زمن الـ«كورونا» لماذا يستهدف الوباء الأميركيين السود أكثر من البيض
آخر تحديث GMT 15:42:16
 فلسطين اليوم -

زمن الـ«كورونا»: لماذا يستهدف الوباء الأميركيين السود أكثر من البيض؟!

 فلسطين اليوم -

زمن الـ«كورونا» لماذا يستهدف الوباء الأميركيين السود أكثر من البيض

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

تحوّلت الولايات المتحدة لتصبح بؤرة لوباء كورونا على مستوى العالم بتسجيلها أعلى نسبة بالمصابين والوفيات حسب إحصاءات أصدرتها جامعة جون هوبكنز، مؤخراً، تداولت وما تزال مختلف وسائل الإعلام كما يجري عادة تداول أرقام وإحصاءات تفصيلية حول نسب الإصابة والوفيات بين مختلف دول العالم، وعندما تأتي هذه الإحصاءات والبيانات والأرقام على الولايات المتحدة فإنها لم تلحظ إحصاءات للفئات المستهدفة من قبل الوباء بل يتم التعتيم عليها، لولا قيام خمسة أعضاء ديمقراطيين في الكونغرس الأميركي بتوجيه رسالة إلى وزير الصحة والخدمات الإنسانية إليكس عازار للطلب من الحكومة الفيدرالية بنشر بيانات حول تفشي الوباء بحسب العرق، وذلك بعد أن لاحظ هؤلاء أن الوباء يستهدف بشكل مُركّز الأميركيين السود أكثر من نظرائهم البيض، ما كان من شأنه الإجابة عن سؤال محيّر «لماذا تزداد نسب الإصابة والوفيات في الولايات المتحدة»، ثم انضمت كريستين كلارك رئيسة لجنة المحامين للحقوق المدنية إلى هذا الطلب للإفراج الفوري عن بيانات الرعاية الصحية، بشأن العدوى والإصابات والوفيات والاختبارات لكل عرق، فيما اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتأثير الفيروس على الأميركيين الأفارقة واعتبر ذلك يشكل مشكلة حقيقية أظهرتها البيانات التي اطلع عليها لمكافحة الأمراض.

أما فيما يتعلق بفيروس كورونا فإن هذه المراكز نشرت فقط بيانات العمر والموقع متجاهلة عمداً على الأغلب بيانات عن العرق، الأمر الذي يعتبر بالتأكيد محاولة لإخفاء حقيقة أن السياسة العنصرية الأميركية كانت وراء استهداف هذا الوباء للمواطنين من أصل إفريقي، ما يفتح ملف العنصرية من جديد. ومما تسرّب من بيانات محدودة فإنّ نسبة الوفيات من السود في مدينة شيكاغو بلغت 70% من جملة الوفيات بينما يُشكل هؤلاء ما نسبته 30% من السكان، أمّا في مقاطعة ميلووكي التي لا يتجاوز عدد السكان السود فيها 27% فقد بلغت نسبة الوفيات من السود فيها 81% وكذلك في معظم الولايات الأخرى بنسب متشابهة، لن أثقل على القارئ بياناتها ونسبها.

رغم ذلك، ولذلك فإن ملف العنصرية قد تم فتحه من جديد استناداً إلى ما تسرّب من أرقام وإحصاءات وتم نشر العديد من التحليلات التي أشارت في غالبها الى أن أسباب غزو الوباء بانتقائه للمواطنين الأميركيين السود هي نفس الأسباب التي أدت إلى تزايد نسب الوفيات من الأمهات والأطفال من السود قبل «كورونا» والتي تعود دون أدنى شك إلى المستويات المتدنية والمفقودة من الرعاية الصحية التي تحظي بها هذه الفئة من المواطنين السود والمظالم التاريخية التي تعرضت لها، وقد حان الوقت حسب هذه التحليلات، لتسمية العنصرية بأنها السبب الأكيد وراء هذا الظلم التاريخي وما أدى إليه من تداعيات وتأثيرات لتفشي وباء كورونا في أوساطها.

بعض التحليلات، رغم قلتها حاولت التعتيم على هذه الحقيقة من خلال الادعاء بأن جينات المواطنين السود أكثر قابلية لتلقي الفيروس، بينما ادعت تحليلات أخرى مشابهة إلى انّ المواطنين السود أقل ذكاء من المواطنين البيض وبالتالي فإنهم أعجز من أن يحصنوا أنفسهم من هذا الوباء، واستعاد هؤلاء ما سبق ونشره العالم الأميركي الحاصل على جائرة نوبل لعام 2014 جيمس واتسون وهو عالم وراثة وبيولوجيا جينية بادعائه أن الأبحاث أكدت أنّ الأفارقة عموماً ومن بينهم السود الأميركيون هم أقل ذكاء من المواطنين البيض، فهل يمكن اعتماد مثل هذه الأبحاث والاستناد إليها لتضليل وخداع الجمهور؟!

قد يهمك أيضا :  

تحديات العمل الصحافي في زمن الـ «كورونا»

من أجل الأسرى: مبادرة "الغموض البنّاء"!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن الـ«كورونا» لماذا يستهدف الوباء الأميركيين السود أكثر من البيض زمن الـ«كورونا» لماذا يستهدف الوباء الأميركيين السود أكثر من البيض



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday