو الأمر عليه إبان زعامة ترامب حتى الآن، إلا أن هناك متغيراً محتملاً أكثر تأثيراً، إذ من المتوقع ان يتحكم الحزب الديمقراطي أيضاً بمجلس الشيوخ بنتائج الانتخابات الجانبية المترافقة مع الانتخابات الرئاسية وذلك خلافاً عمّا هو عليه الآن وإبان زعامة ترامب، وهذا يعني في حال تم ذلك أن يكون هناك انسجام بين الرئيس الديمقراطي والكونجرس الديمقراطي بمجلسيه إزاء مختلف السياسات والملفات بما فيها الملف المتعلق بالعلاقة مع اسرائيل، الأمر الذي سيخفف من قدرة هذه الأخيرة على ابتزاز كل من الرئيس والكونغرس كما هو الأمر عليه الآن.

في سياق السياسات المتوقعة فإن بايدن لن يعيد السفارة الأميركية إلى تل أبيب، لكنه سيعيد فتح القنصلية الفلسطينية في شرقي القدس وإعادة فتح المكتب التمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن الذي سبق وأن أغلقه ترامب، كما من المتوقع أن يقرر استئناف المساعدات الأميركية للسلطة الفلسطينية ولوكالة الغوث.

تخوّف أصحاب الرأي من وصول بايدن إلى البيت الأبيض وسيطرة الديمقراطيين على مجلسي الكونغرس يعود إلى مقارنة مع ما كان الأمر عليه عندما كان أوباما يسكن البيت الأبيض، ذلك أنه اعتمد حالة تشير إلى أن سياسة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط تعود إلى أسباب عديدة أهمها الاستيطان الإسرائيلي، وأن السلام لن يتحقق بهذه المنطقة من العالم إلاّ من خلال حل الدولتين، لذلك يرى هؤلاء أن على إسرائيل إقناع بايدن بأن نجاح عملية التطبيع العربي مع إسرائيل يشير إلى حقيقة أن السلام ممكن من دون الجانب الفلسطيني، وأن على هذه الإدارة الجديدة تشجيع التطبيع العربي والإسلامي مع إسرائيل للتوصل إلى استقرار في المنطقة، الأمر الذي من شأنه الضغط على الفلسطينيين للوصول إلى سلام مع إسرائيل دون دفع أي ثمن من جانب الدولة العبرية.

الملف الإيراني هو أيضاً مجال للتخوف من قبل هؤلاء، ذلك أن بادين أعلن أنه سيُجري مفاوضات مع إيران للتوصل إلى اتفاق جديد.
نتنياهو لن يتضرر كثيراً من وصول بايدن، بنظر هؤلاء المحللين أنّ نتنياهو نجح في تشكيل شخصيته "كملك إسرائيل" عندما تحدى إدارة أوباما وشاكسها بما جعله نداّ قوياً يواجه الإدارة الأميركية، مع بايدن سيعاد هذا الألق لنتنياهو متحدياً ومشاكساً، وهو الدور الملائم له أكثر من كونه تابعاً كما كان عليه الأمر مع ترامب.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثلاثاء الكبير إسرائيل بانتظار بايدن الثلاثاء الكبير إسرائيل بانتظار بايدن



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

الملكة رانيا تتألق بعباءة وردية مطرزة بلمسات تراثية تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ فلسطين اليوم
الإطلالات التراثية الأنيقة المزخرفة بالتطريزات الشرقية، جزء مهم من أزياء الملكة الأردنية رانيا ترسم بها هويتها في عالم الموضة. هذه الأزياء التراثية، تعبر عن حبها وولائها لوطنها، وتعكس الجانب التراثي والحرفي لأبناء وطنها وتقاليدهم ومهاراتهم في التطريز الشرقي. وفي احدث ظهور للملكة رانيا العبدالله خلال إفطار رمضاني، نجحت في اختيار إطلالة تناسب أجواء رمضان من خلال تألقها بعباءة بستايل شرقي تراثي، فنرصد تفاصيلها مع مجموعة من الأزياء التراثية الملهمة التي تناسب شهر رمضان الكريم. أحدث إطلالة للملكة رانيا بالعباءة الوردية المطرزة بلمسات تراثية ضمن اجواء رمضانية مميزة يملؤها التآلف، أطلت الملكة رانيا العبدالله في إفطار رمضاني، بعباءة مميزة باللون الوردي تميزت بطابعها التراثي الشرقي بنمط محتشم وأنيق. جاءت عباءتها بتصميم فضف�...المزيد

GMT 08:00 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إدوارد يكشف سبب رفضه البطولة المطلقة
 فلسطين اليوم - إدوارد يكشف سبب رفضه البطولة المطلقة

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 07:07 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء إيجابية ومهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:12 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

جاستين بيبر يغنى للمارة في كندا عام 2007 قبل الشهرة

GMT 23:20 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السورى يستعيد قرية جب عوض وتلة الشيخ محمد

GMT 22:47 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد الأحمد سعيد بحصوله على جائزة عمر الشريف

GMT 17:08 2017 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

كاظم الساهر يؤكد لمن يشوهون صورته سعيه لخدمة وطنه

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday