من أجل إحياء مؤتمر ديربان
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

من أجل إحياء مؤتمر "ديربان"

 فلسطين اليوم -

من أجل إحياء مؤتمر ديربان

هاني حبيب
بقلم:هاني حبيب

في العاشر من تشرين الثاني 1975 اتخذت الأمم المتحدة قراراً تاريخياً غير مسبوق بحق الحركة الصهيونية وإسرائيل عندما اعتبر القرار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري. وشكل ذلك صحوة متأخرة من قبل المجتمع الدولي والرأي العام العالمي على الممارسات العنصرية والإرهابية من قبل إسرائيل والحركة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، ولكن وبعد 16 عاماً من هذا القرار التاريخي عادت الأمم المتحدة وبشكل غير مسبوق عن هذا القرار وقامت بإلغائه، وزادت على ذلك بأن قدمت ما يشبه اعتذاراً ضمنياً لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
قبل 20 عاماً في أيلول 2001 عقدت الأمم المتحدة المؤتمر الدولي ضد العنصرية والذي بات يعرف بمؤتمر «ديربان»، نسبة إلى موقع انعقاده في مدينة ديربان بجنوب إفريقيا، هذا المؤتمر كان مخصصاً في الأصل لحكومات الدول المنضمة إلى الأمم المتحدة، بينما عقدت المنظمات غير الحكومية على مستوى العالم مؤتمراً موازياً وبتنظيم من قبل الأمم المتحدة أيضاً وذلك بهدف الوصول إلى تكامل بين الحكومات الرسمية والمجتمعات والمنظمات الشعبية على مستوى العالم، ما مكّن من إثارة المزيد من النقاش حول تبعات الاستعمار وآثاره المدمرة على بنية المجتمع الدولي من حيث استعباد الشعوب والعمل على تخلفها بينما احتلت دولة الاحتلال الإسرائيلي باعتبارها مشروعاً كولونيالياً عنصرياً مكاناً بارزاً في هذا المؤتمر.
إدانة إسرائيل ودمغها بالعنصرية كانا القضية الأكثر بروزاً في هذا المؤتمر الذي اعتبر من ناحية تظاهرة دعم دولي واسع لنضال الشعب الفلسطيني للوصول إلى أهدافه لقرارات الأمم المتحدة، وتحميل الدول الكبرى، أميركا والدول الأوروبية على وجه الخصوص مسؤولية تاريخية في سياق عدم تنفيذ دولة الاحتلال لقرارات الشرعية الدولية، وذلك في سياق استمرار استعباد الشعوب والقضاء على حضاراتها وموروثاتها الثقافية ما يشكل إدانة لما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي من نهب وسرقة للتراث الحضاري والثقافي للشعب الفلسطيني بالتوازي مع سرقة ونهب الأرض الفلسطينية إلاّ أن المؤتمر من ناحية ثانية، وربما الأكثر أهمية شكل استعادة أممية ورأياً عاماً عالمياً للقرار الأممي حول اعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية.
تم التجديد لهذا المؤتمر أكثر من مرة من خلال ما يسمى مؤتمر «ديربان» الاستعراضي، والذي تم عقده أكثر من مرة خلال العقدين الماضيين خاصة في مدينة جنيف السويسرية ومدينة سويتو الجنوب إفريقية لمتابعة تفعيل أهداف المؤتمر الأساس وتحقيق مضامينه وتجديد منطلقاته وتقاطع أعمال هذه المؤتمرات الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أوروبية عديدة مثل كندا وأستراليا.
قبل أيام وجهت إدارة ترامب المنصرفة آخر ضرباتها ضد المنظمة الدولية عندما صوتت ضد ميزانية الأمم المتحدة للعام 2021 كون هذه الميزانية تشمل عملية تمويل لإحياء الذكرى العشرين لمؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة العنصرية، وبطبيعة الحال فإن إسرائيل انضمت إلى الولايات المتحدة للتصويت ضد الميزانية العامة بينما وافقت عليها 167 دولة، إلا أنّ القرار المنفصل المتعلق بدعم مؤتمر «ديربان» تحديداً تم إقراره بغالية 106 أصوات فقط وبمعارضة أميركية إسرائيلية ودول أوروبية كبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
من هنا تتوضح أهمية هذا المؤتمر وخطورة تجديد انعقاده من وجهة نظر أميركية إسرائيلية، ذلك أن استعادة الأمم المتحدة لإحيائه من جديد كان يجب أن توفر اهتماماً فلسطينياً استثنائياً، إلاّ أننا لم نجد مثل هذا الاهتمام الرسمي وكذلك على مستوى المنظمات الأهلية بشكل كافٍ وخاصة أنّ القضية الفلسطينية في هذا الوقت بالذات في وضع لا يسمح لنا كفلسطينيين بالتغاضي عن أي شكل من أشكال التضامن مع قضيتنا الوطنية، وهو ما انطوى عليه مؤتمر «ديربان» الأصلي وكذلك مؤتمراته الاستعراضية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أجل إحياء مؤتمر ديربان من أجل إحياء مؤتمر ديربان



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday