نتنياهو وتحديات خطة الضم
أخر الأخبار

نتنياهو وتحديات خطة الضم!

 فلسطين اليوم -

نتنياهو وتحديات خطة الضم

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

يهدد نتنياهو غانتس، إمّا الموافقة على الضم أو التوجه لانتخابات جديدة ويبدو للوهلة الأولى وكأن التوجه الأول يناقض الثاني، في حين أنّ كلاً من هاذين الخيارين منفردين أو مجتمعين يخدمان مصلحة نتنياهو المباشرة، فالضم هو مشروع حياة نتنياهو والانتخابات القادمة مضمونة لصالحه، خيار الضم يُدخل نتنياهو التاريخ، ليس فقط باعتباره صاحب أكبر مدة في رئاسة الحكومة الإسرائيلية منذ قيام دولة الاحتلال عام 1948، بل إنّ الضم يُدخله التاريخ كمحقق للنبوءات التوراتية، خطة الضم تأتي في ظل إدارة أميركية موالية وداعمة، ما يجعلها فرصة تاريخية لا يمكن تعويضها، خاصة وأن نتنياهو يضع في الاعتبار أن تسفر الانتخابات الرئاسية القادمة عن فوز بات محتملاً لبايدن الذي تحدث صراحة عن رفضه لخطة الضم، بينما تنفيذ هذه الخطة الآن وليس غداً يؤدي إلى واقع جديد يفرض نفسه على أي إدارة أميركية جديدة، لهذه الأسباب وغيرها ما زال نتنياهو يضع تنفيذ خطة الضم كأولوية لجهوده في هذه الفترة، وسيفرضها رغم كل ما يقال عن التحديات التي تواجه هذه الخطة، سواء لجهة الخلافات داخل حكومته ومعارضة مجلس المستوطنات، أو لجهة تعارضات مع الرؤية الأميركية لتنفيذ الخطة، ناهيك عن ردود فعل المجتمع الدولي الغاضب والعربي المناهض، وأولاً وفوق كل ذلك الرفض الفلسطيني القاطع لهذه الخطة.

فيما يتعلق بعائق الخلافات داخل حكومته، فيبدو للوهلة الأولى أنّ بإمكان نتنياهو الحصول على الأغلبية المطلوبة لإقرار الخطة من دون الحاجة لأصوات أزرق - أبيض، إلاّ أنّ بعض الانزياحات في سياق التكتل اليميني الداعم لنتنياهو في الساعات الأخيرة تشير إلى أنه لم يعد يملك العدد الكافي من الأصوات اللازمة لدعم تنفيذ الخطة، وذلك بعد أن أبدى حزب "شاس" معارضته لتأييدها إلاّ في حال موافقة "أزرق- أبيض" عليها، وأن صوتاً واحدا ربما يؤثر على نتيجة التصويت لإقرار خطة الضم، وهو صوت مستشاره الأسبق الشريك الحالي وخصمه في الائتلاف يوعاز هندل الذي بات يلعب دور بيضة القبان في سياق إقرار الحكومة لخطة الضم، أمّا بشأن رفض قيادة مجلس المستوطنات فإن نتنياهو نجح في شقها، حيث بات عدد أكبر من قادة المستوطنات يدعم خطة الضم.

يراهن نتنياهو على انقسامات داخل إدارة ترامب، وهي التي أدت إلى الدعوة لاجتماع ربما تم عقده بالفعل مع نشر هذه المقالة، وبصرف النظر عن أي قرار بهذا الشأن فإن ارتباك إدارة ترامب لأسباب باتت معروفة تجعلها أقل قدرة على مناكفة حليفها الأبرز، من هنا فإن اشتراطات إدارة ترامب قد لا تشكل عائقاً حقيقياً أمام نوايا نتنياهو في تصميمه على تنفيذ خطة الضم.

يعتمد نتنياهو كما كل أسلافه السابقين في رئاسة الحكومة على سياسة فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين وعلى المجتمعَين الدولي والعربي، ربما تكون هناك خلافات حادة تصل إلى درجة عقوبات، لكن ما يبقى من ذلك كله هو الخريطة الجديدة بعد تنفيذ خطة الضم، موقف الاتحاد الأوروبي هو الأكثر تحدياً لخطة الضم إلاّ أنّ البرلمان الأوروبي صوّت قبل أيام قليلة على اتفاقية "السماوات المفتوحة" وهي إشارة واعدة بالنسبة لنتنياهو بإمكانية احتواء أي عقوبات قادمة من قبل الاتحاد الأوروبي الذي نجح في فرض عقوبات على روسيا عندما ضمت أوكروانيا، ولكن على ما يبدو أنها لن تنجح في فرض عقوبات جدية على نتنياهو في حال قيامه بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، أما بالنسبة للمنظومة العربية فإن سياسات الأمر الواقع التي أشرنا إليها حولت سياسة المقاطعة العربية ضد إسرائيل من 1948 إلى سياسة تطبيع في الأوقات الراهنة، هذه التحولات فرضتها سياسة الأمر الواقع التي انتهجها نتنياهو والتي من المؤكد أنه سيبقي عليها لمواجهة تحديات الضم القادمة.

تخوفات كبار الجنرالات المتقاعدين وعمداء الأبحاث في معهد دراسات الأمن القومي من ردود فعل فلسطينية غير مسبوقة يعتقد نتنياهو أنه بإمكانه احتواؤها ولا يخشى من التهديد بانهيار السلطة، كما يمكن له التعامل مع أي خطوات جدية يتخذها الأردن باتجاه مراجعة اتفاقية وادي عربة.

وإذا لم تنجح عملية الضم لسبب او لآخر إذا ما كان نتنياهو مصراً على تنفيذها بالكامل، وهو أمر موضع شك أيضاً، فإن التوجه لانتخابات جديدة حسب تهديده لغانتس يخدم مصالحه كما بات واضحاً من نتائج استطلاعات الرأي، والخلاصة أن نتنياهو ليس في مأزق وهو الرابح أينما كانت الوجهة، حتى لو فشل مخطط الضم مؤقتاً فإنه الأقدر على تحميل مسؤولية هذا الفشل على غيره، كما يبدو من خريطة التقاطعات والاستقطابات السياسية بهذا الشأن.

قد يهمك أيضا :

«عائلة نتنياهو» تلوّح بسيف الانتخابات المبكرة

هل تعلق حكومة نتنياهو في شباك «الميزانية»؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو وتحديات خطة الضم نتنياهو وتحديات خطة الضم



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 18:32 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

داليا زكي تتألق في ديوان سدنة العشق

GMT 01:54 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

ياسمين عبدالعزيز تُحضِّر لمشروع فيلم "الدادة دودي 2"

GMT 14:07 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توافقك الظروف المهنية اليوم لكي تعالج مشكلة سابقة

GMT 23:34 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

طلب عراقي لاستضافة النسخة رقم 24 من بطولة كأس الخليج

GMT 16:42 2014 الجمعة ,10 تشرين الأول / أكتوبر

داليا كريم تعرض الحلقات الأولى من "داليا والتغيير" قريبًا

GMT 18:24 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أرز بسمتي بالكركم

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday